تتواصل التحذيرات الإسرائيلية من التداعيات الخطيرة للأزمة السياسية الداخلية، والخشية من أن تفضي إلى "سيناريو مرعب" وأزمة لا مخرج منها، قد تتزامن مع اشتعال خمس
جبهات في نفس الوقت.
وقال الجنرال الإسرائيلي يتسحاق بريك في مقال بـ"
معاريف" العبرية، إنه "في حال استمرت عملية تشريع الإصلاح القضائي، دون حوار وحل وسط يكون فيه إجماع، سنصل في نهاية الشهر لتشريع بالقراءة الثانية والثالثة، ومن هناك، الطريق قصير لفقدان السيطرة، وستدخل إسرائيل في أزمة دستورية عميقة لا مخرج منها، خاصة مع رفض المحكمة التشريعات الجديدة".
وذكر أن "كل محافل
الأمن القومي، التي يفترض بها أن تحمي الإسرائيليين من تهديدات خارجية وداخلية؛ الجيش، الشاباك، الموساد، الشرطة، سيتعين عليها أن تقرر من تطيع، أوامر المحكمة العليا أم الحكومة"، مشيرا إلى أن كل قرار لرئيس جهاز لا يجد قبولا لدى قسم كبير من رجاله وموظفيه سينشأ عنه انشقاق وتفكك.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "منذ اليوم وقبل أن نصل إلى الوضع الأصعب الذي أصفه، نشهد رفضا آخذا في الاتساع لرجال احتياط للتجند في الخدمة، ولا شك أننا إذا وصلنا إلى القراءة الثالثة لقوانين الإصلاح القضائي، دون حوار وإجماع واسع، سيتسلل الرفض أيضا إلى الجيش النظامي وأجزاء منه سترفض الأمر، وهذا الوضع سيؤدي لفوضى تامة وعدم السيطرة في الأجهزة التي تحمي إسرائيل وجمهورها، وهذه وصفة مؤكدة لتفكك هذه الأجهزة، وجمهورنا سيفقد دفعة واحدة أمنه وقدرته على الدفاع عن إسرائيل، وانهيار هذه الأجهزة سيؤدي إلى انهيار الدولة كلها".
وقال بريك إن "أعداء إسرائيل الذين بنوا أمامنا تهديدات تركز أساسا على جبهتنا الداخلية، ينظرون ويشاهدون عملية انهيار إسرائيل أمام ناظريهم، هم سيعملون ضدنا في اللحظة التي تفقد فيها إسرائيل قدرتها في الدفاع عن نفسها، سيطلقون علينا آلاف الصواريخ، المقذوفات الصاروخية والمسيرات، التي ستتسبب لمئات المواقع بالدمار والخسائر الفادحة كل يوم في المراكز السكانية والبنى التحتية الاستراتيجية".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "العمل ضدنا سيجري في 5 ساحات في آن واحد، بما في ذلك قوات كبيرة من عشرة آلاف مقاتل سيقتحمون حدودنا من الشمال والجنوب والشرق مزودين بالصواريخ، بمضادات الدبابات وقذائف المدفعية من لبنان، سوريا، غزة، وإلى جانب ذلك، ستنشب اضطرابات شديدة يقوم بها آلاف المشاغبين ممن يحملون السلاح في داخل إسرائيل وانتفاضة ثالثة ستنشب في الضفة الغربية، وجمهورنا سيقف عاريا أمام هذه الانفجارات، وفي ظروف معينة، قد تشارك إيران في الحرب، ومؤخرا تلقينا ضربة إضافية، عقب الإعلان عن استئناف العلاقات بين إيران والسعودية".
وقدر الجنرال، أنه "في حال لم نعرف كيف نوقف مبادرة الإصلاح في الأسبوعين القادمين والوصول لحل وسط، فإن سيناريو الرعب في احتمال مرتفع". وفق قوله.
وذكر بريك سببين لهذا السيناريو: الأول؛ "الكراهية المجانية التي أدت إلى الخراب؛ ثم إن السياسيين المغرورين من كل أطراف الطيف السياسي، ممن يغلبون مصالحهم الشخصية والحزبية على المصالح القومية، وهم إذ يرون المصيبة تقترب، يواصلون إنزال الأيدي، وغير قادرين على أن يتوصلوا إلى توافق واسع كي ينقذوا إسرائيل من الضياع".