كشفت أوساط دبلوماسية أن المحادثات بين الرياض وتل أبيب بوساطة أمريكية تتحرك إلى أعلى مرحلة، خاصة أن بعض مطالب السعوديين مرتبطة بمستقبل القدس المحتلة، بجانب الانفصال عن الفلسطينيين في عملية سياسية، فيما يطلبون من
الولايات المتحدة إعادة صفقات الأسلحة إلى طاولة المفاوضات، وفي الوقت ذاته تسعى الولايات المتحدة لتقديم شروطها الخاصة لإسرائيل المتعلقة بوقف الانقلاب القانوني.
نير دفوري، المراسل العسكري للقناة 12، زعم أن "
إسرائيل والسعودية تقتربان من مفترق طرق اتخاذ القرار بشأن مسار
التطبيع، خاصة أن المحادثات التي قد تؤدي إليه أصبحت مكثفة، بحسب مصادر مطلعة على ما يجري وراء الكواليس، مع نشر قائمة المطالب من
السعودية لإسرائيل والولايات المتحدة، حيث طلبت بدء عملية سياسية مع الفلسطينيين، تنتهي بالانفصال عنهم".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أنه "على خلفية التقارير التي تفيد بأن إيران تبني منشأة ثانوية ستكون محصنة ضد الهجمات من أي نوع، فإن اتفاق التطبيع مع المملكة سيتضمن طلبها من الولايات المتحدة تسوية صفقات السلاح التي أوقفتها إدارة بايدن، وإجراء تحالف دفاعي معها، بما فيها إقامة برنامج نووي كامل، في المقابل تقدم الولايات المتحدة شروطا لإسرائيل، من بينها التراجع عن الانقلاب القانوني، وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن بلاده على علم بالتقارير، لكنه رفض التعليق على وجه التحديد".
ونقل عنه "أننا بشكل عام نحن نؤيد اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك التطبيع مع السعودية، وفي قمة جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي تناول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القضية الفلسطينية، قائلا إن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية الرئيسية للدول العربية، وهي على رأس أجندة أولويات المملكة، ولن نتأخر بتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني باستعادة أراضيه وحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة في حدود حرب 1967 وعاصمتها شرقي القدس".
اظهار أخبار متعلقة
بالتزامن مع ما شهدته الأيام الأخيرة من تزايد التقارير في وسائل الإعلام عن محادثات تجري بالفعل بين دولة الاحتلال والسعودية، حتى قبل تشكيل الحكومة الجديدة، بشأن إمكانية تطوير علاقاتهما، فإن القناعة الإسرائيلية السائدة أن الاتجاه الرئيسي للعمل سيكمن في تعزيز التحرك على غرار اتفاقيات التطبيع السابقة نحو المملكة، لأن مثل هذا الاتفاق قد يعزز الموقف ضد إيران، ويساهم في استقرار المنطقة، وحتى المساعدة في دفع عجلة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
يتزامن الحديث الإسرائيلي عن التطبيع مع السعودية مع ما تشهده علاقات الأخيرة مع الولايات المتحدة ، وهي لا تعيش أفضل حالاتها في السنوات الأخيرة، ما يضع علامات استفهام حول تطوير علاقة إسرائيل والسعودية، ودورها في تحسين العلاقة مع واشنطن، بغض النظر عن التقدم في القناة الإسرائيلية الفلسطينية، بعد أن أثبتت الاتفاقيات السابقة أن هذا ممكن، وأن الاتفاق الإسرائيلي السعودي سيوفر الضمان النهائي لذلك.