بعد
أربعين عامًا من دخولها الخدمة العسكرية في جيش
الاحتلال، فإن من المتوقع بيع المئات من
دبابات ميركافا 2-3 لدولتين أجنبيتين، لم تكشف اسميهما لحساسية ظروفها، بما فيها لأول
مرة لدولة أوروبية، حيث توقف استخدام الدبابات في السنوات الأخيرة، وبقيت في المستودعات. ولكن بعد بدء حرب أوكرانيا وتجدد الطلب على المركبات الحربية المدرعة، تم اختبارها،
ووجد أنها مناسبة بما يكفي لبيعها للأوروبيين.
يوآف
زيتون المراسل العسكري لصحيفة "
يديعوت أحرونوت" كشف أن "هذه الصفقة
تعني أن الاحتلال يصدّر أحد رموزه العسكرية لأوروبا لأول مرة، ورغم تقدم هذه الدبابات
في عمرها المهني، حيث تم إنتاجها في الثمانينيات والتسعينيات، فإن الأمر مرهون بموافقة
وزارة الدفاع الأمريكية، نظرًا لأن بعض أجزائها الميكانيكية أمريكية الصنع، خاصة المحرك،
وعلى خلفية حرب أوكرانيا، فقد تمت إعادة شراء مركبات الحرب المدرعة الكلاسيكية، وهي
المرة الأولى التي يتم بيعها لدولة أوروبية".
وتشمل
الصفقة التي كشفت عنها الصحيفة، بيع مائتي دبابة بعشرات الملايين من الدولارات، مع العلم
أنه قبل عقد من الزمن، عرض الاحتلال على جيش أجنبي شراء دبابة ميركافا 4، مقابل أربعة
ملايين دولار لكل دبابة.
وتشير
التفاصيل إلى أن الدبابات القديمة خرجت من الخدمة منذ سنوات، وبقيت أكثر من مائتي دبابة
بمستودعات الصيانة التابعة لجيش الاحتلال، وسط تشاؤم بشأن شرائها من جيش أجنبي، وتم
النظر في إمكانية بيعها لمقاولي إعادة تدوير الحديد.
وأكد
أن "اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا غيّرت الاحتياجات الأمنية للدول الأوروبية، وبدأ
الاهتمام الأولي بالدبابات المستعملة بالفعل منتصف 2022، وسارعت وزارة الحرب للتحقق
من حالة الدبابات القديمة، واكتشفت أنها مناسبة بما يكفي ليتم بيعها، رغم أن إنتاج
دبابة كمنتج جاهز عملية معقدة وطويلة قد تستمر عامين، وتكلف ثروة مالية".
اظهار أخبار متعلقة
ويأتي
إبرام الصفقة الجديدة في وقت تخوض فيه
أوروبا سباق تسلح غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية
بسبب التوترات مع روسيا، فوزارة الدفاع الألمانية رفعت ميزانيتها الدفاعية ثلاثة أضعاف،
فيما تنضم السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، فيما أعلنت تل أبيب مؤخرا عن رقم قياسي بمبيعاتها
من الأسلحة بـ12.5 مليار دولار.
وكشفت
الصحيفة أن مستودعات جيش الاحتلال فيها مئات من ناقلات الجنود المدرعة التي أصبحت خارج
الخدمة، لكنها لا تعتبر محمية من النيران المضادة للدبابات.
تجدر
الإشارة إلى أن دولة الاحتلال أنتجت هذه الدبابات في أواخر السبعينيات، وانخرطت في
النشاط التشغيلي بالفعل في حرب لبنان الأولى عام 1982، وبعد ذلك مباشرة طورت نسخة جديدة
منها مع بعض تحسينات سمحت لها بخوض الحرب في المناطق المبنية، فيما سجلت ناقلات الجنود
النظامية والاحتياطية آلاف المعارك في جميع العمليات الإسرائيلية الأخيرة، سواء في
المنطقة الأمنية في لبنان خلال الحروب الإسرائيلية بين 1982و2006، أو حروب غزة الأخيرة
بين 2008 و2021.