تحدثت صحيفة عبرية عن صفقة تلوح في الأفق، بموجبها تربط الإدارة الأمريكية بين التوصل لاتفاق نووي مع
إيران، والذي ترفضه "
إسرائيل" بالتقدم في ملف تطبيع الرياض مع تل أبيب.
ونوهت صحيفة "إسرائيل اليوم" في خبرها الرئيس من إعداد مراسلتها شيريت أفيتان كوهين، أن "إسرائيل لا تنجح في منع الولايات المتحدة من الاقتراب من اتفاق نووي مع إيران.
فقد سافر كل من وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي أمس إلى واشنطن، من أجل عقد لقاءات في الموضوع؛ ومن غير الواضح مع أي إنجازات سيرجعان إلى البلاد، وبأي قدر ستكون ذات مغزى".
صفقة تتشكل
وذكرت أن "لقاءاتهما في واشنطن ستتركز في موضوعين حرجين؛ سعي إدارة الرئيس جو بايدن إلى اتفاق مع إيران والدفع باتفاق تطبيع مع السعودية، ومن خلف الكواليس يتبين أن الأمريكيين يربطون الموضوعين معا"، متسائلة: "كيف؟".
وأوضحت أن "واشنطن تسعى لتهدئة ساحة الشرق الأوسط، في سعي طهران لتخصيب اليورانيوم لمستوى يقترب من 90 في المئة وإبعادها عن الهدف بشكل دبلوماسي، وعليه؛ مقابل المعارضة المحتملة من جانب إسرائيل في اتفاق من هذا النوع وحقيقة أن إمكانية الهجوم لم تسقط أبدا عن الطاولة، طفت من جديد إلى السطح إمكانية العمل بالمقابل على اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهذا كفيل بأن يهدئ الجبهة الإسرائيلية".
محافل سياسية سابقة بحسب الصحيفة، "تعتقد أنهم في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يميلون لقبول الصفقة المتحققة، وهناك من سيقول إن هذا "اتفاق استسلام"".
ولفتت إلى أن "إدارة بايدن لم تيأس أبدا من حل دبلوماسي مع إيران، لأنها تهدف إلى إعاقة إيران قدر الإمكان عن الوصول لمستوى تخصيب 90 في المئة، بثمن تراه طفيفا؛ اتفاق انتقالي غير متشدد، إزالة جزئية للعقوبات تسمح بضخ المليارات لإيران".
وقالت مصادر سياسية سابقة لـ"إسرائيل اليوم": "حقيقة أنه لم تتخذ خطوات علنية من جانب إسرائيل ضد الاتفاق المتحقق، تشهد على توافقات من تحت السطح".
بالمقابل، "إسرائيل تنفي أنها لم تعد تعمل ضد الاتفاق"، وزعم مصدر في مكتب نتنياهو للصحيفة: "إسرائيل لم تغير موقفها؛ نحن نعمل بكل طريق ممكن، في كل القنوات والمستويات، ضد كل محاولة للسماح لإيران بالوصول لقدرات نووية وسلاح نووي".
وأشارت "إسرائيل اليوم"، إلى أن "أحد الطرق على ما يبدو؛ اللقاءات القريبة التي سيعقدها في الولايات المتحدة ديرمر وهنغبي، وفي إسرائيل يرفضون التطرق لوجودها".
داني سترينوبتس، باحث في البرنامج
النووي في معهد بحوث الأمن القومي، أكد أن "أمريكا معنية بالاتفاق؛ فمن ناحية سياسية، بايدن لا يمكنه أن يعود للاتفاق الأصلي لأنه ببساطة لن يتمكن من إقراره في الكونغرس، لكن الإدارة الأمريكية لا تزال مشغولة البال جدا، أن إيران توجد على مسافة خطوة من التخصيب لمستوى 90 في المئة، وعليه فيتعين عليهم أن "يشدوا البراغي" كي لا تصل إيران إلى ذلك، ومن جهة أخرى، تريد طهران العودة إلى الاتفاق، لأنهم يحتاجون لتسهيلات في العقوبات النفطية، وهذا الأهم بالنسبة لهم".
اظهار أخبار متعلقة
صيغة نووية محدودة
وأضاف: "في الوضعية الناشئة، توجد للطرفين إمكانية للوصول إلى اتفاق صيغة نووية محدودة، يتفق فيها على وقف التخصيب فوق 20 في المئة، مقابل تخفيف معين في العقوبات وضخ الأموال للاقتصاد الإيراني".
ووصف رئيس هيئة الأمن القومي سابقا، مئير بن شباط، الذي يشغل اليوم رئيس معهد "مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية"، هذا الاتفاق كـ"اتفاق استسلام"، لأنه يبقي إيران قريبة من دولة حافة نووية، يحرر لها أموالا ويسمح لها بتعاظم القوة؛ هذا اتفاق سيء".
ونوه أن "اتفاقا كهذا سيواصل بث وهن من جانب الولايات المتحدة والغرب تجاه إيران، وسيضعفهما في الصراع على النظام العالمي الجديد، بخاصة حين يتم هذا في الوقت الذي تواصل فيه إيران النبش في ساحات إضافية، وتشارك في توريد المسيرات لروسيا لأجل الحرب في أوكرانيا".
وأضاف: "اتفاق كهذا سيسمح لإيران بأن تتمتع بكل العوالم؛ أن تواصل جهودها النووية في ظل التضليل والسرية، وكذا التمتع بالمقدرات وتموضعها الجديد في الساحة العالمية".
ونبهت الصحيفة، أن "الإحساس بأن الحديث يدور عن "اتفاق استسلام" يتعلق بمن ينظر إليه"، على حد قول سترينوبتس: "تكاد لا تكون خيارات أخرى على الطاولة في السياق الإيراني إذا كانوا لا يريدون الوصول إلى الهجوم، يدور الحديث بالفعل عن صيغة ضعيفة وليس عن فن دبلوماسي استثنائي، أنا لا أرى إسرائيل تؤثر على الحدث أو تنجح في هدم الاتفاق، وبالتأكيد عندما تعرضه واشنطن كاتفاق جد محدود، بالمقابل، يبدو أن الإدارة ستعطي إسرائيل هذه الحلوى في شكل التقدم مع السعودية".
وبينت أن "اتفاقا بين السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، هو مصاب بجوانب إشكالية بالنسبة لإسرائيل، بمعنى؛ أن لقاء هنغبي وديرمر في الولايات المتحدة سيعنى على نحو شبه مؤكد أيضا بمسألة المطالب السعودية بالنووي المدني وأسلحة متطورة، تخرق التفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة".
وعبر هنغبي عن "التخوف الإسرائيلي من الأسلحة التي تطالب بها السعودية قبل أن يقلع في بداية الأسبوع، لكن مسألة النووي المدني أيضا كفيلة بأن تقع في أياد إشكالية بعد تغيير مستقبلي محتمل للنظام في السعودية، هذا الدرس سبق لإسرائيل أن تعلمته من إيران".
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)