دخلت الحرب في
السودان بين القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، شهرها الثاني، وسط اشتباكات عنيفة تتركز في العاصمة الخرطوم، إضافة إلى مناطق أخرى.
وقال سكان في الخرطوم، إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعدا بشدة في العاصمة اليوم الثلاثاء مع سعي الجيش لطرد قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يحاربها منذ أكثر من شهر.
وذكر شهود أنهم سمعوا أصوات ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم وكان هناك قصف عنيف أثناء الليل في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين.
وأظهرت مشاهد جانبا من التحشيد الكبير في عدة معسكرات، أبرزها الكدرو شمالي الخرطوم، والذي يظهر المئات من الجانبين قبيل اندلاع جولة جديدة من المعارك.
وبرغم المحادثات التي عقدت برعاية سعودية، إلا أن القتال في السودان لم يتوقف، وتسبب في تشريد نحو مليون شخص من منازلهم.
وقالت وكالة "رويترز"، إن الحرب في السودان أجبرت نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، فيما نزح ما يزيد على الـ700 ألف إلى مناطق أخرى داخل السودان، ما فجر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة.
وامتد القتال إلى إقليم دارفور في غرب البلاد، والذي يعانى بالفعل من صراع طويل الأمد، لكنه يحتدم بشكل أساسي في العاصمة حيث تتمركز قوات الدعم السريع وسط الأحياء السكنية ويستخدم الجيش الضربات الجوية ونيران المدفعية الثقيلة لاستهدافها.
وقال
حميدتي في رسالة صوتية نشرتها قوات الدعم السريع "أنا الآن أتجول داخل القوات، في بحري موجود، في أم درمان موجود، في الخرطوم موجود، في شرق النيل موجود. والآن هم بيروجو لمقتل محمد حمدان، ودي دعايات ودي كلها أكاذيب بتدل على أنهم مغلوبون... أنا الحمد لله موجود داخل القوات".
بدوره، قرر الفريق أول ركن عبد الفتاح
البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة الاثنين، إعفاء مدير عام قوات الشرطة عنان حامد محمد عمر من منصبه.
وجاء في بيان صادر عن مجلس السيادة أن البرهان قرر أيضا تكليف خالد حسان محيي الدين بمهام مدير عام قوات الشرطة.
وترأس البرهان مجلس السيادة الحاكم في السودان، وكان حميدتي نائبا له بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019، قبل أن ينفذا انقلابا بعد ذلك بعامين مع اقتراب انتهاء مهلة تسليم السلطة لحكومة مدنية.
اظهار أخبار متعلقة
انهيار خدماتي وغياب للقانون
يكابد أولئك الباقون في الخرطوم للعيش وسط القتال، مع انهيار الخدمات الصحية وانقطاع إمدادات الطاقة والمياه وتناقص المخزونات الغذائية.
وشكا السكان من تزايد أعمال النهب والخروج على القانون بعد اختفاء الشرطة من الشوارع منذ بداية الصراع.
وتقول الأرقام الرسمية إن الصراع أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 676 قتيلا و5,576 مصابا، ومع ذلك فإنه من المتوقع أن يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير نظرا لوجود العديد من البلاغات عن مفقودين ووجود جثث لم يتم دفنها.
واتفق الجانبان الأسبوع الماضي في جدة على "إعلان مبادئ" لحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، لكن آليات التنفيذ ووقف إطلاق النار لا تزال قيد المناقشة.
واندلع الصراع بينما كان السودان يواجه بالفعل تحديات إنسانية شديدة، حيث يحتاج نحو ثلث السكان البالغ عددهم 46 مليون نسمة إلى المساعدة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم أمس الاثنين، إنه بدأ أول عمليات توزيع للأغذية على الإطلاق في ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية جنوبي الخرطوم فر إليها نازحون من العاصمة.
اظهار أخبار متعلقة
اعتداء جديد على السفارات
وأعلن الأردن في بيان لوزارة الخارجية، الاثنين، عن تعرض مبنى سفارته في العاصمة السودانية الخرطوم للاقتحام والتخريب، معربا عن إدانته واستنكاره.
وبحسب البيان، فقد أعربت الوزارة عن "إدانتها واستنكارها للاعتداء الذي تعرّض له مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم".
وأدانت الخارجية "أشكال العنف والتخريب، وخاصة تلك التي تستهدف المباني الدبلوماسية وتنتهك حرمتها"، وفق البيان ذاته.
وأكدت "ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الكويتية في بيان، مساء الاثنين، عن تعرض مقر سكني بسفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم، إلى "اقتحام وتخريب".
وأفادت الخارجية الكويتية، بـ"تعرض مقر سكن رئيس المكتب العسكري بسفارة دولة الكويت في الخرطوم للاقتحام والتخريب".
وأدانت الخارجية "هذا الاعتداء"، داعية السلطات وكافة الأطراف في السودان، إلى سرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتوفير الحماية الكاملة لمقار البعثات الدبلوماسية، و"معاقبة الجناة مرتكبي هذه الاقتحامات".
ولم تتهم الخارجية الكويتية، جهة أو طرفا بأنه وراء هذا الاقتحام.
وأوائل أيار/ مايو الجاري، أعلنت السعودية، في بيان للخارجية عن "تعرض مبنى الملحقية الثقافية السعودية لدى السودان لاقتحام من قبل مجموعة مسلحة قامت بالتخريب".