رأى معهد واشنطن في تحليل للمتخصص في
الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج، فرزين نديمي، أنه على غرار
الحوادث السابقة التي قُتل فيها ضباط من "الحرس الثوري الإسلامي"
الإيراني، فإنه يجب على القوات البحرية الأمريكية أن تراقب عن كثب أي محاولة إيرانية
للانتقام من
إسرائيل عبر مهاجمة إحدى سفنها التجارية في المياه المجاورة.
وأشار التحليل إلى أن الضربات
الإسرائيلية الأخيرة في
سوريا، أسفرت عن مقتل النقيب ميلاد حيدري والملازم مقداد
مهقاني، وهما ضابطان في قيادة الحرب السيبرانية والإلكترونية التابعة لـ"الحرس الثوري"، والتي تعمل في سوريا تحت مظلة "فيلق القدس"
التابع لـ"الحرس الثوري".
وأدان "الحرس الثوري" ووزارة
الخارجية الإيرانية الهجوم وتوعّدا بالانتقام في الوقت والمكان اللذين يختارانهما.
ولفت التحليل إلى أن إسرائيل استهدفت
للمرة الأولى أنظمة "مطلع الفجر" رغم أنها انتشرت في سوريا منذ عام 2016،
ما يشير إلى زيادة التوترات بين إيران وإسرائيل وإلى أنشطة الحرب الإلكترونية
الأكثر عدوانية لـ"الحرس الثوري" الإيراني في سوريا.
وبحسب التحليل فإن إيران كثفت جهودها
لتعزيز الدفاعات الجوية السورية وسط الضربات الإسرائيلية المستمرة التي تهدف إلى
منع تسليم وحركة وتخزين الأسلحة المتطورة ومعدات المراقبة للقوات في سوريا ولبنان.
ورجح الباحث أن تكون الضربات
الإسرائيلية في 1 نيسان/ أبريل تهدف إلى إحباط هجوم كبير بالطائرات بدون طيار منسق
بين إيران و"حزب الله" و "حماس"، انتقاما لضابطي "الحرس
الثوري" الإيراني اللذين قتلا في اليوم السابق. وإذا كان الأمر كذلك، فيبدو أن
الغارة الإسرائيلية قد عرقلت مثل هذه الخطط، حيث تم إطلاق طائرة مسيّرة واحدة فقط
من نوع غير معروف إلى إسرائيل من سوريا في 2 نيسان/أبريل؛ وبعد ذلك بيوم، أعلنت
إسرائيل أنها أسقطت طائرة مسيرة انتحارية من طراز "شهاب" فوق قطاع غزة.
ورأى أن إيران تملك خيارات أخرى
للانتقام لمقتل ضباطها في سوريا، والتي يمكن أن تمارس أياً منها في الأيام أو
الأسابيع القليلة المقبلة، إذ إنها يمكن أن تستهدف السفن الإسرائيلية في خليج عُمان.
والاحتمال الأكثر ترجيحاً هو أن تحاول
إيران تنفيذ هجوم ضد سفينة أخرى مرتبطة بإسرائيل في خليج عُمان باستخدام طائرات
مسيّرة انتحارية أو أسلحة أخرى، ومجدداً بقصد التسبب في وقوع إصابات.
ومن المرجح أن تتم أي عملية من هذا
القبيل في منطقة تتواجد على مسافة آمنة من السعودية، لأن طهران تحاول جاهدة إصلاح
العلاقات مع الرياض. وتقوم الولايات المتحدة بعمليات أمنية بحرية كبيرة في
المنطقة، لذلك فإنها يجب أن تحافظ قواتها البحرية على درجة عالية من اليقظة لأي محاولة
إيرانية لتهديد الملاحة الدولية في هذه الممرات المائية.