نشرت
"نيويورك تايمز" تقريرا للصحفي الاستقصائي إريك ليبتون، قال فيه إن
الصفقة المفاجئة التي أنهت حربا داخلية في عالم
ملاعب الغولف المحترفة ستحقق فوائد
للشركات العائلية للرئيس السابق دونالد
ترامب من خلال زيادة احتمالية استمرار
البطولات الكبرى في الملاعب المملوكة لترامب في الولايات المتحدة وربما في الخارج.
والنتيجة
هي أحدث مثال على كيف أن العلاقة الوثيقة بين ترامب، المرشح الأوفر حظا لترشيح
الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024، وبين
السعودية التي يعد صندوق ثروتها السيادي هو
القوة وراء الاضطرابات في عالم الغولف، قد أثبتت فائدتها لكلا الجانبين حتى بعد أن
أدت إلى تدقيق أخلاقي مكثف وانتقاد سياسي.
وعلى
الرغم من ضخ أموال جديدة والمنافسة في لعبة الغولف الاحترافية، فقد اتُهمت
السعودية باستخدام ثروتها لتحسين سمعتها العالمية وإخفاء سجلها الحقوقي من خلال
الرياضة. يبدو أن هذه الحملة الآن قد أسفرت عن فرص عمل ومكانة أعلى في عالم الغولف
لترامب بينما هو يسعى إلى فترة ولاية أخرى في البيت الأبيض.
منذ
إنشاء ليف غولف، حلبة الغولف الاحترافية المنفصلة الممولة سعوديا، فإن ترامب
وعائلته تحالفوا مع ليف (LIV)
ضد جولة بي جي إيه (PGA)
في وقت تحركت فيه مؤسسة الغولف في الولايات المتحدة وبريطانيا لإغلاق ملاعب ترامب.
من المنافسات المهنية الكبرى، الكأس الذي سعت إليه عائلة ترامب منذ فترة
طويلة.
اظهار أخبار متعلقة
تسارع
الابتعاد عن ترامب وملاعب الغولف التي يملكها بعد هجوم 6 كانون الثاني/ يناير 2021
على مبنى الكابيتول من قبل حشد مؤيد لترامب. بعد أيام قليلة من الاعتداء، أعلنت
جولة بي جي إيه في أمريكا أنها ستلغي بطولة 2022 المخطط لها في نادي ترامب الوطني
للغولف في بيدمينستر، نيوجيرزي، والتي كانت مخططة منذ سنوات.
سرعان
ما أصبحت ليف تذكرة عائلة ترامب للعودة إلى عالم البطولات العالمية المخلخل، مع
أحداث العام الماضي في بيدمينستر وترامب ناشيونال دورال، منتجع الغولف الخاص
بالعائلة بالقرب من ميامي. وجلبت ليف هذا العام بطولات إلى ثلاثة ملاعب مملوكة
لترامب.
وأمضت
أعمال ترامب أكثر من عقد من الزمان في شراء أو تطوير ملاعب الغولف حول العالم بهدف
استضافة البطولات الكبرى، والتي تساعد في زيادة العضوية من خلال وضع الملاعب في
دائرة الضوء ويمكن أن تضفي درجة من شرعية عالم الرياضة على ترامب، لاعب الغولف
الشغوف.
بالعودة
إلى الفترة التي كان فيها ترامب في البيت الأبيض، كانت له ولعائلته علاقات وثيقة
بشكل غير عادي مع السعودية والعائلة المالكة هناك. كانت رحلته الخارجية الأولى
كرئيس إلى الرياض، حيث لقي ترحيبا حارا.
وقلل
ترامب في وقت لاحق من دور الحكومة السعودية في مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال
خاشقجي عام 2018، ودافع أثناء وجوده في منصبه عن الحملة العسكرية الطويلة للسعودية
في اليمن المجاور.
بعد
أن ترك ترامب منصبه، استمرت تلك العلاقة في شكل التزام بقيمة ملياري دولار من قبل
صندوق الاستثمارات العامة - بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي
للسعودية - إلى صندوق استثماري أنشأه جاريد كوشنر، صهر ترامب. وقد وضع الصندوق
السعودي مليار دولار في شركة يديرها ستيفن منوتشين، الذي كان وزير الخزانة في عهد
ترامب.
اظهار أخبار متعلقة
ليف
غولف مدعوم من نفس الصندوق السعودي. رئيس الصندوق، ياسر الرميان، لاعب غولف شغوف
تولى أيضا دور الإشراف على ليف غولف، أنفق ببذخ لتجنيد كبار اللاعبين المحترفين
مثل داستين جونسون وبروكس كويكبا وأسماء كبيرة مثل فيل ميكلسون مع 25 مليون دولار
من المحافظ والعقود المضمونة التي تصل في بعض الأحيان إلى 100 مليون دولار أو
أكثر.
لكن
التحالف الجديد بين بي جي إيه تور وليف سيؤدي أيضا إلى تصعيد الأسئلة حول ترامب
وتضارب المصالح المحتمل، حيث إنه يقوم بأعمال تجارية مع كيانات حكومية أجنبية بينما
يترشح أيضا للبيت الأبيض مرة أخرى.
وكانت
قد استدعت وزارة العدل، كجزء من تحقيقها في تعامل ترامب مع المستندات السرية،
منظمة ترامب، بحثا عن سجلات تتعلق بتعاملات ترامب مع ليف غولف.
وبموجب
الاتفاقية المعلنة، فإنه سينضم الرميان، محافظ صندوق الثروة السيادية السعودي، إلى مجلس
إدارة جولة بي جي إيه، وقال الرميان يوم الثلاثاء إن صندوق الاستثمار السعودي
مستعد لاستثمار مليارات الدولارات في جهود بطولة الغولف المدمجة.
ورحب
إريك ترامب نجل ترامب، في مقابلة يوم الثلاثاء، بالاتفاق ووصفه بأنه "شيء
رائع في لعبة الغولف"، مضيفا أنه يتوقع استمرار البطولات في الملاعب المملوكة
لترامب بمجرد اكتمال الاندماج.
وعندما
سُئل عن ما إذا كانت عائلة ترامب قد لعبت دورا في حث جولة بي جي إيه وصندوق الثروة
على توحيد الجهود، فقد رفض إريك ترامب التعليق. لكنه قال إن العائلة قد طوّرت أصدقاء
مقربين على مدار سنوات عديدة في عالم الغولف، بما في ذلك أولئك المرتبطين بجولة بي
جي إيه وليف.
وسعت
عائلة ترامب إلى أن تستضيف المزيد من ملاعب الغولف بطولات ليف، بما في ذلك ناد في
دبي ومنتجع ترامب تيرنبيري للغولف في أسكتلندا، وهي أماكن تأمل الآن في إضافتها في
السنوات المقبلة إلى صناعة الغولف الموحدة.
يعكس
هذا الجهد المكثف الذي بذلته عائلة ترامب لجلب الأحداث إلى ملاعبها، بما في ذلك في أسكتلندا، والتي رفضت بطولة بريطانيا المفتوحة، إحدى بطولات الغولف المحترفة
الكبرى، القيام بها مرارا. وأثناء الرئاسة، استعان ترامب بالسفير الأمريكي في
بريطانيا للضغط على الحكومة البريطانية، دون جدوى، لعقد بطولة في تيرنبيري.
المدفوعات
من بطولات ليف لا تظهر في تقرير الإفصاح المالي لترامب، والذي قدمه في أيار/ مايو، ما يشير إلى أن الرسوم ستذهب مباشرة إلى أندية الغولف الفردية وسيتم احتسابها كجزء
من إجمالي إيراداتها. ولم تقل عائلة ترامب كم يكسبون من ليف.
لن
يكون هناك أي تأثير فوري على ترامب، و ستستمر جولات بي جي إيه وليف على الأقل في
الوقت الحالي بشكل مستقل، مع المضي قدما في موسم ليف كما هو مخطط له هذا العام، وتمسكت جولة بي جي إيه بمواقع المنافسة التي حددتها بالفعل، بحسب ما قالته متحدثة
باسم جولة بي جي إيه يوم الثلاثاء.
لكن
تحالفه مع السعوديين يحمل بعض المخاطر السياسية على ترامب أثناء حملته للعودة إلى
البيت الأبيض.
وأثار
الإعلان عن صفقة ليف وبي جي إيه على الفور احتجاجات من مجموعة تسمى 11/9 فاميليز
يونايتد، والتي دفعت من أجل مواصلة التحقيق في أصول هجمات 2001 الإرهابية. ووصفت
المجموعة الجهود التي تبذلها السعودية لدخول لعبة الغولف المحترفة بـ"غسيل الأموال الرياضي" كجزء من خطة لتحسين سمعة البلاد في ما يتعلق بحقوق الإنسان ومزاعم
بوجود صلات بين الخاطفين والحكومة السعودية.
وقال
قادة جولة بي جي إيه، المتحدث باسم منظمة 11/9 فاميليز يونايتد، في بيان: "يبدو أنهم أصبحوا مجرد معاونين للسعودية يُدفع لهم المزيد، وأخذوا مليارات
الدولارات لغسل السمعة السعودية"، وهو ادعاء جلب المتظاهرين إلى ’ناشيونال
غولف كلاب‘ المملوك لترامب في بيدمينستر العام الماضي عندما أقيمت بطولة ليف هناك.