يعمل
الطبيب الأفريقي فرانسيسكو خوسيه لوبيز جونيور، الذي درس الطب في
تركيا ويواصل فيها تعليمه لنيل درجة الدكتوراه، على مد يد العون لضحايا
الزلزال من خلال العمل كطبيب متطوع في الهلال الأحمر التركي.
وقرر فرانسيسكو خوسيه لوبيز جونيور (28 عاما)، المولود في دولة
غينيا بيساو الواقعة في غرب إفريقيا، الدراسة في تركيا بعد إكمال تعليمه الثانوي عام 2012، بسبب الاضطرابات الداخلية في بلاده.
وبدأ جونيور، دراسة اللغة التركية عقب تقدمه للحصول على تأشيرة دخول إلى تركيا لمواصلة تعليمه الجامعي، وتمكن من الحصول على مقعد دراسي في كلية الطب بجامعة آيدين عدنان مندريس بولاية آيدين التركية (غربا)، بعد نجاحه في امتحان الطلاب الأجانب، الذي دخله بعد عام من دراستة اللغة التركية.
جونيور تمكن خلال فترة دراسته من إقامة علاقات صداقة مع الطلاب الأتراك، قبل أن يتم تعيينه طبيب أسرة في إسطنبول عام 2021، وفي العام التالي بدأ جونيور دراساته العليا لنيل درجة الدكتوراه في قسم الطفيليات في الكلية التي تخرج منها.
وعمل جونيور طبيبا متطوعا في الهلال الأحمر التركي، في ولايتي هتاي وكهرمان مرعش جنوب تركيا لدعم ضحايا الزلزال الذي ضرب الولايتين في 6 شباط/ فبراير الماضي، وأجرى زيارات إلى مخيمات الضحايا برفقة فريق الهلال الأحمر التركي.
تركيا بلدي الثاني
وقال الطبيب فرانسيسكو خوسيه لوبيز جونيور، إن الأضرار التي تسبب بها الزلزال جعلته يشعر بالألم، لذلك فإنه تطوع في صفوف الهلال الأحمر للعمل في المناطق المتضررة من باب الوفاء لتركيا وشعبها.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "أردت الوقوف إلى جانب الشعب التركي في هذه المحنة. مكثت في هطاي لمدة أسبوع وعملت في هذه الولاية طبيبا متطوعا ضمن فريق الهلال الأحمر التركي ومنظمة الهلال الأخضر. أنا أعتبر تركيا وطني الثاني لأنني عشت فيها جزءًا كبيرًا من شبابي".
وتابع: "عندما جئت إلى تركيا كان عمري 19 عاما اليوم أبلغ من العمر 28 عاما. أعيش في تركيا منذ ما يقرب من 10 سنوات وقابلت الكثير من الناس وأقمت معهم علاقات صداقة قوية ووقفت على أصالة وكرم الشعب التركي".
"أشعر بالفخر لأنه أتيحت لي فرصة الدراسة في هذا البلد وأرى أن من واجبي الوقوف إلى جانب الشعب التركي من خلال تقديم الخدمات الصحية لضحايا الزلزال"، يكمل الطبيب الإفريقي.
وأشار جونيور إلى أن الأشخاص المتضررين من الزلازل أو الكوارث الطبيعية يحتاجون إلى مزيد من الرعاية الصحية، وأنه على استعداد مع باقي متطوعي الهلال الأحمر التركي للبقاء في منطقة الزلزال مهما طال الوقت.
كما أنه اعتبر أن عمله كطبيب متطوع ما هو إلا رد لجزء يسير من الجميل الذي لقيه من تركيا وشعبها خلال سنوات دراسته.
"سعداء بوجوده"
من جهتها، قالت كلتن إيكيزطاش، وهي من سكان محلة "يني كوي" في قضاء تورك أوغلو بولاية
كهرمان مرعش، إنها عاشت لحظات مرعبة جراء الزلزال، وتمكنت أثناء حدوث الزلزال وبمساعدة زوجها من إخراج طفليها من المنزل.
وأعربت إيكيزطاش عن سعادتها بوجود جونيور بين الأطباء الأتراك.
وقالت إنه "شخص طيب ويظهر الكثير من الاهتمام للمرضى وضحايا الزلزال ويقوم بكل ما في وسعه من أجل مساعدتهم. أشكره جدًا على جهوده الطبية والنبيلة".