لا يزال الموقف
الصيني من الغزو الروسي لأوكرانيا واحدا من أكثر المواقف الدولية
غموضا، ذلك أن بكين ظلت صامتة على هذه الحرب لفترة طويلة قبل أن تتقدم بمبادرة سلام
شككت في جدواها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من الدول الأوروبية.
ويعود غموض الموقف الصيني من الحرب الروسية-الأوكرانية في جزء منه إلى
مخاوف بكين أولا على مصالحها الاقتصادية الكبيرة التي تربطها بأوروبا، وأيضا خشية
من دفع ثمن موقف لا يقدم ولا يؤخر شيئا في الحرب القائمة بين موسكو وكييف، مع قناعة
بكين بأن
روسيا تم جرها إلى الحرب جرا من طرف الولايات المتحدة، كما عبر عن ذلك
بيان صيني-روسي مشترك قبل اندلاع الحرب بفترة إبان زياترة الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين إلى الصين.
والجقيقة أن
العلاقات الصينية-الروسية عرفت على مدى تاريخها الممتد منذ
النصف الأول من القرن الماضي، وهيمنة الشيوعيين على الحكم في كل من الاتحاد
السوفييتي أيام ستالين والصين أيام ماوتسي تونغ، خلافات عميقة وصلت حد اتهام بكين
لموسكو بأنها متواطئة في المجاعة التي اكتسحت الصين بين عامي 1959 و1961.
وقد كان عام 2008 الذي
تم الإعلان فيه رسميا عن عملية ترسيم الحدود بين روسيا والصين، وتم فيه توقيع
الوثائق الخاصة بترسيم الحدود الروسية الصينية، الأمر الذي يعني التسوية القانونية
التامة لمشكلة الحدود الصينية الروسية، بمثابة محطة جديدة لعلاقات صينية-روسية مختلفة عن
السابق.
شيوعيون مختلفون
بعد نجاح الثورة
الصينية الشيوعية عام 1949 أصبح السوفييت أوصياء على الثورة الصينية الوليدة، بحكم
أسبقية نجاح ثورتهم الشيوعية ولأنهم الأقوى اقتصاديا.. برغم كلّ التناقضات التي
حملتها تلك الوصاية، وقدم
السوفييت للروس المعونات الاقتصادية اللازمة لتجاوز سنواتهم الأولى، لكن خلافات
بين البلدين في عهد ستالين حول الحدود وعدد من القضايا الداخلية والإقليمية أدى
لقطع روسيا مساعداتها الاقتصادية عن الصين، وبلغ الأمر حد التهديد بحرب شاملة بين
البلدين.
ووفق تقرير لموسوعة
"المعرفة"، فقد أعلن الاتحاد السوفييتي والصين في 30 يونيو 1960، عن القطيعة
العقائدية فيما بينهما، وأدى الانقسام في العلاقات السوفييتية الصينية إلى انشقاق
في الحركة الشيوعية العالمية.
وظلت العلاقات بين
البلدين منذ ذلك الحين تراوح مكانها آخذة بعين الاعتبار ليس فقط الخلافات الحدودية
والفكرية في تنزيل الفكر الماركسي، وإنما أيضا التحديات الدولية والعلاقات مع
الجوار الغربي.
العداء للإمبريالية
يجمعهما
لكن حكم الجغرافيا
والتاريخ فرض على البلدين إبداع حلول لعلاقات مختلفة أخذت تنمو مع السنين، حيث نشأ
تعاون وثيق بين روسيا والصين، وتقاربت مواقف البلدين في منظمة الأمم المتحدة وخاصة
في مجلس الأمن غالباً ما تكون متطابقة أو متقاربة. فكلاهما تدعوان إلى عالم متعدد
الأقطاب وإلى تعزيز دور الأمم المتحدة في حل النزاعات القائمة بالطرق السلمية
وتقفان ضد انتشار السلاح النووي.
وقد جرى مؤخراً تطور
ملحوظ باتحاه تعزيز التعاون الروسي الصيني ضمن إطار منظمة تعاون شانغهاي. ويدل على
ذلك اتساع نطاق التدريبات المشتركة الخاصة بمحاربة الإرهاب والقيام بعدد كبير من
الأعمال المنسقة المتعلقة بمكافحة تهريب المخدرات، ووثصل الأمر حد إعلان عام 2006 عام روسيا في الصين واحتُفل في روسيا عام 2007 بعام الصين.
وأُجريت بهاتين المناسبتين زهاء 550 فعالية تعليمية ورياضية واجتماعية.
التعاون الاقتصادي
والتجاري
ووفق ذات تقرير موسوعة "المعرفة" تظهر العلاقات
الاقتصادية بين روسيا والصين اتجاهات مختلطة. كانت التجارة بين البلدين تتراوح بين
5 مليارات دولار و8 مليارات دولار سنويًا في التسعينيات، لكنها نمت باطراد منذ ذلك
الحين فصاعدًا. كانت في طريقها لتصل إلى 100 مليار دولار ـ الهدف السابق ـ حتى
توسطت أزمة 2008. تراجعت التجارة مرة أخرى إلى حوالي 60 مليار دولار عامي 2015
و2016 لكنها بدأت في الانتعاش مرة أخرى عام 2017. يتوقع البلدان زيادة حجم التجارة
إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2024
عام 2008 ـ 2009، عندما
عانت روسيا من أزمة مالية، كانت هناك زيادة حادة في الاقتراض من الصين. لكن هذا
الاتجاه لم يستمر أكثر من عام أو عامين. ومع ذلك، بدءًا من 2013، بدأ الاقتراض في
النمو بشكل مطرد.
ـ في الوقت الحاضر تقيم
70 مقاطعة روسية علاقات مع أقاليم الصين. وقد بلغ حجم التجارة بين روسيا والصين
عام 2006 حوالي 34 مليار دولار. ثم ازداد في عام 2007 إلى حد ملحوظ ليصل إلى 48.16
مليار دولار.
وتشغل الصين عام 2009
المرتبة الاولى في التجارة الروسية الخارجية، وذلك بالرغم من انكماش حجم التجارة
المتبادلة معها. ويلاحظ ابتداءا من عام 2008 انخفاض حجم التبادل السلعي مع الصين،
وذلك على خلفية الازمة المالية والاقتصادية العالمية.
وبموجب نتائج الربع الأول
لعام 2009 تقلصت التجارة الروسية الصينية بنسبة 38.5% بالمقارنة مع الفترة نفسها
في عام 2008، بما في ذلك انخفض التصدير الروسي إلى الصين بنسبة 41% وتقلص
الاستيراد الروسي من الصين بنسبة 36.8%، الأمر الذي سجل فاضلاً سلبياً في تجارة
روسيا مع الصين بقيمة 1.5 مليار دولا. لكن تتوفر كافة المقدمات اللازمة لكي يصل
حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2010 إلى أكثر من 60 مليار دولار. عام
2001 بلغ الحجم الاجمالي للوقود وموارد الطاقة المصدرة من روسيا إلى الصين 500
مليون دولار ، ولكنه ارتفع في عام 2007 ارتفاعاً كبيراً ليصل إلى 6.7 مليار دولار.
في تشرين الثاني (نوفمبر)
2007 وقعت اتفاقية بين شركة روس نفط ومؤسسة الغاز والنفط الحكومية الصينية بخصوص
بناء مصنع لتكرير النفط في زيانغ زيمين باستطاعة قدرها 10 ملايين طن في العام. كما
وُقِّع بموسكو في نوفمبر 2007 ملحق للاتفاقية الحكومية المعقودة بتاريخ 18 ديسمبر
1992 حول التعاون لبناء مصنع في الصين لانتاج أجهزة الطرد المركزي التي تعمل على
الغاز وذلك لتخصيب اليورانيوم.
ووقعت "شبكة
الطاقة الموحدة لروسيا" وشركة الكهرباء الحكومية الصينية عقداً لشراء وبيع
الطاقة الكهربائية. وعلى العموم فإن النتائج الملموسة للتعاون بين البلدين واضحة
للعيان حيث قام الطرفان ببناء المرحلة الأولى من محطة "تيان فان"
الكهرذرية. وقد قامت شركة " آتم ستروي اكسبورت" الروسية في عام 2007
بتسليم المفاعلين الاول والثاني إلى الجانب الصيني. كما وقعت الصين وروسيا في
العام ذاته اتفاقية إطار حول بناء المفاعلين الثالث والرابع للمحطة الكهرذرية
المذكورة. تنامى باطراد في السنوات الاخيرة التعاون المتبادل في مجال التجارة والاقتصاد.
وحطم في عام 2008 رقما قياسيا قدره 56.83 مليار دولار.
وتم في عام 2009 عقد
الاتفاقيات الاستراتيجية حول التعاون في مجال النفط بقيمة ما يقارب 100 مليار
دولار، وذلك في إطار حوار الطاقة الروسي الصيني. كما تم توقيع اتفاقيات تجارية بين
الاقاليم والمؤسسات الاقتصادية لكلا البلدين. ويتطور ايضا التعاون في قطاعات الغاز
والفحم والطاقة الكهربائية.
يتنامى تدريجيا منذ
منتصف عام 2009 تصدير منتجات المكائن التقنية المدنية الى الصين الشعبية. كما
ازداد حجم واردات الاخشاب . ويتم تنويع التصدير الروسي الى الصين. وبدأت روسيا
تصدر الى الصين دفعات كبيرة من الفحم الروسي بالاضافة الى إنجاز المشاريع المشتركة
في كل من الصين وروسيا. وتم في يونيو/حزيران الماضي اقرار الخطة المستقبلية
للتعاون المتبادل في مجال الاستثمار. كما يتطورالتعاون المتعدد الاطر على مستوى
الاقاليم لكل من البلدين.
تم في أعقاب المباحثات
الروسية الصينية على مستوى القمة التي جرت في موسكو في يونيو/حزيران عام 2009
توقيع اتفاقية منح قرض قدره 700 مليون دولار يقدمه مصرف التصدير والاستيراد الصيني
لمصرف " فنيشتورغ بنك" الروسي . وتم كذلك توقيع مذكرتي التفاهم حول التعاون
في مجال الغاز الطبيعي والفحم الى جانب مذكرة التفاهم الموقعة بين مجموعة الشركات
" رينوفا" الروسية ومؤسسة استخراج الذهب الحكومية الصينية. وقامت وزارة
التنمية الاقتصادية الروسية ووزارة التجارة الصينية بتوقيع مذكرة تفاهم حول تشجيع
تجارة المبتكرات في قطاع صناعة المكائن والآليات للبلدين. وتم في أعقاب المباحثات
بين الرئيسين الروسي والصيني توقيع خطة التعاون الاستثماري الروسي الصيني والبيان
المشترك حول نتائج اللقاء بين رئيسي البلدين والبروتوكول الملحق بالاتفاقية
الموقعة بين الحكومتين الروسية والصينية في 27 يونيو/حزيران 1997 حول الاسس
التنظيمية لآلية عقد اللقاءات بين رئيسي الحكومتين.
عدم تكافؤ اقتصادي
يبرر مراقبون الموقف الصيني المتردد أو الحذر من الوقوف صراحة إلى جانب
روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وفي معارضتها للعقوبات الغربية على موسكو، أن التطابق
بين البلدين في معارضة الهيمنة الأمريكية على العالم لم يصل إلى درجة تدفع ببيكين إلى
المغامرة بعلاقاتها لا مع أوكرانيا ولا مع الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر الشريك
التجاري الأول للصين، هذا فضلا عن التنافس التقليدي بين بيكين وموسكو على مستوى
الصناعات العسكرية، وأيضا التنافس الذي بدأ يظهر جليا بينهما في آسيا وإفريقيا..
وذكر تقرير لشبكة "الجزيرة"، إحصاءات لصندوق النقد الدولي، رأت
أن الاقتصاد الصيني أكبر بنحو 10 مرات من نظيره الروسي، وأنه بينما بلغ الفائض
التجاري للصين 676 مليار دولار، سجلت روسيا في العام نفسه 197.3 مليار دولار من
الفوائض، بفعل عائدات النفط والغاز ليس إلا.
ويتوقع صندوق النقد الدولي، وفقا لذات المصدر، أن يرتفع الناتج المحلي
الإجمالي للصين إلى 30 تريليون دولار بحلول عام 2027، وأن يتوقف الناتج المحلي
الإجمالي لروسيا عند أقل من تريليونَي دولار. ومن ثَمّ، هناك خلل في الشراكة
الاقتصادية بين شريك ضخم وآخر ضئيل، ففي عام 2021، شكلت بكين 18% من تجارة روسيا،
وهي أكبر شريك تجاري لها، بينما مثلت موسكو 2% فقط من حصة التجارة الصينية، وهي
فجوة ما انفكَّت تتزايد بسبب الحرب الأوكرانية.
ويشير التقرير، إلى أن "الصراع الدائر في شرق أوروبا منح الصين نفوذا
هائلا داخل الاقتصاد الروسي"، حيث أخذت الشركات الصينية تملأ الفراغ الفسيح
الذي شكّله انسحاب الشركات الغربية من السوق الروسي، وتشير الأرقام إلى ارتفاع
إجمالي تجارة السلع بين الصين وروسيا في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام إلى
117.2 مليار دولار، بزيادة بلغت 31%.".
وبينما تأخذ بيكين على محمل الجد التهديدات العسكرية لها في تايوان فإنها
أيضا لا تغمض عينيها عما يجري في آسيا الوسطى ومنافسة النفوذ الروسي فيها، بالنظر
إلى تمتلكه تلك الدول من احتياطيات وفيرة من النفط والغاز والمعادن، إذ إن
احتياطيات النفط المؤكدة تقدر بـ40 مليار برميل، فيما تزيد احتياطيات الغاز
الطبيعي عن 500 تريليون قدم مكعب.
كما أن الصين تعزز حضورها
في دول إفريقية في منافسة لروسيا من خلال استثمارات في بنى تحتية غالبا ما ترتّب
مزيدا من الديون على دول القارة التي تدفع ثمن وفرة الموارد الطبيعية على أراضيها،
في ظل تحذيرات دولية من تراكم الديون على البلدان الأفقر في العالم، حسب وكالة
"فرانس برس".
وبينما يهيمن الأمن والتدخل
العسكري لروسيا في إفريقيا من خلال شركة فاغنر خصوصا في ليبيا ومالي وجمهورية
إفريقيا الوسطى، فإن التدخل الصيني يأخذ بعدا اقتصاديا لا سيما في كينيا..
العلاقات العسكرية
بعد حظر الأسلحة الذي
فرضه الاتحاد الأوروپي على الصين 1989، أصبحت الصين عميلًا موثوقًا به للصادرات
العسكرية الروسية، حيث شكلت 25 ـ 50% من إجمالي المبيعات العسكرية الأجنبية، وفق
موسوعة "معارف".
وتركز الصين حاليًا على
تصميمات الأسلحة المحلية وتصنيعها، بينما لا تزال تستورد بعض المنتجات العسكرية من
روسيا مثل المحركات النفاثة. قررت الصين أن تصبح مستقلة في قطاعها الدفاعي وأن
تصبح قادرة على المنافسة في أسواق السلاح العالمية؛ قطاعها الدفاعي يتطور وينضج بسرعة.
تجري الصين وروسيا
تدريبات عسكرية مشتركة منذ عام 2005 في إطار منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم أيضا كازاخستان
وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، والتي تدعو لتعزيز التعاون الإقليمي وتستهدف
مواجهة النفوذ الأمريكي، لكن هذه أول مناورات بحرية عسكرية مشتركة بين البلدين.
الحرب الروسية-الأوكرانية
ووفق موسوعة
"معارف" فإنه في 12 نيسان (أبريل) 2023 أفاد دبلوماسيون مطلعون أن الصين
وروسيا تجريان محادثات سرية متقدمة مع إيران لتجديد إمدادات الجمهورية الإسلامية
بمركب كيميائي رئيسي يستخدم في دفع الصواريخ الباليستية، وهي خطوة من شأنها أن
تمثل انتهاكًا واضحًا لعقوبات الأمم المتحدة وربما تساعد موسكو على جديد مخزونها
المستنفد من الصواريخ.
الرئيس الصيني شي جين
بينغ، الذي زار موسكو في آذار (مارس) 2023، لم يؤيد صراحة حرب الرئيس الروسي بوتين
في أوكرانيا، لكنه لم يترك أدنى شك في أن ولاءات بكين تقع في نهاية المطاف مع
روسيا. الصين، التي قدمت مؤخرًا خطة سلام يقول النقاد إنها ستجبر أوكرانيا على
التنازل عن الأراضي التي تحتلها روسيا، تريد التأكد من أن الكرملين لن يخسر الحرب،
وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى انهيار جارتها وزعزعة الاستقرار على نطاق أوسع.
حذرت كل من الولايات
المتحدة وأوروبا بكين مرارًا وتكرارًا من تقديم دعم عسكري لروسيا، على الرغم من
أنه ليس من الواضح ما هي العواقب، إن وجدت، إذا تجاهلت الصين هذه التحذيرات. بينما
زودت الصين روسيا ببعض المعدات العسكرية في الأشهر الأخيرة، فإن الدعم كان متواضعًا
حتى الآن، جزئيًا، كما يقول المحللون، لأن بكين حذرة من إغضاب أهم شركائها
التجاريين، الولايات المتحدة وأوروبا.
يقول الدبلوماسيون
المطلعون على الأمر إن مساعدة روسيا عبر إيران من خلال تزويد الأخيرة ببركلورات
الأمونيوم، هي إحدى الطرق التي يمكن للصين من خلالها تقديم دعم كبير لموسكو من
وراء الكواليس.
التدريبات الروسية-الصينية-الإيرانية 2022
في 20 يناير 2022،
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تجري مع نظيرتها الصينية والإيرانية تدريبات
عسكرية بحرية مشتركة في خليج عمان من 18 حتى 22 يناير. وقالت الوزارة: "تجري
من 18 إلى 22 يناير العام الحالي في خليج عمان والمجال الجوي فوقه التدريبات العسكرية
البحرية المشتركة بين روسيا والصين وإيران CHIRU-2Q22".[23]
وأوضحت الوزارة أن
الجانب الروسي تمثله في هذه التدريبات مجموعة من سفن أسطول المحيط الهادئ تشمل
الطراد الصاروخي "فارياغ" والسفينة الكبيرة المضادة للغواصات
"أدميرال تريبوتس" والناقلة البحرية الكبيرة "بوريس بوتوما".
وأشار البيان إلى أن
التدريبات العسكرية تتضمن رمايات نارية من منظومات المدفعية لإصابة أهداف بحرية،
وتنفيذ مناورات تكتيكية مشتركة وعمليات للبحث والإنفاذ في البحر، إضافة إلى
التدريب على عمليات فحص وتحرير سفن محتجزة على يد القراصنة.
وعلى إثر ذلك ستواصل
مجموعة السفن الروسية المذكورة العبور إلى مياه البحر الأبيض المتوسط حيث ستشارك
إلى جانب قوات للأسطول الشمالي وأسطول البلطيق في مناورات مشتركة للقوات البجرية
الروسية.
المبادرة الصينية للسلام في أوكرانيا
بعد عام بالتمام
والكمال من اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا كشفت الصين، عن مقترح لتسوية الأزمة
بين روسيا وأوكرانيا "سلميا".
وجاء في بيان للخارجية
الصينية، نشرته وكالة "الأناضول" أن بيكين شددت على ضرورة استئناف
"الحوار المباشر" بين روسيا وأوكرانيا في "أسرع وقت ممكن".
ونشرت الوزارة الصينية
في بيانها، مقترحا من 12 بندا يعكس رؤية بكين "للتسوية السلمية" بين
موسكو وكييف بعد عام من النزاع.
وشددت البنود على ضرورة
احترام سيادة كافة الدول، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد، والتخلي عن المعايير
المزدوجة.
كما أشارت إلى أهمية
"نبذ عقلية الحرب الباردة" مع احترام المصالح المشروعة، والمخاوف
الأمنية لجميع البلدان ومعالجتها بشكل مناسب.
وشملت البنود أيضا دعوة
صريحة لوقف القتال والصراع، وقالت بكين في البيان إنه "لا يوجد رابح في
الصراعات والحروب"، مؤكدة على أهمية "عدم السماح بمزيد من التصعيد"
خشية خروج الأزمة الأوكرانية عن السيطرة.
وتشهد العلاقات بين
روسيا والصين تناميا متصاعدا، مما عزز مخاوف حلف شمال الأطلسي "الناتو"
بشأن إمكانية تقديم بكين دعما "عسكريا" لموسكو في الحرب الدائرة.
ونقلت الأناضول عن
الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قوله إن هناك "قلقا متزايدا"
بشأن اعتزام الصين "تسليح روسيا ودعمها في الحرب" الدائرة في أوكرانيا.
وأضاف في مؤتمر صحفي
عقده في العاصمة البلجيكية بروكسل: "الرئيس بوتين هو من بدأ حرب الغزو
الإمبريالية هذه وهو من يستمر في تصعيدها، ويتزايد قلقنا أيضا من احتمال أن تكون
الصين تخطط لتقديم دعم فتاك للحرب الروسية".
في غضون ذلك، أوضح وزير
الخارجية الصيني وانغ يي عقب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة
الروسية موسكو، أن العلاقات بين روسيا والصين "ليست موجهة ضد دول ثالثة،
لكنها لا تخضع لضغوط من دول ثالثة".
المصادر:
ـ موسوعة معارف: العلاقات الروسية ـ الصينية
ـ شبكة الجزيرة
ـ الأناضول