أغلق موقع قناة "
الحرة" الأمريكي، قسم "من زاوية أخرى" المخصص لكتاب
المقالات لديه، بعد سنوات من استكتاب مجموعة من الكتاب العرب.
ولم يذكر موقع "الحرة" سبب إغلاق قسم المقالات لديه، بعد سنوات من استكتاب مجموعة من كتاب دول الخليج ومصر والعراق والأردن ولبنان ودول أخرى.
وقالت الكاتبة اللبنانية جويس كرم، إن رحلتها مع "الحرة" انتهت بعد ست سنوات من الكتابة في قسم "من زاوية أخرى"، مضيفة أن قرار إغلاق قسم المقالات "ولو أنه قرارٌ محزن، فهو يواكب التغييرات الإعلامية والتكنولوجية التي تتبدل في الفضاء الإلكتروني".
وأضافت في
مقالها الوداعي مع الموقع: "ففي عالم كثرت فيه الآراء، وأحيانا نقصت فيه الحقائق، وتسارعت فيه النقلة التكنولوجية نحو الفيديو والصور، باتت هذه الوسائل الشغل الشاغل لجيل Gen-Z وكيف يتلقى معلوماته".
وذهب الكاتب الأردني عريب الرنتاوي إلى الحديث عن السبب ذاته، قائلا في
مقاله الوداعي إن القرار أحزنه "لاسيما أن المقال لم يعد على ما يبدو جاذبا للقراء الذين يتجهون بكثرتهم، الشابة خصوصا، إلى "التك توك" و"الإنستغرام" والفيديوهات القصيرة، بحساب الربح والخسارة. من العبث الاستمرار في استثمار كهذا، في حين يمكنك أن تجتذب جمهورا أوسع، لو أنك وضعت مواردك في مكان آخر".
وقال الرنتاوي إن إغلاق قسم المقالات في موقع قناة "الحرة" هو "قصة موت معلن" للمقالة والصحافة المكتوبة، مضيفا أن "علينا أن نسلّم بحقيقة أن العالم يتغير، وأن فنونا وألوانا من العمل الإعلامي والصحفي قد شقت طريقها للانقراض. نقول ذلك، ونحن معشر المشتغلين بالصحافة والمقالة المكتوبة، يعتصرنا الألم والإحساس بـ"اللاجدوى".
وقالت الكاتبة الكويتية ابتهال الخطيب، إن إغلاق قسم المقالات، يأتي في إطار "توجه كل إعلام زمننا المعاصر بطبيعة الحال والواقع والتطور تجاه المرئي والمسموع أكثر من المكتوب والمقروء".
وبرغم ذلك، فإنه لم يعلن موقع "الحرة" عن السبب المباشر الذي دفعه لإغلاق قسم المقالات، اعتبارا من مطلع آذار/ مارس الجاري، إذ إن آخر مقال تم نشره كان في نهاية شباط/ فبراير الماضي.
يشار إلى أن "الحرة" مؤسسة إعلامية أمريكية (تمول من الحكومة ودافعي الضرائب)، أنشئت في العام 2004، بعد الغزو الأمريكي على العراق، وتبعها بسنوات إنشاء "راديو سوى"، وموقع "الحرة".