ما زالت الساحة السياسية والأمنية الإسرائيلية تعيش حالة غضب من تصاعد عمليات المقاومة عقب عمليتي
الخليل وحوارة، ما دفع بقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال يهودا فوكس للاعتراف بأننا لم ننجح في إحباط العمليات، فيما وصل رئيس الأركان هآرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام- الشاباك رونين بار إلى موقع الهجوم، وأجروا تحقيقًا أوليًا وتقييمًا للوضع الأمني.
إليشع بن كيمون عيناف حلاوي، المراسلان العسكريان لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، نقلا عن فوكس، أننا "في موجة عمليات لم نعرفها منذ فترة طويلة، فالجيش يعمل يومياً على إحباط الهجمات في القرى والمخيمات، وهذا الأسبوع نمرّ بوقت عصيب، ولم ننجح، ونحن ما زلنا نطارد منفذيها من حوارة والخليل وفي كل مكان، المسؤولون عن الوضع الحالي هم التنظيمات المسلحة، خاصة حماس والجهاد الإسلامي، لقد أحبطنا عدة عمليات في الخليل وشمال الضفة، وقد بدأت قوات الجيش بالبحث عن المشتبه بهم حول مكان
العملية، بين بلدة يطا والمنطقة الصناعية جنوب الخليل، وتتركز المطاردة في بني نعيم شرقي موقع الهجوم وبيتا جنوب المكان".
وأضافا في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الخوف هو أن المسلحين انسحبوا باتجاه يطا في الخليل، وقد اطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تفاصيل العملية، وبعد الهجوم مباشرة بدأ الجيش بإغلاق الطرق في المنطقة، في محاولة للقبض على المنفذين قبل وصولهم للمخبأ، وتم إطلاق مروحية تابعة للقوات الجوية لمكان الهجوم، وقوات من وحدة دوفديفان وقصاصي الأثر، حيث تعمل وحدة البحث في المنطقة القريبة من مسرح الخليل كجزء من عملية المطاردة".
من جهته، قال موقع "i24" الإسرائيلي: "جاء وقع العملية صباح الاثنين صادما وأليما، لا سيما أن الرأي العام الإسرائيلي لم يستفق بعد من صدمة مقتل مستوطن ونجله بالقرب من مغسلة سيارات في حوارة السبت الماضي، على يد
فلسطيني أطلق عليهما عن قرب خمس رصاصات لم تترك لهما أي فرصة للنجاة".
وذكر الموقع، أن أجهزة أمن وجيش
الاحتلال الإسرائيلي، "تضاعف الجهود للإمساك بمنفذي العمليات الأخيرة، حيث استدعى الجيش كتيبتين عسكريتين للمساعدة في النشاطات الأمنية والعسكرية والبحث عن منفذ عملية الخليل".
بدوره، رأي منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية الأسبق في الضفة الغربية المحتلة، غريشا يعكوبوفيتش، أن "هجوم الخليل مختلف بعض الشيء، لأنه يأتي من طرف "فتح"، حيث أعلنت "كتائب شهداء الأقصى" مسؤوليتها عن العملية.
وأكد أن "الوضع برمته أكثر تعقيدا بكثير، حيث تحاول حماس خلق جبهات لمهاجمة إسرائيل مباشرة، أعتقد أننا سنرى عمليات عسكرية أخرى في المستقبل".
ولم يستعبد يعكوبوفيتش قيام جيش الاحتلال بعمليات عسكرية مماثلة مثل تلك التي نفذت مؤخرا في جنين، رغم أنها بحسب اعتراف العديد من الشخصيات الإسرائيلية، فشلت في ردع المقاومة الفلسطينية.
على الصعيد السياسي، تزايدت العديد من ردود الفعل الإسرائيلية عقب العملية، وسط اتهامات موجهة إلى الحكومة باتباع سياسة التراخي، وتزايد الدعوات في الائتلاف الحكومي بتنفيذ الانتقام ضد الفلسطينيين.
إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، نقل عن "وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، زعيم حزب العصبة اليهودية، توجيهه مرة أخرى بأصبع الاتهام لوزير الحرب يوآف غالانت من الليكود، بزعم أنه "غير مناسب للمرحلة الحالية"، وطالب بتقديم موعد اجتماع مجلس الوزراء السياسي والأمني المقرر عقده في العاشر من سبتمبر، لأننا في موجة هجمات علنية، والسياسة الحالية متساهلة للغاية، فقد سبق أن طالبنا بإغلاق القرى في الضفة الغربية، وإعادة الحواجز إلى طرقها، لأن الوضع في الوقت الراهن يدعو للعودة لهذه السياسة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "وزيرة الاستيطان أوريت ستروك من حزب الصهيونية الدينية اعتبرت أن هجوم الخليل جاء بسبب عدم اتخاذ قرارات حاسمة، وأن طرق الضفة الغربية باتت خضراء للعمليات، فيما اعترفت أوساط الائتلاف أن حكومة اليمين تحتاج للبحث عن ذاتها، فيما قال رئيس مجلس جبل الخليل الاستيطاني يوهاي ديماري إننا أمام هجوم خطير للغاية، نحن بحاجة للتحقيق والتغيير والقيام بأشياء أخرى، أما الرئيسة التنفيذية لمجلس جبل الخليل الاستيطاني رونيت غمليئيل، فرأت أن المطلوب ردّ سريع من قوات الأمن".
ونقل عن "عضو الكنيست دان إيلوز من حزب الليكود، أن هجوما بعد هجوم يأتي، ولا يوجد حكومة، يجب أن نستعيد قوة الردع، وألا ننتظر لحظة أخرى، يجب ألا ندع العمليات تتصاعد، فيما اعترف عضو الكنيست أيهود تال من الصهيونية الدينية أن "الحكومة اليمينية تحتاج للبحث عن الذات"، ودعا عضو الكنيست يتسحاق كروزر من العصبة اليهودية "للانتقام من الفلسطينيين، بزعم أن دماء اليهود لن تذهب هدرا"، وزعم الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أن "عملية الخليل مروعة ومفجعة، هذه أيام صعبة ومؤلمة لإسرائيل، حيث يعمل أعداؤنا بوسائل مختلفة لضربنا وإيذائنا".
اظهار أخبار متعلقة
زعيم المعارضة يائير لابيد علق على هجوم الخليل بقوله إننا "أمام هجوم مميت يؤكد الحاجة إلى يد قوية وحازمة"، واعتبر رئيس حزب يسرائيل بيتينو أفيغدور ليبرمان، أننا "نعيش في ظل واقع رهيب، وترحب حماس بقتل اليهود، وبالتالي لا يمكن التعامل مع موجة العمليات الحالية دون العودة للتهديدات المستهدفة والاغتيالات لقادة المنظمات الذين يعيشون في غزة، فيما وصل وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، لموقع الهجوم، وتلقى تقييما للوضع من قائد المنطقة عوزي ليفي".
تأتي عملية الخليل قبل ساعات استمرارا لعمليات فدائية أخرى وقعت في الماضي في المنطقة الواقعة جنوب جبل الخليل، وغالبًا ما ينجح المنفذون في إطلاق النار على المستوطنين الإسرائيليين، والانسحاب بسرعة كبيرة، بما في ذلك الخليل أو قرية يطّا، بزعم أن هناك الكثير من الأسلحة والخلايا الميدانية، والبنية التحتية النشطة لحركة حماس، ما يكشف عن دلالات تؤكد وقوع عمليات أخرى قادمة في الطريق.