مع تفاقم الخلافات
الإسرائيلية الداخلية، تزداد التخوفات الداخلية من اتساع رقعة
اليهود المتدينين
بنسبة تصل 74% بحلول 2050، ومثل هذا الواقع سيقود الإسرائيليين إلى وضع بلد منقسم.
وتصاعدت الدعوات لوضع دستور لفصل الدين عن الدولة، لأن المعطيات الديموغرافية تكشف
أنها سوف تتسبب بانهيار الدولة اقتصاديًا، ولن تكون قادرة على الوجود كدولة
صهيونية، وفي أفضل الأحوال، ستصبح دولة أخرى في الشرق الأوسط.
أفيغدور
ليبرمان وزير
المالية السابق، وزعيم حزب يسرائيل بيتنا، زعم أن "المتدينين المتطرفين عام
2022 بلغ عددهم 1.2 مليون نسمة بنسبة 13.3٪، ونسبة معدل نموهم الطبيعي السنوي 4.4٪
سنويًا منذ 2009، مقارنة بـ1.4٪ من عموم اليهود، وفي سبتمبر 2022 نسبتهم 21.2٪،
بعدد 37 ألفا، وفي 2028 سيكونون الغالبية بين طلاب الصف الأول، ويبلغ عدد طلاب
المدارس الدينية الذين تتراوح أعمارهم بين 18-67 عامًا حوالي 170 ألفًا، ونسبة العمالة
بين المتدينين المتطرفين 51٪ مقارنة باليهود الآخرين البالغة 86٪".
وأضاف في مقال نشره
موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "الدراسات كشفت أن الأسرة
الحريدية تدفع ربع الضرائب التي تدفعها الأسرة اليهودية في القطاع العام، وفيما
يتعلق بموضوع المخصصات والاستحقاقات فإن الوضع هو عكس ذلك تمامًا، وإذا لم يتغير
هذا الوضع في غضون سنوات قليلة، فإن الدولة سيتعين عليها رفع الضرائب المباشرة
بنسبة 16%، في حين أن قادة المتدينين يزعمون أن نصف الإسرائيليين سيتعلمون في
المدارس الدينية، ونصفهم الآخر سيخدمون في جيش الاحتلال، وهذا ضرر كبير بالمرونة
الوطنية".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "مخصصات
الرعاية الاجتماعية للمتدينين وصلت إلى نسبة 50٪، وحصلت مؤسساتهم التعليمية التي
لا تدرس الدراسات الأساسية على زيادة تزيد عن ثلاثة مليارات شيكل، وواضح أن
الزيادة في موازنات المدارس الدينية، والبدلات، وعدم الحاجة لدراسة الدراسات
الأساسية تعتبر حوافز سلبية لعدم دخول سوق العمل، مما يعني أن إسرائيل تتحول مع
مرور الوقت إلى دولة سخيفة لأنها تموّل إنشاء أغلبية معادية للصهيونية في دولة
صهيونية، لأنه في عام 2058 ستنشأ أغلبية معادية للصهيونية بين الإسرائيليين".
وتكشف هذه المعطيات أن
هذا الواقع يقود الإسرائيليين بنسبة مئة بالمئة إلى وضع الدولة المنقسم اليوم،
المكونة من قبائل مختلفة، مع احتكاكات، وتوترات لا حصر لها، وصراعات على السلطة،
وخلافات داخلية، مما يزيد الدعوات الإسرائيلية لوضع دستور للدولة، وتطبيق مبدأ
المساواة في العبء، خاصة الانخراط في الخدمة العسكرية.
في الوقت ذاته، تبرز
الحاجة الإسرائيلية الملحّة لتشكيل ائتلاف صهيوني، بدون الأحزاب الدينية، تمهيدا
لفصل الدين عن الدولة، التي تأسست رغم معارضة القيادة الدينية المتطرفة في ذلك
الوقت، وقرروا في ذكرى تأسيسها أداء صلاة الحداد، مما يجعلهم يشعرون بالقلق على
مستقبل الدولة، بزعم أن المتدينين اليهود أخذوا كرهائن من قادتهم المتشددين الذين
يستغلونهم.