أكد كاتب إسرائيلي تصاعد المخاوف من استمرار حالة الصراع الداخلي المستمرة منذ فترة، مشددا على أهمية العمل على إنهاء "الحالة الظلامية" سريعا، التي تسببت بها الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين
نتنياهو.
وقال الكاتب يوسي هدار في
مقاله بصحيفة "معاريف" العبرية بعنوان " الخطوة التالية": "صحيح أن الشمس أشرقت غداة التصويت في الكنيست على تقليص "حجة المعقولية"، لكنها أشرقت بحزن على دولة أخرى، نعم، الشمس تشرق حتى في الدكتاتوريات"، على حد وصفه.
وأضاف: "فضلا عن قوانين الانقلاب النظامي، وعلى رأسها القانون الذي يسمح بالسيطرة السياسية على
المحكمة العليا، بادرت الحكومة لجملة قوانين تثير الاشمئزاز منها؛ قانون الهدايا، قانون تعليم التوراة، توسيع المحاكم الحاخامية وغيرها، نعم، إذا كان هذا يبدو كالدكتاتورية، يسير كالدكتاتورية ويصدر أصواتا دكتاتورية، فيبدو أن هذه دكتاتورية ظلامية على نحو خاص".
وتساءل الكاتب: "ماذا حصل لنا؟، على مدى 75 عاما، رغم جدالات واحتكاكات قاسية، تمكنا من إيجاد السبيل الذهبي، اليمين واليسار، المتدينون والعلمانيون، الشرقيون والأشكناز تقاتلوا، لكنهم لم يحطموا الأواني، بينما ضعف اليسار الراديكالي المناهض للصهيونية لشدة الفرح، كان لليمين المتطرف مجد، وقد دخل في الباب الرئيس الذي فتحه له بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة) إلى قصور الحكم".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "بخلاف اليمين القومي الليبرالي وبيغن الليبرالي، الذي عرف ما هي المسؤولية القومية، هذا اليمين المتطرف، الذي قسم كبير منه تربى في أحضان الكهانية، يحاول أن يحقق قيمه غير الديمقراطية؛ الخليط بين اليمينيين الجدد وبين زعامة مصلحية، المصداقية البعيدة عنها، أدى ذلك إلى انكسار كبير".
ولفت هدار إلى أن من بين الإسرائيليين هناك من "يحرص كل يوم وكل ساعة، أن يسمم بئر الحياة المشتركة"، مؤكدا أن "الإصلاح اللعين (خطة حكومة نتنياهو الخاصة بالتعديلات القضائية) أدى لشرخ عميق، على مسافة خطوة من خراب البيت الثالث، والذي سيستغرق زمنا طويلا لرأبه، ونحن هنا لم نتحدث بعد عن الضرر الذي لحق بالاقتصاد وبالردع الأمني".
ورأى أن "إحدى المآسي في هذا الانكسار العظيم، هو انعدام الفهم الأساس لدى الكثيرين من مروجي "الإصلاح"، بينهم وزراء ونواب، عما هي الديمقراطية الحقيقية، بالنسبة لهم الديمقراطية هي حكم الأغلبية ليس إلا، أما منع طغيان الأغلبية، الرقابة القضائية، التوازنات والكوابح، بالنسبة لهم، فقط إرادة الجمهور ليس إلا".
وقال الكاتب: "في سخافتهم يشبهوننا بالولايات المتحدة، متجاهلين عددا لا يحصى من التوازنات والكوابح التي توجد لها مقارنة بإسرائيل، انعدام الفهم الأساسي هذا في أنه وإن كان للحكومة تفويض لأن تحسم في الحرب والسلم، تقرر سياسة اقتصادية وغيرها، لكن ليس لتغيير أنظمة الحكم الديمقراطي، وهذا هو جذر المشكلة، ثمة مجال لإصلاح أضرار الثورة الدستورية التي قادها أهرون باراك، غير أنه بدلا من أن يجرى تعديل بواسطة أيد مخلصة ومسؤولة ، تلقينا رد فعل مضادا وحشيا يتصدره سكارى قوة مناهضين لليبرالية".
اظهار أخبار متعلقة
ونبه بأن "ساعة الرمل نفدت؛ إذا كنا نحب الحياة، فليس لنا الترف لصراع داخلي طويل، وعلينا أن نسعى لإنهائه السريع".
وشدد على ضرورة بذل "جهود جبارة في الأيام القريبة القادمة، لأجل الوصول إلى توافق بموجبه يسحب الإصلاح إلى الأبد، وبدلا منه يقام جسم يعمل على تغيير بالتوافق، وكي لا نعلق مرة أخرى في أزمة حادة، يجب أن نقرر في التسويات الجديدة آليات للدفاع عن أنفسنا في وجه الطغيان، وعلى فرض أن هذا لن يحصل، يجب أن نقول لقادة الحكومة: توقفوا عن اللعب بمصيرنا، يجب أن نتخذ خطوات دراماتيكية".
وطالب هدار رئيس الحكومة ووزير الأمن بـ"الاستقالة، وعلى أناس "المعسكر القومي – الليبرالي" ممن لا يزال يبقى فيهم مسؤولية، أن يعارضوا التشريع، وأن ينقذونا من هذا الكابوس".