بعد زلزال تركيا وسوريا المدمر.. ماذا تعرفون عن أبرز الآثار النفسية التي تصيب الضحايا؟
فجر السادس من شباط/فبراير 2023 حلت ساعة الكارثة، زلزال مدمر يضرب
تركيا وسوريا تاركا خلفه حصيلة مرعبة لأكثر من أربعين ألف قتيل وأكثر من 100 ألف
مصاب، بالإضافة إلى ملايين المتضررين الذين فوجئوا بـهول ما حلّ بالبشر والحجر في
ذلك اليوم، ليبقى الناجون من الحادثة في مواجهة كارثة أخرى هذه المرة، زلزال نفسي
للكثيرين ممن فقدوا الشعور بالأمان خلال هذه الزلازل.
فلك أن تتخيل أن المنزل الذي يعد مصدر الأمان الوحيد لم
يعد كذلك، ما تسبب للكثيرين منهم بـاضطرابات نفسية كـاضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب
الشديد. فماذا تعرفون عن الاضطرابات النفسية التي تصيب الكثير ممن نجوا من الزلزال؟ "اضطراب ما بعد الصدمة الموت النفسي" كما يسميه أحد الناجين من الزلزال، اضطرابات
نفسية تؤثر على الأطفال والمراهقين والبالغين، ويكون تأثيرها مختلفا حسب المناعة
النفسية للمصابين، ويمكن أن يتطور بعد تعرض الشخص لحدث صدم، وتشمل أعراضه الكوابيس
والخوف من التذكير بالحدث والشعور بالخدر أو الانفصال عن الآخرين والشعور بالقلق
الشديد.
وبعد الكارثة التي حلت في سوريا وتركيا بدا الأشخاص أمام ضياع تام وفقدان
الانتماء للواقع والقلق والخوف والأرق وعدم القدرة على التركيز والمعاناة من
المشاعر السلبية والكوابيس، اكتئاب حاد، النجاة من فاجعة كالزلزال الذي ضرب تركيا
وسوريا وفقدان أحد أفراد العائلة أو أكثر يرفع من احتمالات المعاناة من اكتئاب حاد
وهي أحد اضطرابات الصحة العقلية طويلة المدى التي قد تصيب الناجين، وفق دراسة
علمية.
تعرض الناجون من زلزال وتسونامي شرق اليابان الكبير عام
2011 لأعراض الاكتئاب لنحو 6 سنوات كتأثيرات نفسية طويلة، الإجهاد الحاد أحد
الاضطرابات التي يمكن أن يصاب بها الناجون من الزلزال وهو رد فعل قصير المدى لحدث
صادم يمكن أن يحدث في الشهر الأول بعد الحدث.
وتتمثل أعراضه في إعادة تجربة الحدث الصادم على شكل أحلام وكوابيس
وتجنب التذكير بالحدث ما يدفع البعض للجوء إلى المواد المخدرة للتعامل مع الضيق والحزن
الناجم عن الزلزال، لذلك يوصي الأخصائيون النفسيون بضرورة تقديم المساعدات النفسية
العاجلة للناجين من الزلزال وخلق بيئة هادئة وداعمة لهم تشمل معالجة احتياجات
الناجين الأساسية، مثل المأوى والغذاء والماء والرعاية الطبية وضرورة تقديم الدعم
العاطفي وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم.