كشفت صور
الأقمار الاصطناعية عن
استمرار إثيوبيا في عمليات ملء
سد النهضة، ما ينذر باشتعال الخلاف مجددا بين أديس أبابا والقاهرة، فيما أرجع مراقبون أن تكون إثيوبيا تستغل
المعارك في
السودان لتسريع الملء الرابع للسد.
وكانت إثيوبيا أطلقت مشروع سد النهضة عام 2011 بقيمة أربعة مليارات
دولار. وهي تعتبر السد أساسيا لتنميتها، فيما ترى فيه
مصر تهديدا
"وجوديا" وتعتبره السودان مبعثا لـ "مخاطر كبيرة" على حياة
ملايين البشر.
ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز على بعد نحو
30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 مترا.
وقال عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة لوكالة
"فرانس برس"؛ إن إثيوبيا تستغل المعارك في السودان
المستمرة منذ 15 نيسان / أبريل، لتسريع الملء الرابع لسد النهضة الذي لا يزال موضع
خلاف رئيسي، مؤكدا عدم وجود شيء يمكن أن يوقف أديس أبابا في ظل الوضع الأمني الهش
في السودان، إلا عوامل فنية متعلقة بأعمال البناء والتشييد والصيانة.
إظهار أخبار متعلقة
وأظهرت
صور التقطها القمر الاصطناعي الأوروبي Sentinel-2 من على ارتفاع 785 كم، أن الدوامات في حالة التشغيل باللون الفاتح، كما في الصور المرفقة
(داخل الدوائر الصفراء).
وبينت آخر صور الأقمار الاصطناعية المؤرخة في 24 من الشهر الجاري، استمرار
انخفاض منسوب بحيرة سد النهضة وابتعادها عن سد السرج ببطء، كما تظهر استمرار عدم
تشغيل التوربينين منذ 25 آذار/ مارس الماضي.
وكشفت صور أخرى من موقع السد منذ عدة أسابيع ارتفاع الممر الأوسط
بمقدار 5 إلى 6 أمتار، ليصبح المستوى 605 أمتار فوق سطح البحر في ذلك الوقت،
والجانبين حوالي 625 مترا، وقد يكون الممر الأوسط أكثر من 610 أمتار حاليا، حيث إنه
لا توجد أي معلومات من الإدارة الإثيوبية، وجار العمل في زيادة ارتفاع الجانبين
والممر الأوسط.
ومن المتوقع أن يرتفع الممر الأوسط عشرين مترا ليصل إلى منسوب 620
مترا، لمضاعفة المخزون القادم إلى 18 مليار متر مكعب، بإجمالي تخزين قدره 35 مليار
متر مكعب، وفي هذه الحالة، يجب ألا يقل منسوب الجانبين عن 630 مترا، ليسمح لمياه
الفيضان في النصف الثاني من أيلول/ سبتمبر من التدفق أعلى الممر الأوسط.
وما زالت بوابة التصريف الشرقية مفتوحة وهي المنفذ الوحيد الآن لمرور
المياه، ولكنها تمرر فقط حوالي 20 مليون متر مكعب في اليوم وليس بكامل طاقتها 50
مليون متر مكعب في اليوم، نتيجة التحكم في بوابة التصريف، حيث إنها مياه تمر دون
فائدة لإثيوبيا، ولكنها تصل إلى السودان على اعتبار أن النيل الأزرق به مياه.
إظهار أخبار متعلقة
وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ 2011 للوصول إلى اتفاق حول ملء سد
النهضة وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن
اتفاقا.
وكانت إثيوبيا أعلنت في أيلول/سبتمبر 2022 عن بدء تشغيل توربين ثان
على سد النهضة الكبير الواقع في شمال غرب البلاد، فيما تواصلت عملية الملء الثالثة
رغم اعتراض مصر والسودان.
وفي نهاية تموز/يوليو من العام الماضي، احتجت مصر لدى مجلس الأمن
الدولي على خطط إثيوبيا مواصلة خططها لملء سد النهضة "أحاديا"، خلال موسم
الأمطار منذ تموز/يوليو 2020 بدون اتفاق مع الدول الثلاث المعنية.