أعلنت الولايات المتحدة أن عناصر من حركة
طالبان الأفغانية اغتالت أحد زعماء
تنظيم الدولة ولاية خراسان، تتهمه واشنطن بالتخطيط للتفجير الانتحاري الذي وقع عند بوابة مطار كابول عام 2021، والذي أسفر عن مقتل 13 من العسكريين الأمريكيين.
ولم تذكر الإدارة الأمريكية اسم زعيم "داعش خراسان" أو تاريخ مقتله، لكن جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وصفه بأنه "العقل المدبر للهجوم المروع" الذي تم تنفيذه في الأيام الأخيرة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان، معتبرا أن العملية واحدة من "سلسلة الخسائر البارزة" التي عانى منها التنظيم هذا العام.
بدوره، أشاد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، السيناتور مايكل ماكول، بمقتل زعيم "داعش خراسان"، بينما حذر من أن إدارة بايدن لا تزال مسؤولة عن "الإخفاقات" التي أدت إلى الهجوم على المطار، وأضاف أن ذلك "لن يمنع بأي حال من الأحوال التحقيق الذي تجريه اللجنة".
ووقع التفجير في 26 آب/أغسطس 2021 بينما كانت القوات الأمريكية تحاول مساعدة المواطنين الأمريكيين والأفغان في الفرار من البلاد، في أعقاب سيطرة حركة طالبان على السلطة هناك.
وفجر المهاجم، الذي ينتمي لتنظيم الدولة، نفسه وسط حشود كبيرة من الناس في محيط المطار أثناء محاولتهم الفرار من أفغانستان في 26 آب/أغسطس 2021. وأسفر الانفجار عن مقتل 170 أفغانيا و13 جنديا أمريكيا كانوا يؤمنون المطار خلال عملية الانسحاب.
وكان التفجير من الأعنف في أفغانستان في السنوات الأخيرة، وأثار موجة انتقادات للرئيس جو بايدن على خلفية قراره سحب قوات بلاده بعد قرابة 20 عاما على الغزو الأمريكي. وأدى الهجوم إلى تفاقم شعور الولايات المتحدة بالهزيمة بعد حرب دامت 20 عاما.
وكان الإرهابي الذي نفذ التفجير الانتحاري، عبد الرحمن اللوغري، أطلق سراحه قبل أيام فقط عندما سيطرت "طالبان" على المنطقة.
وكثيرا ما دافع بايدن عن قراره الخروج من أفغانستان، والذي قال منتقدوه إنه ساعد في التسبب في انهيار كارثي للقوات الأفغانية ومهد الطريق لعودة طالبان إلى السلطة بعد عقدين من الإطاحة بحكومتها الأولى.
وقال مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض في تقرير للكونغرس في وقت سابق من الشهر الجاري إنه لا شيء "كان سيغير مسار" الخروج و"في نهاية المطاف، رفض الرئيس بايدن إرسال جيل آخر من الأمريكيين لخوض حرب كان ينبغي أن تنتهي بالنسبة للولايات المتحدة منذ فترة طويلة".
وولاية خراسان الإسلامية هو فرع تنظيم الدولة في أفغانستان، ويعادي حركة طالبان. وظهر المقاتلون الموالون لتنظيم "الدولة الإسلامية" في شرق أفغانستان لأول مرة عام 2014، وانتقل تأثيرهم فيما بعد إلى مناطق أخرى.
وتنخرط قوات طالبان وتنظيم "الدولة الإسلامية" في معارك في مناطق بأفغانستان، ويشير مراقبون إلى الجماعة الجهادية باعتبارها أكبر تحد أمني للحكومة الأفغانية الجديدة في المستقبل.
وجاء الإعلان الأمريكي، في الوقت الذي قالت فيه وثيقة أمريكية مسربة، نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، إن أفغانستان تحولت إلى "مركز تنسيق مهم" لجماعة ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة، بعد أقل من عامين على خروج القوات الأمريكية من البلاد، وتولي حركة طالبان الحكم.
في المقابل، رفضت حركة طالبان ما ورد في الوثيقة، قائلة إن "الوثيقة المزيفة التي أصدرتها وزارة الدفاع الأمريكية هي جزء من الأكاذيب المستمرة".
اظهار أخبار متعلقة
جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها الناطق الرسمي باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، قال من خلالها: "نرفض بشدة التقارير التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الغربية، والتي تفيد بأن وثيقة سرية لوزارة الدفاع الأمريكية تظهر أن أفغانستان أضحت مركزاً للإرهاب".
وأضاف: "أصبحت أفغانستان دولة آمنة على المستوى الإقليمي، وعيد الفطر هذا العام هو خير مثال على ذلك حيث لم تقع أي حوادث أمنية في البلد بأكمله، كما نشهد أيضا تقدماً وتعاملاً مع دول مختلفة على الساحتين السياسية والدبلوماسية".