مع
توجهات حكومة
الاحتلال لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وآخرها شرعنة
البؤر الاستيطانية غير القانونية، لاسيما حومش، بعد أفيتار، فإن منظّري اليمين الإسرائيلي
يخشون أن تسفر هذه التحركات الحكومية عن التدهور إلى ما يصفونه بـ"الهاوية
الكارثية" لدولة ثنائية القومية.
مع
العلم أن مسألة شرعنة البؤر الاستيطانية الجارية في الضفة الغربية، وإعادة
المستوطنين إليها، يجعل دولة الاحتلال تعيش في حالة فوضوية، وقد بات الفوضويون لهم
موطئ قدم في الحكومة، صحيح أنه يمكنهم التغريد عن المصلحة الوطنية والصهيونية، لكن
مثلما يوجد يسار صهيوني ويسار مناهض للصهيونية، يوجد أيضا يمين صهيوني ويمين
مناهض للصهيونية؛ لأنه لا يكتفي بالكتل الاستيطانية الكبيرة، بل يصرّ على المزيد
والمزيد من البؤر الاستيطانية غير الشرعية.
بن
درور يميني، الكاتب اليميني الإسرائيلي اعتبر أن "هذه التحركات الحكومية
اليمينية من شأنها أن تعلن إقامة دولة واحدة كبيرة هنا، لكنها مناهضة للصهيونية،
بل إن هذه البؤر الاستيطانية غير الشرعية لا تضيف إلى الأمن الإسرائيلي، بل إن
العكس هو الصحيح؛ لأن موقف الأجهزة الأمنية والجيش معروف من هذه البؤر
الاستيطانية، لكنه لا يمكنهم دائما التعبير عن مواقفهم بصوت عال وواضح، فلديهم
قيود سياسية، لكنهم هنا وهناك يجبرون على التعبير عن مواقفهم مما يحصل".
إظهار أخبار متعلقة
وأضاف
في مقال نشرته صحيفة
يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "جيش
الاحتلال صرّح في الماضي بخصوص بؤرة أفيتار استيطانية، وهي توأم حومش، ومفاده أن
إنشاءها ساهم بزعزعة الأمن في المنطقة، وهذا صحيح بالنسبة لجميع البؤر، وفي
السنوات الأخيرة، مرارا وتكرارا، قام اليمينيون الفوضويون من فتيان التلال
بمهاجمة الجنود، رغم أن عدد من يحرسون المستوطنين في هذه البؤر أكبر من عددهم هم،
وفي النهاية، فإن الإسرائيليين في اللحظات الأخيرة في الطريق لأن تتدهور في هاوية
"الدولة الواحدة".
وحذر
أن "هذا هو الحلّ الذي يبشر به اليسار المعادي للصهيونية والمعادي للسامية،
وهذا هو الحل الذي يتعاقد معه اليمين المعادي للصهيونية، من يصدق ذلك؟ مع أنه لا
يزال ممكنا وقف هذه العملية الخطيرة التي ستنهي الدولة اليهودية، رغم أنه ليس لدينا
الكثير من الوقت، فجميع الحكومات الإسرائيلية في العقود الأخيرة مسؤولة عن حماقة
بناء المزيد والمزيد من المستوطنات؛ وتغض الطرف أكثر فأكثر عن إنشاء البؤر غير
الشرعية، والمزيد المزيد من الانتهاكات للالتزامات الصريحة بإخلائها".
وأكد
أن "تاريخ الشعوب أثبت أن دولة ثنائية القومية أو متعددة الجنسيات، لم تصمد في
أي مكان في العالم، فقط أنتجت العنف، وفي كل الحالات التي تسير فيها إسرائيل نحو
الدولة الواحدة فهي مسيرة إلى هاوية وإراقة الدماء، فلن يصبح الفلسطينيون
ليبراليين يحبون الصهاينة، ولن يصبح اليهود ليبراليين يحبون الفلسطينيين، بل إن
الصراع الدموي هو النتيجة الوحيدة، مما يستدعي السؤال عن سبب قيام الحكومة الحالية
بتعبيد الطريق لهذه الكارثة، والغريب أننا أمام حكومة يمينية كاملة، حينها يصبح
الخطر عظيما".
إظهار أخبار متعلقة
يعزّز
هذا الرأي ما يعلنه مئات ضباط الجيش والأمن بدولة الاحتلال ممن يعتقدون أن الدولة
ثنائية القومية كارثة عليها، مع توقع أن يكون هناك عدد متساو من المسلمين واليهود
بين البحر والنهر، مما يعني أن تلك الدولة تعني نهاية الدولة اليهودية؛ لأن
الفلسطينيين موجودون هنا، مزروعون أمامهم، ولا يمكن للاحتلال تجنّبهم، بل إن تجاهل
مطالبهم بإقامة دولتهم، يؤدي لحقيقة دولة ثنائية القومية، مع أن الحركة الصهيونية
لم تجعل هدفها الاستراتيجي إقامة هذه الدولة، بل تأسيس دولة يهودية، وإلا فإن
الحلم الصهيوني سيختفي.