نشرت صحيفة "
نيويورك تايمز" مقالا للصحفي توماس فريدمان، قال فيه إن
إسرائيل اليوم عبارة عن مرجل به الكثير من البخار، وعلى وشك الانفجار في كل الاتجاهات، عقب تولي الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين
نتنياهو.
وقال فريدمان، إن الهجمات التي ينفذها شبان فلسطينيون تتزامن مع توسع المستوطنات الإسرائيلية وإحراق القرى الفلسطينية من قبل المستوطنين، وكذلك مع انتفاضة شعبية ضد انتزاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسلطة القضائية، مشددا على أن "ذلك كله يهدد بانهيار الحكم بشكل لم نشهده من قبل في إسرائيل".
ولفت الصحفي الأمريكي المخضرم إلى أن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين والعنف ليس جديدا، ولكن يتزامن ذلك مع أكثر الحكومات القومية المتطرفة في تاريخ إسرائيل، والتي يقودها الآن متعصبون دينيون، هدفهم ضم الضفة الغربية بأكملها والذين يسيطرون الآن على حقائب الشرطة والتمويل والجيش الرئيسية، ويريدون محو الخطوط بالكامل.
اظهار أخبار متعلقة
ومع ذلك، فإن فريدمان يرى أن "العامل الجديد الذي يمكن أن يمزق ديمقراطية إسرائيل حقا هو مخطط نتنياهو لإنهاء استقلال المحكمة الإسرائيلية العليا بشكل أساسي باسم الإصلاح القضائي"، مضيفا أن "تجاهل استطلاعات الرأي يظهر أن غالبية الجمهور تعارض الاستيلاء على القضاء، وعلى الرغم من المناشدات من قبل الرئيسين الإسرائيلي والأمريكي لتأجيل التغييرات حتى يمكن أن يكون هناك حوار وطني حول هذا الموضوع، لكن نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون يتحركون لمجرد دفعه عبر الكنيست في الأسابيع القليلة المقبلة".
وشدد على أن السرعة الفائقة للمناورة تكشف في الواقع مدى الاحتيال التام الذي يمثله نتنياهو عندما يتكلم بلطف للقادة والصحفيين الأجانب على أنه يريد ببساطة تمرير بعض الإصلاحات التقنية البريئة لجعل المحكمة العليا في إسرائيل أكثر انسجاما مع نظيراتها في الولايات المتحدة أو كندا أو فرنسا.
وتساءل فريدمان: "أي زعيم إسرائيلي يمكنه أن يخاطر بحرب أهلية في الداخل، وخلاف مع الديمقراطيين اليهود في جميع أنحاء العالم، وانفصال عن أمريكا، وضرر كبير لمكانة إسرائيل، من أجل إصلاحات قضائية فنية قليلة؟".
وعلق مجيبا: "نتنياهو سيخاطر بكل ذلك فقط من أجل شيء كبير جدا، مهم جدا وشخصي جدا. وهذا إصلاح قضائي يأمل في إنهاء محاكمته بتهم خيانة الأمانة والرشوة والاحتيال، والتي قد تؤدي به إلى السجن. كما أن الإصلاح القضائي سيعطي ائتلافه اليميني سلطة غير مقيدة لبناء أي مستوطنات في أي مكان، والاستيلاء على أي أرض فلسطينية وصب أموال الضرائب في المدارس الدينية الأرثوذكسية حيث يتعين على الشباب فقط دراسة التوراة وليس الرياضيات أو العلوم أو الأدب - ناهيك عن الخدمة في الجيش.
اظهار أخبار متعلقة
بعبارة أخرى، يقول فريدمان: "الإصلاح القضائي لعبة قوة يريدها نتنياهو حتى يتمكن بإشارة منه من إلغاء أي شيء تأمر به المحكمة العليا من خلال تصويت بأغلبية مقعد واحد في الكنيست".
وفبي دليل على هروب الاستثمارات من "إسرائيل"، لفت فريدمان إلى أن أساف رابابورت، الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي Wiz، وهي شركة ناشئة للأمن السحابي، قال الاثنين، إن الشركة جمعت 300 مليون دولار ضمن حملة تمويل قيمتها 10 مليارات دولار للاستثمار في إسرائيل، لكن رابابورت قال إن شركته لا يمكنها تجاهل ما يحدث في البلاد.
وأضاف: " للأسف، فإنه في ظل الانقلاب القضائي، فإن الأموال التي جمعناها لن تدخل إسرائيل... لقد سمعنا من المستثمرين ورجال الأعمال القلقين الذين يقومون بتحويل أموالهم بتكتم إلى خارج البلاد، بالإضافة إلى الموظفين المهتمين بمستقبلهم في إسرائيل".