قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إن تطور العلاقات
المغربية
الإسرائيلية، بمبادرة من الملك محمد السادس، خرج عن كل السياقات، خاصة في ظل
الحكومة اليمينية المتطرفة للاحتلال، والتي لم يتحمل تطرفها نصف الإسرائيليين.
وأشارت الصحيفة إلى أن دعوة ملك المغرب، لرئيس حكومة
الاحتلال بنيامين
نتنياهو، إلى زيارة بلاده، تأتي في سياق "المكافأة، على اعترافه بسيادة
المغرب على
الصحراء الغربية، والتي من المتوقع أن تكون لها آثار سلبية عميقة على
العلاقات المتوترة مع الجزائر، في ظل الكشف عن وثائق سرية تفيد بإقامة الرباط
قواعد عسكرية جديدة على حدود الجزائر بالتعاون مع الاحتلال.
ولفتت إلى أن وثائق سرية، عن سفير المغرب لدى
تايلاند، عبد الإله الحسني، نقلت قوله مطلع العام الجاري أن بلاده خطت خطوات متقدمة
في مجال تطوير علاقاتها مع إسرائيل على الصعيدين الاستخباري والعسكري، وأنشأت
قواعد عسكرية جديدة بالقرب من الحدود مع الجزائر في إطار هذا التعاون.
اظهار أخبار متعلقة
وكشف الحسني أن الاستخبارات الإسرائيلية زوّدت
المغرب بوسائل تقنية وعسكرية لرصد الطائرات المسيرة ومواجهتها. وجاء الكشف عن تلك
الوثائق في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الإسرائيلية المغربية تطورا مباغتا يخرج
تماما عن السياق العربي، حتى ذلك المعتمد من قبل أشد المتحمسين للتطبيع مع العدو،
ولا يعبأ بكون الحكومة الإسرائيلية القائمة هي من التطرف اليميني بحيث لم يحتملها
أكثر من نصف الإسرائيليين أنفسهم، هذا إذا استثنينا الاعتداءات المتكرّرة
والمتصاعدة على الشعب الفلسطيني من قِبل جيش الاحتلال والمستوطنين.
وتساءلت الصحيفة: "هل الملك محمد السادس،
مستعد تماما للآثار العميقة لما يقدم عليه؟".. فضلا عن "المكسب الذي
سيجنيه الملك من اعتراف دولة لا يعترف بها معظم العرب وكثيرون في العالم، ويعتبرونها
غير شرعية؟ وكذلك عن مغزى إعطاء هذا العدو مكسباً مجانياً من جيب العرب؟".
وكانت
وكالة الأنباء المغربية "ماب" قد ذكرت، الأسبوع الماضي، أن الملك بعث
برسالة شخصية إلى رئيس حكومة الاحتلال، شكر فيها إسرائيل على موقفها، مضيفة أن زيارة
نتنياهو ستفتح آفاقاً جديدة للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل،
ولفتت الصحيفة اللبنانية، إلى أن ما سمتها
بـ"الحماسة الملوكية" المغربية، لزيارة نتنياهو، تفوقت على حماسة
الإمارات والبحرين، التي كان يعتقد أنه لا يمكن تجاوزها، ورغم أنهما ذهبا بعيدا في
التطبيع، إلا أنهما لم يستطيعا ابتلاع استقبال نتنياهو حتى الآن وألغيت مواعيد
محددة لزيارته سابقا.