أكد بشارة مرهج الوزير اللبناني السابق والخبير بشؤون الصراع
الفلسطيني ـ
الإسرائيلي، أن محاولة الإسرائيليين بسط نفوذهم على المسجد
الأقصى لن تفلح مهما
كانت التكاليف، وشدد على أن الزمن الذي كانت فيه إسرائيل تفرض إرادتها على
الفلسطينيين ولى وانتهى.
وأكد مرهج في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن الجبهات
المحيطة بفلسطين لن تصمت إزاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأقصى.
وقال: "هنالك تفاهم من جميع أنصار الأقصى بأنهم لن يقبلوا
باحتلال الأقصى، وأن الجبهات المحيطة لن تصمت، وأنه مثلما تحركت غزة فستتحرك الضفة
الغربية، وكذلك الضفة اللبنانية، هؤلاء لن يتركوا الأقصى بيد الاحتلال مهما كان
الثمن".
ورأى مرهج أن "الإسرائيليين يعيشون حالة ضياع وأن استعجالهم بمشروع
تهويد الأراضي المقدسة وتهجير الفلسطينيين، لا يعكس قوتهم وإنما يترجم ضعفهم الاستراتيجي".
وقال: "الإسرائيليون أقوياء عسكريا، لكن الفريق المقابل لهم من
الفلسطينيين وأنصارهم لم يعد ينصاع مثلما كان سابقا.. لقد تغيرت المعادلة..
المعادلة الجديدة تقوم على الرد بالمثل.. وهذا نفس ما كان يفعله أبو عمار في
السابق، لكن أبا عمار كان يومها مقيدا بالموقف العربي، اليوم لا أحد قادر على
تقييد أحد".
وأضاف: "وضع إسرائيل صعب، رغم كل الجبروت والدعم الدولي، نصف
مجتمع الكيان الصهيوني رافض لهذه السياسات المتطرفة التي تنفذها حكومة
نتنياهو".
وذكر مرهج أن "العالم جميعا يدرك تغير هذه المعادلة، وأنه لذلك
كانت
المواقف الأمريكية والفرنسية والبريطانية معارضة للتصعيد الإسرائيلي الأخير
وترى فيها ضربا لحل الدولتين"، وفق تعبيره.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن تقديرات بإطلاق 15
صاروخا من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل.
وأفادت الهيئة، بوجود "تقديرات بإطلاق 15 صاروخا من لبنان
باتجاه إسرائيل"، دون تفاصيل.
في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، اعتراض قذيفة صاروخية جرى
إطلاقها من لبنان، مما تسبب في تفعيل صافرات الإنذار شمالي البلاد.
وإطلاق صواريخ من لبنان على إسرائيل يعتبر من الحوادث النادرة، لكنها
عادة ما تحدث أثناء التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولليلة الثانية على التوالي، اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية مساء
الأربعاء المصلى القبلي في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدت
على المصلين والمرابطين داخله.
ودعت جماعات إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى
بمناسبة "عيد الفصح" اليهودي الذي بدأ الأربعاء ويستمر أسبوعا، وتسود
حالة من التوتر الشديد أنحاء البلدة القديمة في القدس ومختلف أنحاء الأراضي
الفلسطينية.
وأكدت الدول العربية والإسلامية، وبينها تركيا، رفضها الشديد
للاعتداءات الإسرائيلية، ودعت إلى وقفها على الفور، وفيما حثت الولايات المتحدة
"جميع الأطراف على ضبط النفس"، أعربت الأمم المتحدة عن
"صدمتها" حيال أحداث المسجد الأقصى.
والخميس، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لبحث "التطورات
الأخيرة المقلقة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحديدا اقتحام المسجد
الأقصى"، بدعوة من الإمارات والصين.
إقرأ أيضا: إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان.. إغلاق المجال الجوي شمال فلسطين