عثر علماء على قطعة
أثرية متحجرة، تحتوي على حيوان ثديي يغرز أنيابه في أضلاع
ديناصور يفوقه حجما
بثلاث مرات، متجمدة جراء رماد بركاني، قبل 125 مليون سنة في الصين.
وأوضح باحثون في مقال
نشرته مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" الثلاثاء، أن مشهد المبارزة بين
الحيوانين في المتحجرة التي بقيت محفوظة بشكل جيد، يظهر أن الثدييات الصغيرة كانت
تستطيع مهاجمة الديناصورات التي هيمنت على حيوانات العصر الطباشيري.
وأوضح عالم المتحجرات
في المتحف الكندي للطبيعة جوردان مالون، الذي شارك في إعداد الدراسة التي أجراها
علماء صينيون، أنها المرة الأولى تكتشف متحجرة تظهر قتالا بين حيوان ثديي وديناصور.
وقال: "لم أصدق عيني" لدى اكتشاف المتحجرة، وكان يعتقد سابقاُ أن الثدييات أصغر من أن تهاجم الديناصورات
خلال عشرات ملايين السنين التي تعايش فيها النوعان. لكن المتحجرة تُظهر حيوانا من
نوع ريبينوماموس روبستوس (Repenomamus
robustus)
يهيمن على بسيتاكوزوروس لوجياتونينسيس (Psittacosaurus lujiatunensis)،
وهو حيوان عاشب يبلغ طوله نحو متر و20 سنتيمتراً، وله منقار يشبه منقار الببغاء.
ويبدو بوضوح في
المتحجرة أن الحيوان الثديي، وهو واحد من أكبر الثدييات في عصره لكنّ وزنه لم يكن
يتعدى ثلث وزن الديناصور، غرس أنيابه الحادة في أضلاع فريسته ممسكاً بساق
الديناصور الخلفية.
اظهار أخبار متعلقة
واستنتج مالون من
طريقة تشابُك الهيكلين العظميين أن الحيوان الثديي لم يكن يلتهم جيفة ديناصور بل
كان يهاجمه. ولا يحمل الهيكل العظمي للديناصور أي علامات عضّات أخرى كتلك التي
يتركها عادةً حيوان التهَمَ جيفة.
ومع أن من النادر أن
تهاجم الثدييات حيوانات أكبر منها بكثير، ثمة مثل لا يزال قائماً في العصر الحالي، وهو حيوان الشره (ولفرين) الذي شوهد يهاجم وعلاً أكبر منه بكثير.
وعثر على الهيكلين
العظميين شبه الكاملين عام 2012 في مقاطعة لياونينغ في شمال شرق الصين. ويضم هذا
الموقع الذي تُطلق عليه تسمية "بومبيي الصينية" عدداً من بقايا
الديناصورات والحيوانات الأخرى المحفوظة في الأنقاض البركانية المشابهة لتلك
الموجودة في المدينة الرومانية القديمة.
وبيّنت أول متحجرة اكتشفت
عام 2005 أن الثدييات يمكن أن تتغذى على الديناصورات. لكن هذه المتحجرة الجديدة هي
أول دليل على "وجود بعض الثدييات العنيفة على الأقل قرابة العصر الطباشيري قادرة
على التغلب على ديناصور بالغ".