حذرت دراسة عملية حديثة، من سيناريو مخيف للاحتباس الحراري بنهاية القرن الحالي، وارتفاع درجات
الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية فوق مستويات منتصف القرن التاسع عشر.
وذكرت الدراسة أن الاحتباس
الحرارd سيعرض قرابة خمس البشرية إلى درجات حرارة شديدة، ربما تكون مهددة للحياة
بنهاية القرن الحالي.
وبحسب الدراسة المنشورة في "
نيتشر" فإن درجة حرارة سطح الأرض، سترتفع بمقدار
2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، ومن المتوقع أن يؤثر
ذلك على ملياري شخص حول العالم.
ويعني ذلك، استثناء
قرابة ملياري شخص على كوكب الأرض من الظروف
المناخية المريحة.
وتم تحديد عتبة "الحرارة الخطيرة" في الدراسة الحديثة عند متوسط 29 درجة مئوية.
وتؤدي درجات الحرارة الخطيرة بحسب الدراسة إلى زيادة معدل الوفيات، وانخفاض إنتاجية العمل، وإنتاج المحاصيل، والنزاعات، والأمراض.
على جانب
متصل، حطم سطح البحار في نيسان/ أبريل الفائت رقم الحرارة القياسي السنوي، وبقي
منذ ذلك الحين عند مستويات غير مسبوقة، وهي ظاهرة مثيرة للقلق ولكنها غير مفاجئة
للعلماء، والأهم أنها تُظهر بوضوح كيفية تسَبُب الأنشطة البشرية بتحويل
المحيطات
"قنبلة احترار مناخي موقوتة".
اظهار أخبار متعلقة
في مطلع
نيسان/ أبريل، بلغ متوسط درجة حرارة سطح المحيطات، باستثناء المياه القطبية، 21,1
درجة مئوية، وفقاً لبيانات مرصد "إن أو إيه إيه" الأميركي، متجاوزاً
الرقم القياسي السابق البالغ 21 درجة مئوية في آذار/ مارس 2016.
ومع أن
المتوسط بدأ بالانخفاض قليلاً في نهاية نيسان/أبريل - وهي دورة طبيعية تقع في
نهاية الشتاء الجنوبي - بقيت درجات الحرارة لمدة ستة أسابيع أعلى من المعدلات
القياسية الموسمية.
على المدى
القريب، "تنتج عن ذلك على المستوى الإقليمي مجموعة كبيرة من موجات الحرارة
البحرية" التي "تعمل مثل الحرائق تحت الماء ويمكن أن تؤدي إلى تدهور لا
رجعة فيه لآلاف الكيلومترات المربعة من الغابات تحت الماء، مثل عشب البحر أو
الأعشاب البحرية البوزيدونية أو الشعب المرجانية"، على قول عالم المحيطات في
المعهد الوطني الفرنسي للبحوث العلمية جان باتيست ساليه.
وأشار الباحث
إلى أن "أعلى درجات الحرارة موجودة في المحيط الهادئ على طول أميركا الوسطى"،
لكنّ الوضع الشاذ يطاول أيضاً مناطق واسعة في شمال المحيط الهادئ وكذلك على سواحل
المحيط الأطلسي في جنوب أوروبا ومن غرب إفريقيا.
ورأى جان
باتيست ساليه في تصريح لوكالة فرانس برس أن "من غير المستغرب أن ترتفع درجة
حرارة المحيطات، إذ يحصل مثل هذا الارتفاع من سنة إلى أخرى بمعدل مذهل جداً"،
لأن "المحيط، كالإسفنج، يمتص أكثر من 90 في المئة من الزيادة الحرارية
الناجمة عن الأنشطة البشرية".
اظهار أخبار متعلقة
ولا تقتصر
الآثار على التنوع البيولوجي البحري. فعالمة المحيطات كاثرين جانديل توقعت في
تصريح لوكالة فرانس برس تسجيل "تبخر متزايد، واحتمال كبير لحدوث أعاصير أكثر
حدة"، و"ربما عواقب على التيارات البحرية".
وأضاف عالمة
الكيمياء الجيولوجية أن مياهاً أكثر دفئاً "تشكّل نوعاً من حاجز يبطئ تبادل
الغازات".
وأوضحت أن
"مضخة الأكسجين التي يمثلها المحيط ستعمل بشكل أقل جودة"، وهو ما
"سيحصل أيضاً لمضخة ثاني أكسيد الكربون"، مما يقلل من امتصاص غازات
الاحترار المناخي التي ينتجها الإنسان.