بالرغم
من أنه أكثر الروس حماسة لحرب أوكرانيا، وأكثرهم انخراطا فيها، إلا أن رئيس شركة
"فاغنر" والشخصية المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، قبل توتر
العلاقات بينهما، والذي اشتهر بلقب "طباخ بوتين" ليس من الشخصيات التي
يستمع إليها بوتين في ملف
الحرب في أوكرانيا هذه الأيام، وفق تقرير لـ"بي بي
سي".
إذن،
فمن هم الذين يستمع إليهم بوتين؟
وزير
الدفاع سيرغي شويغو
إذا
كان الرئيس يسمع لرأي أي شخص، فهو وزير دفاعه، المقرب منه منذ فترة طويلة والذي ذهب
معه في الماضي في رحلات الصيد وصيد الأسماك في سيبيريا وكان يُنظر إليه على أنه خليفة
محتمل.
اتبع
شويغو خطى بوتين بإخلاص، أولاً في أن
روسيا كانت تنزع السلاح عن أوكرانيا ثم في أن
"الغرب الجماعي" هو الذي شن الحرب، وليس روسيا.
يُنسب
إليه الفضل في الاستيلاء العسكري على شبه جزيرة القرم في العام 2014. وكان أيضاً مسؤولاً
عن مديرية المخابرات الرئيسية، المتهمة بارتكاب عمليتي تسمم بغاز الأعصاب في هجوم
2018 المميت في سالزبري في المملكة المتحدة، والهجوم شبه المميت على زعيم المعارضة
أليكسي نافالني في سيبيريا في العام 2020.
يشير
الخبير الأمني والكاتب الروسي أندريه سولداتوف، إلى أن وزير الدفاع هو أكثر الأصوات
نفوذاً ضمن التي يسمعها الرئيس.
وقال:
"شويغو ليس مسؤولاً عن الجيش فحسب، بل هو أيضاً مسؤول جزئياً عن الأيديولوجيا
- والأيديولوجيا في روسيا تدور في الغالب حول التاريخ، وهو مسيطر على السرد".
فاليري غيراسيموف - رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية
كرئيس
للأركان، كانت وظيفته غزو أوكرانيا وإكمال المهمة بسرعة، وبهذا المعيار فهو لم ينجز المهمة
بالشكل المطلوب.
لكن
هناك سبب لكونه رئيس الأركان الذي خدم لأطول فترة منذ الحقبة السوفييتية. ومن الواضح
أن فلاديمير بوتين يثق به.
ولعب
دوراً رئيسياً في الحملات العسكرية الروسية منذ أن قاد جيشاً في حرب الشيشان في العام
1999، وكان في طليعة التخطيط العسكري لأوكرانيا أيضاً. وقد أشرف على التدريبات العسكرية
قبل الحرب في بيلاروسيا.
ووصف
المتخصص في الشأن الروسي مارك غاليوتي، الجنرال غيراسيموف بأنه "غير مبتسم وخشن"
وكان له دور رئيسي في الحملة العسكرية لضم شبه جزيرة القرم.
وفي
بداية غزو أوكرانيا، كان هناك حديث عن إمكانية استبداله بسبب البداية المتعثرة للغزو
والتقارير عن ضعف الروح المعنوية بين الجنود الروس.
ولم
يظهر غيراسيموف في العرض العسكري السنوي في موسكو في مايو/ أيار 2022. ومع ذلك، فإنه تم
تعيينه في يناير/ كانون الثاني من العام الحالي، قائداً للقوات في أوكرانيا، ليحل مكان
الجنرال سيرغي سوروفكين، الذي يشغل الآن منصب نائبه.
وقال
أندريه سولداتوف: "بوتين لا يمكنه السيطرة على كل طريق وكل كتيبة، وهذا هو دوره".
نيكولاي
باتروشيف - أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي
يقول
بن نوبل، الأستاذ المشارك في السياسة الروسية في كلية لندن الجامعية: "باتروشيف
هو من الصقور الأكثر تشدداً، حيث يعتقد أن الغرب يسعى للتغلب على روسيا منذ سنوات".
إنه
واحد من ثلاثة من الموالين لبوتين الذين خدموا معه منذ سبعينيات القرن الماضي في سان
بطرسبرغ، عندما كانت ثاني مدينة في روسيا لا تزال تُعرف باسم لينينغراد.
والداعمان
الآخران هما رئيس جهاز الأمن ألكسندر بورتنيكوف ورئيس المخابرات الخارجية سيرغي ناريشكين. وتُعرف جميع الدوائر المقربة من الرئيس باسم "سيلوفيكي"، أو المنفذين، لكن
هذا الثلاثي أقرب من الرئيس من جميع الأفراد الآخرين.
قلة
هم الذين يملكون نفس القدر من التأثير على الرئيس مثل نيكولاي باتروشيف. لم يعمل معه
فقط في لجنة أمن الدولة خلال الحقبة الشيوعية، بل حل محله كرئيس للمنظمة التي خلفتها،
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، من 1999 إلى 2008.
وخلال
اجتماع غريب لمجلس الأمن الروسي، قبل ثلاثة أيام من بدء الغزو، دفع باتروشيف برأيه
القائل بأن "الهدف الملموس" للولايات المتحدة هو تفكيك روسيا.
واتهم
منذ ذلك الحين الولايات المتحدة بالتحضير "لحرب بيولوجية"، واتهم كلا من واشنطن
ولندن بقيادة الغرب على أمل هزيمة روسيا.
يقول
بن نوبل: "إنه الشخص الذي لديه صرخة المعركة الرئيسية وهناك شعور بأن بوتين أصبح
أقرب من موقفه الأكثر تطرفاً".
ألكسندر
بورتنيكوف - رئيس هيئة الأمن الفيدرالي الروسي
بورتنيكوف
هو عنصر قديم آخر من لجنة أمن الدولة في زمن لينينغراد، وتولى قيادة جهاز الأمن الفيدرالي
الروسي البديل عندما ترك نيكولاي باتروشيف منصبه.
ويتمتع
الجهاز بنفوذ كبير على أجهزة إنفاذ القانون الأخرى وحتى إن لديه قواته الخاصة.
ويعتبر
بورتنيكوف مهماً، لكنه ليس موجوداً لتحدي الزعيم الروسي أو تقديم المشورة مثل الآخرين،
بحسب ما يعتقد أندريه سولداتوف.
اظهار أخبار متعلقة
سيرغي
ناريشكين - مدير جهاز الاستخبارات الخارجية
استكمالاً
لثلاثي رجال زمن لينينغراد القدامى، فقد ظل سيرغي ناريشكين إلى جانب الرئيس طوال معظم حياته
المهنية.
لم يمنع
ذلك الرئيس بوتين من توبيخه أمام الكاميرات عندما نسي ما يجب عليه القول عند سؤاله
عن تقييمه للوضع قبل الحرب.
وتم
تحرير فيديو الجلسة المطولة، ولذلك فإنه يمكن القول إن الكرملين قرر بوضوح إظهار عدم ارتياح
ناريشكين أمام جمهور تلفزيوني كبير.
وقال
أندريه سولداتوف: "يحب بوتين المزاح مع دائرته الداخلية، وقد جعله [ناريشكين]
يبدو أحمقاً".
ولطالما
عمل سيرغي ناريشكين كرئيس ظل في سان بطرسبرغ في التسعينيات، ثم في مكتب بوتين في عام
2004 وأصبح في النهاية رئيساً للبرلمان. لكنه أيضاً يرأس الجمعية التاريخية الروسية
وأثبت أهميته في تزويد الرئيس بأسباب أيديولوجية لأفعاله.
سيرغي
لافروف - وزير الخارجية
كان
أكبر دبلوماسي روسي على مدى 19 عاماً، حيث قدم قضية روسيا إلى العالم، حتى وإن لم يكن
يعتبر صاحب دور كبير في صنع القرار.
سيرغي
لافروف، 73 عاماً، هو دليل آخر على أن فلاديمير بوتين يعتمد بشدة على شخصيات من ماضيه.
وعلى
الرغم من أنه كان موالياً لبوتين منذ البداية، إلا أنه لا يُعتقد أن له أي دور في صنع
القرار بشأن أوكرانيا.
وتتمثل
مهمته في حشد الدعم لروسيا في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأماكن أخرى والترويج لبلاده
كمحارب للاستعمار.
ولقد
أخذ لافروف خطاب الحرب الروسي إلى أقصى الحدود في محاولة تصويره أوكرانيا على أنها
"نظام نازي".
فالنتينا
ماتفيينكو - رئيسة مجلس الاتحاد
هي وجه
أنثوي نادر في حاشية بوتين، أشرفت على تصويت مجلس الشيوخ للمصادقة على نشر القوات الروسية
في الخارج، ما مهد الطريق لغزو أوكرانيا.
فالنتينا
ماتفينكو موالية أخرى لبوتين من سان بطرسبرغ، ساعدت أيضاً في توجيه عملية ضم شبه جزيرة
القرم في العام 2014.
لكنها
لا تعتبر من صناع القرار الأساسيين. ولذلك، فإن قلة من الناس يمكنهم أن يقولوا بيقين كامل
من الذي يتخذ القرارات المهمة والكبرى في روسيا.
فيكتور
زولوتوف - مدير الحرس الوطني
كان
حارساً شخصياً سابقاً للرئيس، وهو يدير الآن الحرس الوطني الروسي، الذي شكله الرئيس
بوتين في العام 2016 كنوع من الجيش الشخصي.
من خلال
اختياره لحارس أمنه الشخصي لقيادته، تأكد بوتين من ولائه، وزاد فيكتور زولوتوف أعداد
عناصره إلى 400,000.
وعلى
الرغم من أنه ليست لديه خلفية عسكرية، فقد تم تكليف الحرس الوطني بمجموعة واسعة من المهام
للسيطرة على المناطق المحتلة في أوكرانيا خلف خط المواجهة، ويقال إنه تكبد خسائر فادحة
في صفوفه.