قالت صحيفة
الغارديان، إن النزاع الجاري في
السودان بين جنرالين، ضدُّ الشعب، بعد أن انقلبا على عمر البشير، ثم السياسيين وصعدا إلى السلطة.
وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21"، أن الكثيرين خافوا من
مواجهة بين الجنرالين، لكن انفجار العنف وانتشاره بهذه الصورة، كان صادما ومخيفا،
وكلا الرجلين لديه سجل قاتم في لعب دور قيادي في مكافحة التمرد في دارفور، حيث كان
سلوك قوات الدعم السريع مشينا.
وأشارت الصحيفة إلى النزاع الحالي بين الرجلين الذي اندلع بسبب خطط
لدمج قوات
حميدتي في الجيش، وهي القوات التي رباها البشير من أجل أن تكون ثقلا موازيا لقوة الجيش،
وجاءت الخطة ضمن اتفاق يعد بعودة الحكم المدني بعد انقلاب عام 2021.
اظهار أخبار متعلقة
ويتعامل الرجلان مع المعركة الحالية على أنها مسألة بقاء، وقال حميدتي
إن "
البرهان سيموت مثل الكلب لو لم يقدم للمحاكمة. أما الجيش فقد أعلن أن
حميدتي بات مجرما مطلوبا للعدالة" وفقا للصحيفة.
ووسط المعركة، وجدت العائلات الخائفة نفسها عالقة في بيوتها بدون ماء
أو كهرباء ونقص في المواد الغذائية. وتزداد حصيلة القتلى حيث ارتفعت من 180 إلى
270 شخصا في أربعة أيام من القتال. وتتعرض المستشفيات لهجمات وتم قطع الخدمات
الأساسية. وبعد مقتل ثلاثة من العاملين فيه، علق برنامج الغذاء العالمي مساعدته
التي يحتاج إليها الناس.
ومنحت التقارير يوم الثلاثاء عن وقف إطلاق النار أملا مؤقتا وراحة.
ولكن لا توجد أي إشارة عن استعداد الطرفين للتخلي عن العنف. ويحظى البرهان بدعم من
مصر أما حميدتي فتدعمه الإمارات العربية المتحدة وهو على علاقة مع شركة المرتزقة
الروسية، فاغنر. وعبرت السعودية عن اهتمام بالوضع. وحذرت الصحيفة من استمرار
العنف، بشكل قد يُجر إليه لاعبون محليون وأجانب، بشكل يعقد من مهمة حل الأزمة.
وبالإضافة للقلق على مصير السودان، هناك مخاوف من أن ينتشر العنف لدول
الجوار في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وأجزاء أخرى من المنطقة. ويجب أن يكون وقف
العنف هو الخطوة الأولى بدعم دولي مستمر وموقف موحد من أجل التوصل لوقف إطلاق
النار. وعلقت الصحيفة أن إدارة دونالد ترامب حولت السياسة من السودان إلى اللاعبين
الإقليميين، ومن هنا فعودة الولايات المتحدة مرحب بها وإن كانت متأخرة. وربما
ساعدت عقوبات مستهدفة يتم فرضها بعناية لنزع فتيل الأزمة، وكذا الوفد الأفريقي
الموعود والذي قد يجلب الطرفين للتفاوض.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت الصحيفة: "مرة أخرى يدوس رجال جشعون متعطشون للسلطة على
احتياجات وأماني الشعب السوداني، فقد أبعد اندلاع العنف الناشطين الداعين
للديمقراطية عن أهدافهم وركزوا بدلا من ذلك على مساعدة الشعب ومحاولة وقف العنف".
وختمت بالقول: "مع أن حميدتي صور نفسه كحام لثورة 2019،
وتعامل بعض القادة المدنيين وإن بغير حماس، معه كحاجز محتمل ضد ديكتاتورية
البرهان، إلا أن الشعب أصبح أكثر وعيا وتنظيما، وبات الكثيرون في القاعدة الشعبية
يرون في الأيام الأخيرة دليلا على أن عملية سياسية يهيمن عليها أميرا حرب تظل
فارغة ولن تؤدي إلى التقدم ولا الاستقرار. وحتى في هذه الأيام العصيبة، فإن قاتلوا
بشجاعة وإصرار لكي يسمع صوتهم فلن يتخلوا عن طموحاتهم".