برأت محكمة
الاحتلال المركزية في
القدس، الخميس، ضابط شرطة، قتل فلسطينيا أعزل مصابا بالتوحد في البلدة القديمة قبل نحو ثلاث سنوات.
وفي 30 أيار/ مايو 2020، قام الشرطي الإسرائيلي بإعدام الشهيد إياد الحلاق، ميدانيا، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، عندما كان في طريقه إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في القدس المحتلة.
ونص القرار على "تبرئة" الشرطي القاتل من تهمة "الإماتة بتهور" وهي تهمة توفر للقضاء الإسرائيلي مساحة أكبر للمناورة من الناحية القانونية في ما يتعلق بجرائم القتل.
ورأت المحكمة أن الضابط الذي تتم محاكمته "أخطأ في اعتقاده أنه يتعامل مع إرهابي مسلح شكل خطرا حقيقيا"، مضيفة أن الضابط أبدى "ندمه" على هذا الخطأ، وأنه "لم يكن يعلم أن إياد شخص بريء من ذوي الاحتياجات الخاصة".
واحتجت عائلة الشهيد الحلاق على القرار الصادر عن المحكمة، عقب مماطلة طويلة من السلطات القضائية الإسرائيلية التي تنظر في هذه الجريمة منذ نحو ثلاث سنوات.
اقرأ أيضا: NYT: قتل إياد الحلاق يكشف عن عنف الاحتلال وإفلاته من العقاب
وكانت عائلة حلاق قالت إن عمر إياد العقلي ثماني سنوات، بينما قال شهود عيان إن حلاق أصيب بالذعر بعد أن صرخ عليه الضباط.
وقال خيري الحلاق، والد إياد، لوكالة الأناضول: "القرار كان تبرئة (الشرطي).. على مدى 3 سنوات وشهرين كنا نتابع في المحكمة، ولكن دون فائدة".
وعن ظروف مقتل نجله، قال الأب: "بداية أطلق الشرطي الإسرائيلي النار على قدمه وبعد أن وقع على الأرض جاءت معلمته وقالت إنه من ذوي الاحتياجات الخاصة ولم يستمعوا لها وأطلقوا النار عليه".
وبشأن موقف العائلة بعد حكم البراءة، أجاب الأب: "سنبحث الخطوات التالية ولن نترك هذا الشخص الذي قتل ابننا يخرج براءة".
أما والدة إياد فخرجت من قاعة المحكمة وهي تبكي وبدت عليها الصدمة من القرار، وقالت للصحفيين عن ابنها: "كان بسيطا وهادئا وعاقلا لا يتدخل بالسياسة".
وأردفت: "أنا دائما بذكراه، لقد وضعوني في حفرة عميقة ويعتقدون أنه مع مرور الأيام من الممكن أن أنساه، ولكن لا، فأنا أزداد اشتياقا له مع مرور الأيام.. لربنا حكم آخر، وأنا أملي بربنا كبير".
اقرأ أيضا: الاحتلال ينفي وجود فيديو يوثق إعدام الحلاق.. من سرقه؟
فيما قال محامي العائلة خالد زبارقة لوكالة الأناضول: "لم تكن محكمة اليوم، وإنما مسرحية واضحة، فقد ظنت السلطات الإسرائيلية أنه مع الوقت ستنسى العائلة شهيدها، ولكن العائلة كانت على مدار الثلاث سنوات تتابع كل الجلسات في المحكمة".
وأضاف أن "المحكمة برأت القاتل بادعاء حق الدفاع عن النفس، وهذا ليس قرارا قانونيا وإنما يعطي الشرعية لممارسة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.. بعد أن وقع إياد على الأرض إثر إصابته برصاصة، أطلق الشرطي رصاصتين وأرداه قتيلا".
وبشأن الخطوة التالية، قال زبارقة: "بما أن الذي يدير الملف باسم الحق العام هي سلطة التحقيقات مع الشرطة، فإن عليهم أن يقدموا استئنافا على هذا القرار إلى المحكمة العليا".
بينما رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بقرار المحكمة، وقال في بيان: "الجنود الأبطال الذين يحمون دولة إسرائيل بحياتهم سيحصلون على عناق ودعم كامل مني ومن الحكومة".