سادت أجواء من الإيجابية خلال زيارة وزير الخارجية
السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، للعاصمة
الإيرانية طهران، وسط تفاؤل من الطرفين بتطور العلاقات بعد سنوات من القطيعة.
وأعلنت طهران أن المحادثات بين وزير
الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ونظيره السعودي، أجريت في "أجواء جيدة وإيجابية وبناءة".
جاء ذلك بحسب ما نقلت وكالة أنباء
تسنيم الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، السبت.
وقال كنعاني للصحفيين، عقب اللقاء بين
الوزيرين بطهران أمس: "إن الجانبين استعرضا شتى القضايا ذات الاهتمام
المشترك، وبما يشمل الصّعد الثنائية والإقليمية والدولية، فضلا عن التوافقات
الجيدة التي توصلا إليها في ما يخص الخطوات المستقبلية لتوسيع العلاقات بين
البلدين".
وأضاف أن وزير الخارجية الإيراني
ونظيره السعودي عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب اللقاء الثنائي وقدما شرحا حول
نتائج المباحثات الثنائية، وسائر القضايا ذات الاهتمام المشترك.
اظهار أخبار متعلقة
وقال
الفرحان في مؤتمر مشترك مع نظيره، السبت، إن المباحثات
بين الجانبين اتسمت بالإيجابية والوضوح، وذلك في إطار استكمال البلدين تنفيذ
الاتفاق الموقع في بكين، مضيفاً أن العمل جارٍ على استئناف عمل البعثات
الدبلوماسية والقنصلية.
وعبر وزير الخارجية عن أمله في أن تنعكس
العلاقات بين المملكة وإيران إيجاباً على البلدين، وتفتح آفاق التعاون في مختلف
المجالات بما يحقق المصالح المشتركة، وعبر عن أمله في أن تنعكس عودة العلاقات
الطبيعية بين البلدين على المنطقة والعالم الإسلامي.
وهذه أول زيارة لمسؤول سعودي إلى إيران
منذ نحو 7 سنوات.
واستقبل الرئيس الإيراني إبراهيم
رئيسي، الوزير السعودي في القصر الرئاسي بالعاصمة طهران.
وأكد رئيسي أن إيران ليس لديها أي مانع لتعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية، موضحا أن من وصفهم بـ"أعداء المسلمين" هم من يعارضون تنمية التعاون الثنائي والإقليمي بين إيران والسعودية.
وبحسب وكالة (إرنا) الإيرانية الحكومية للأنباء، "رحب رئيسي لدى استقباله، مساء السبت، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بعودة العلاقات بين
الرياض وطهران"، واصفا 'إيران والسعودية بالبلدين المهمين والمؤثرين في العالم الإسلامي"، مشيرا إلى ترحيب الشعوب الإسلامية بعودة العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس الإيراني: "منطقتنا تعاني من مشاكل وقضايا مختلفة تنعكس سلبا على العالم الإسلامي، وأن التغلب على هذه المشاكل ممكن من خلال التعاون والحوار بين دول المنطقة دون الحاجة لتدخل الأجانب"، حسبما أفادت (إرنا).
كما تطرق رئيسي "إلى التجربة الناجحة لإيران في مكافحة الإرهاب والقضاء على المجاميع الإرهابية"، معتبرا أن "هذه التجربة يمكن أن تكون محورا للتعاون بين السعودية وإيران"، طبقا للوكالة.
ونقل ابن فرحان تحيات العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده، إلى الرئيس الإيراني، مع "تمنياتهما لحكومة إيران وشعبها الشقيق بالمزيد من التقدم والازدهار".
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء السعودية
"واس" فإنه جرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها
وتطويرها في مختلف المجالات، وبما يحقق تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين،
بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة
بشأنها.
وعلقت
وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" على اللقاءات قائلة إن "سلوك الجانبين الإيراني والسعودي في الأشهر القليلة الماضية
يؤشر علی تجاهل الطرفين لأحداث السنوات الماضية. وهما يحاولان استعادة العلاقات
الطبيعية وإقامة علاقات ممتازة وفريدة في المستقبل".
وتابعت الوكالة: "هذا الموضوع
بالطبع لم يخف عن ضامري الشر لدول المنطقة، الذين حاولوا تدميره في الأسابيع
الماضية من خلال لقاءات ومفاوضات متتالية".
وأكدت الوكالة أن السعودية "لن
تسمح لبقية الدول بالانخراط في سلوك يثير التوتر في علاقاتها مع ايران لإن الصداقة
بين إيران والسعودية تعود بالفائدة على البلدين وتصب في مصلحتهما وتضر بأعداء
البلدين المسلمين".