رغم انتهاء
العدوان الإسرائيلي على
جنين، ما زالت الانطباعات السلبية تصدر تباعا في دولة الاحتلال تجاه ما يعتبرونها النتائج المحبطة من العدوان، وسط تخوف من انتشار المقاومة في جميع الضفة الغربية، مما أوقع الاحتلال بين نهجين متناقضين.
آفي يسسخاروف محرر الشؤون الفلسطينية بصحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكر أن "عملية جنين تعتبر قرصا مهدئا "أكامول" لمريض يعاني وعكة صحية خطيرة، وبدا أن الفلسطينيين يفهمون ما لم يستوعبه الاحتلال، وهي أننا بعيدون جدا عن "السور الواقي2"، وفي وقت قصير سيعود المقاومون إلى المخيم، وتجديد الهجمات من هناك، بدليل أننا نشهد زيادة درامية في الهجمات، ولعل من الواضح أن الاحتلال لا يعرف أن معظم المطلوبين المسلحين انسحبوا من المخيم، وفهموا أين تهبّ الرياح، واختاروا الاختباء".
وأضاف في مقال ترجمته "
عربي21"، أن "المقاومة تعلمت الدرس جيدا من السور الواقي الأول، فقد تركوا الجيش يتعامل مع معسكر الأشباح، وفي النهاية، فإننا لسنا أمام عملية عسكرية واسعة ومهمة، رغم أنها خدمت أهداف نتنياهو السياسية، لكن للأسف، بعد فترة وجيزة من خروج الجيش الإسرائيلي من أزقة المخيم، فسيعود المسلحون إليه، وتجديد الهجمات من هناك".
شيلي يحيموفيتش، الرئيسة السابقة لحزب العمل المعارض، ذكرت أن "جيش الاحتلال رغم ما قام به في جنين، لكنه لن يحل مشكلة السيطرة على 2.5 مليون فلسطيني، والنتيجة أن المهمة العسكرية الكاملة للجيش، لم تكن مصحوبة بعملية سياسية، أي إننا أمام أداء صفري في المستوى السياسي، وهذا توصيف إسرائيلي مضحك ومأساوي أيضا، صحيح أنه تم إرسال عدة مئات من الجنود لتطهير مخيم جنين من خلال خطوة عسكرية، لكنها لم تترافق مع أداء سياسي في مكانه".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، وترجمته "
عربي21" أن "جنين أصبحت مصنعا للإنتاج المسلح، وجاءت تصريحات وزير الحرب يوآف غالانت عبارة عن كليشيهات سخيفة ومؤسفة عن إنجازات العملية في جنين، حتى جاءت عملية تل أبيب بعدما حلّ من دمار شديد في مخيم جنين للاجئين، مما يجعل من أي خطوة عسكرية دون أفق سياسي، يجعل أي نشاط ميداني مفتقدا للموازنة بين الإطفاء الواسع لأي تغطية سياسية، وإلا سيبقى أي عمل عسكري للجيش يسفر عن نتيجة صفر للحكومة".
رون بن يشاي الخبير العسكري بصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، ذكر في مقال ترجمته "
عربي21"، أنه "بعد انتهاء العدوان على جنين، فإن الجيش سيبدو مطالبا بإعداد خطة عمل له في المستقبل، وفي هذه الحالة فهو يواجه الاختبار التالي، لمنع المسلحين من تنفيذ الهجمات، بعد أن غيّرت العملية في جنين الطريقة التي كانت عليها سابقا، وكانت الأولى من نوعها استخدام طائرة بدون طيار، والآن أصبحت جزءا من طريقة العمل، ومع ذلك، فإنها لن تنجح إلا إذا استمرت العمليات".
تؤكد هذه الاعترافات حجم النتائج السلبية المبكرة للعدوان على جنين على الداخل الإسرائيلي من عدة جوانب، أخطرها أن تحقيق أهداف العدوان جاء محفوفا بالمخاطر؛ لأنه في اللحظة التي ستقع فيها عملية فدائية ضد الاحتلال مصدرها المخيم، فلن يكون هناك "انتصار" إسرائيلي، ورغم مسارعة نتنياهو للحديث بعبارات ملؤها الغطرسة عن الانتصار "المتوهم" في المعركة، لكن اتضح بعد ساعات أن هذه "عبارة كُتبت على الجليد"، ولهذا فإن الإحساس بالعجز الذي بدأ يصيب الإسرائيليين أنشأ لديهم خيبة الأمل.
إظهار أخبار متعلقة