في الوقت الذي يواصل
فيه
الإسرائيليون إحياءهم لذكرى تأسيس دولة الاحتلال الخامسة والسبعين، فإنهم
يحذرون من صراع مرير تشهده، من شأنه أن يمزق المجتمع الإسرائيلي، الأمر الذي يجعل
مستقبل إسرائيل في العام القادم يعتمد الآن على المحادثات المهمة في مقر إقامة
رئيسها يتسحاق هرتسوغ.
الجنرال يعكوب عميدرور
الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، أشار إلى أن "ما تشهده دولة الاحتلال في
هذه الذكرى السنوية هو معركة لإنقاذها؛ لأن ما تعيشه من صراع خطير وعميق ومهم، في
ضوء أن كل طرف مقتنع في أعماق قلبه بأن الطرف الآخر على خطأ، ويؤدي إلى دمار
الدولة، ولكن إذا فاز أحد الطرفين في هذه المعركة، فسيشعر الطرف الآخر بالإهانة،
ولن يتمكن من قبول شروط الخسارة اللاذعة".
وأضاف في مقال نشره
موقع
القناة 12، وترجمته "عربي21"، أن "المواجهة الإسرائيلية
الداخلية لن تنتهي بعد انتصار أي من طرفي الأزمة،؛لأن هناك دولا خرجت من أزمتها
العميقة في حرب أهلية دامية، وبعضها تمزق، وهاجر أحد الأطراف، أو اختفى من مسرح
التاريخ، بسبب حرب الأشقاء الكفيلة باندلاع صراع يمزق ما بيننا، وهناك قناعة عميقة
بأن الوضع الرهيب الذي نحن فيه سيستمر، ولن يجلب فائدة؛ لأننا بحاجة لإيجاد مخرج
من الأزمة التي تهدد الإضرار بقدرتنا على الاستمرار بحماية الدولة في الوقت الحاضر
والمستقبل".
غايدي مارك الرئيس
التنفيذي لشركة "تاغليت"، أشار إلى أن "الصدع في المجتمع
الإسرائيلي دموي ومؤلم ليس فقط بالنسبة لإسرائيل، ولكن لجميع يهود الشتات؛ لأنه عندما
يقاتل الإسرائيليون بعضهم بعضا، فإنهم يكسرون النسيج الرقيق الذي يوحد اليهود في
جميع أنحاء العالم؛ لأن دولة الاحتلال في هذه الأيام تمرّ بواحدة من أكبر الأزمات
الاجتماعية في تاريخها، وربما تكون الانقسامات والخلافات هي التهديد الأكبر لها
اليوم".
وأضاف في مقال نشره
موقع
القناة 12، وترجمته "عربي21"، أن "علاقة إسرائيل مع يهود
الشتات هي إحدى ركائز أمنها القومي، وهو أصل لا تقدر قيمته بثمن، ومن الواضح أن
الانقسامات الإسرائيلية الداخلية أسفرت عن تدمير عملية استمرت سنوات في المجتمع
الإسرائيلي، وحدث ضرر هائل سيستغرق إصلاحه سنوات عديدة".
وتكشف هذه القراءات
الإسرائيلية المتشائمة أن ما شهدته الساحة السياسية والحزبية في الأسابيع الأخيرة
من انتشار لمفردات غير معهودة في النقاشات والسجالات السياسية، مثل: الحرب
الأهلية، الفوضى، انهيار الدولة، بالتزامن مع استمرار الأزمة السياسية المستفحلة
في دولة الاحتلال، وعدم وجود بصيص أمل لإيجاد حلّ لها، وفور تشكيل الحكومة
اليمينية الحالية، فقد زادت حدة الاستقطابات السياسية والحزبية، وسط انتشار لافت
لمفردات واتهامات بين الإسرائيليين، لم تكن سائدة في سنوات وعقود سابقة.
ويظهر أن هذه الاستقطابات
شملت الزعماء السياسيين، والكتّاب، والمعلقين، وليس في الأفق ما قد يشير لتراجع في تدهور هذا الخطاب المتداول، بل إن المعطيات السائدة تحفّز على مزيد من انحدار
النقاشات السياسية، الأمر الذي يكشف عن حجم المزاودات السياسية بين الأحزاب
المتنافسة، مما يؤثر على نظرتهم لكيانهم، ورؤية العالم السلبية لهم.