سياسة عربية

4 أشهر من القتال.. خطوط الإمداد مرحلة جديدة للحرب في السودان

خلفت الحرب في السودان كارثة إنسانية كبيرة- الأناضول
خلفت الحرب في السودان كارثة إنسانية كبيرة- الأناضول
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الصراع في السودان تحول إلى "مرحلة جديدة" بعدما اشتد القتال بمدينة أم درمان في معركة للسيطرة على خطوط الإمداد.

وذكرت أن مدينة أم درمان، الواقعة على جانب نهر النيل غرب الخرطوم الكبرى، باتت موقعا لأعنف المعارك بين القوتين المتصارعتين على السلطة، مع اقتراب الحرب في من دخول شهرها الرابع.

اظهار أخبار متعلقة


أسوأ يوم في الحرب
وأردفت الصحيفة "في شهر حزيران/يونيو، استولت قوات الدعم السريع على مصنع ذخيرة اليرموك، كما سيطرت على مناطق شرق جسر حلفايا الاستراتيجي، واستولت مؤخرا على قاعدتي شرطة جنوب الخرطوم والاحتياطي المركزي، وفقا لسكان ومحللين".

ونقلت عن مدير مشروع القرن الأفريقي بمجموعة الأزمات الدولية، آلان بوزويل قوله: "لقد وجهت قوات الدعم السريع ضربة قوية أولية للجيش"، مضيفا "أنه مع استمرار الحرب، تحاول قوات الدعم السريع جلب المزيد من المقاتلين والمعدات إلى العاصمة من معقلها في دارفور، خاصة مع بدء موسم الأمطار".

وتابع بوزويل: "نحن ندخل مرحلة جديدة من الصراع حيث تتحول الآن إلى حرب على خطوط الإمداد، وأم درمان في قلبها".

اظهار أخبار متعلقة


وأكدت نيويورك تايمز أن الجيش السودان سعى لتقويض تلك العمليات، حيث شن هجمات برية وغارات جوية مكثفة على معاقل الدعم السريع، بما في ذلك قرب مجمع البث الحكومي في أم درمان، كما شدد الجيش وجوده بالقرب من المواقع الاستراتيجية التي يسيطر عليها بالفعل، بما في ذلك قاعدة وادي صيدنا الجوية خارج الخرطوم ومقر القيادة العامة".

والأحد، حذرت الأمم المتحدة من أن السودان "على حافة حرب أهلية شاملة" قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها، غداة الغارة الجوية في أم درمان التي أسفرت عن 22 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "الحرب المستمرة بين القوات المسلحة دفعت السودان إلى حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بكاملها"، بحسب بيان لنائب المتحدث باسمه، فرحان حق.

اظهار أخبار متعلقة


مأساة إنسانية
خلال الصراع الدموي المستمر، استهدفت الأطقم الطبية والعاملين في المجال الإنساني واللاجئين والمدنيين، طبقا للصحيفة الأميركية.

وأضافت "نقل مجموعة من المرضى إلى واحد من المرافق الصحية القليلة الموجودة في أم درمان، وكانت أجسادهم مليئة بالرصاص وشظايا الضربات الجوية العنيفة، حيث توفي بعض الضحايا بمجرد وصولهم إلى مستشفى النو التعليمي بالمدينة التي كانت يوما ما مركزا مزدحما بالجامعات والمستشفيات والمؤسسات السياسية والثقافية.

وقال مدير الموارد البشرية في مستشفى النو التعليمي، راشد مختار حسن للصحيفة: "لقد كان الأمر أشبه بالجحيم، استقبلنا 125 مدنيا مصابا و20 جثة في يوم واحد خلال الأسبوع الماضي".

وأشار إلى أنه استخدم سيارته لتسليم بعض الموتى إلى عائلاتهم، مضيفا: "لقد كان أسوأ يوم على الإطلاق".

وتابعت الصحيفة "يقول عمال الإغاثة الإنسانية إنهم واجهوا عقبات بيروقراطية لاستلام الشحنات أو الحصول على التأشيرات لدخول البلاد، حيث يتم تنسيق الكثير من المساعدات الدولية من خلال مدينة بورتسودان التي يسيطر عليها الجيش، وهي مدينة مطلة على البحر الأحمر تقع على بعد أكثر من 1500 كيلومتر من بعض المناطق الأكثر تضررا مثل غرب دارفور".

اظهار أخبار متعلقة


ونقلت الصحيفة عن مدير المجلس النرويجي للاجئين، وليام كارتر،  الذي كان ينسق تسليم المساعدات من كوستي، وهي بلدة جنوب الخرطوم تبعد نحو 4 ساعات عن بورتسودان قوله" إن هناك حاجة ملحة لإنشاء المزيد من الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات بسرعة، كما أن كل يوم يمر يزيد من كارثة لا تطاق يجب أن يواجهها المدنيون في جميع أنحاء البلاد بمفردهم".

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/أبريل الماضي معارك مستمرة بين الجيش بقيادة، عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي".

وأدى النزاع إلى مقتل 3 آلاف شخص وإصابة 6000 آخرين، وفقا لوزير الصحة السوداني، على الرغم من أن عمال الإغاثة يقولون إن الحصيلة أعلى على الأرجح. 

كما تسبب الصراع في نزوح أكثر من 2.8 مليون شخص لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، خصوصا إلى مصر شمالا وتشاد غربا.
التعليقات (0)