ما علاقة تأجيل انتخابات الائتلاف السوري المعارض بمسار التطبيع مع الأسد؟

أكدت مصادر من الائتلاف السوري المعارض لـ"عربي21"، تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى شهر أيلول/سبتمبر المقبل، مرجعة ذلك إلى التطورات الإقليمية السياسية المرتبطة بالملف السوري.

وكان من المُرتقب أن يجري الائتلاف (مقره إسطنبول) الانتخابات في شهر تموز/ يوليو الحالي، لكن كتل ومكونات الائتلاف أجلت الاستحقاق الانتخابي.

وعن أسباب التأجيل، يقول عضو الائتلاف شلال كدو، لـ"عربي21"، إن السبب الرئيسي هو "التطورات المتلاحقة" وذلك في إشارة منه إلى إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، ومسار التطبيع بين النظام السوري وتركيا.

ويضيف أن التأجيل الذي توافقت عليه غالبية مكونات الائتلاف جاء ريثما تتوضح طبيعة هذه التطورات بشكل أكبر، علماً بأن الائتلاف أجّل سابقاً في أكثر من مرة الاستحقاق الانتخابي.

من جهته، عزا مصدر خاص من الائتلاف لـ"عربي21" تأجيل الانتخابات إلى انشغال الجانب التركي بالانتخابات الرئاسية، والتأخر بتسمية الفريق السياسي التركي المسؤول عن التواصل مع الائتلاف السوري.

وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، بالإشارة إلى عدم التوافق على مرشح بديل لرئاسة الائتلاف خلفاً لسالم المسلط (رئيس الائتلاف الحالي)، بأنه "للآن لم يتم الاتفاق بين تركيا وكتل الائتلاف".

اظهار أخبار متعلقة

ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى خيار تأجيل الانتخابات، وفق المصدر، عدم انتهاء بعض كتل الائتلاف من الترتيبات الداخلية والإدارية.

وعن وجود صلة بين التأجيل وبين التطبيع بين تركيا والنظام السوري، قال: "لا علاقة لهذا المنحى بالتأجيل، والسبب الرئيس هو تأخر الجانب التركي في تشكيل الإدارات المكلفة بالتواصل مع الائتلاف والمعارضة السورية، وعدم الاتفاق على بديل".

وفي ذات السياق، لا يعتقد ممثل الائتلاف في بروكسل بشار الحاج علي، بوجود تأثير للتطبيع التركي المحتمل مع النظام السوري على قرار تأجيل انتخابات قيادة جديدة للائتلاف.

وأضاف لـ"عربي21": "بل إنه على العكس يجب أن يكون هذا دافعا مهما لإعادة تنظيم هيئات الثورة والمعارضة وتقوية دورها لتكون الشريك الأساسي الفاعل في الحل السياسي الذي يستند لقرارات الأمم المتحدة، خاصة ٢٢٥٤، حتى لا يتخذ النظام من التطبيع ذريعة للتهرب من الاستحقاقات السياسية الواجب الامتثال لها، والتي بدونها لن يكون هناك استقرار".

وقال: "تأجيل الانتخابات جاء لأسباب منها عدم التوصل إلى خطة شاملة لإصلاح إداري من جهة، وتطوير آلية واضحة لضم الأفراد والكيانات، علماً بأن الائتلاف بحاجة لكليهما وبحاجة أيضاً إلى ضخ دماء جديدة من قوى غير منتمية سابقاً ومن المستقلين".

ومع ذلك، فقد أقر الحاج علي، بتراجع الاهتمام الدولي بالائتلاف، وقال: "يبقى الائتلاف الجهة الوحيدة المعترف بها سياسياً كممثلة عن الشعب السوري، وهو ما زال يحافظ على وجوده".
‌

اظهار أخبار متعلقة

ويتكون الائتلاف من "مجالس تمثيل المحافظات السورية" و"المجلس الوطني الكردي" و"المجلس التركماني" و"الإخوان المسلمين" و"التيار الوطني السوري" و"تيار المستقبل" و"المنظمة الآثورية المستقلة" و"التمثيل العسكري" و"رابطة المستقلين الكرد السوريين" و"مجلس القبائل والعشائر السورية"، و"مجالس محلية" وشخصيات مستقلة.

وفي أواخر العام 2012، تشكل الائتلاف السوري في العاصمة القطرية الدوحة، ومهمته تمثيل المعارضة في الداخل السوري والخارج، وحاز بعد ذلك على اعتراف من غالبية الدول، لكن دوره تراجع مؤخراً وخاصة بعد إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية.