ألقت زعيمة
حزب الجيد ميرال أكشنار، خطابا قاسيا، هاجمت فيه تحالف الطاولة السداسية، بسبب الهزيمة بالانتخابات العامة، داعية كافة الأحزاب بما فيها "العدالة والتنمية" الحاكم، إلى التنافس في
الانتخابات المحلية المقبلة دون تحالفات، ما يثير التساؤلات حول تخليها عن أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، في إسطنبول وأنقرة.
وقدمت أكشنار اعتذارا إلى الشعب التركي، بسبب الهزيمة في الانتخابات العامة، وذلك بعد انتقادات حادة وجهتها إلى شركائها في التحالف.
أكشنار تهاجم كليتشدار أوغلو
وقالت أكشنار: "لأن قضيتنا كانت تركيا فقد حبسنا أرواحنا في غرف عمياء، وتعاملنا مع أولئك الذين هم أسرى لأنفسهم، وأولئك الذين لا يفكرون إلا في مقاعدهم، ولسوء الحظ لم نتمكن من منع الهزيمة".
وأضافت: "رفعنا أصواتنا وحذرنا الجميع، واعترضنا وكافحنا من أجل إيصال صوت الشعب للذين يجلسون على كراسيهم ولا يفعلون شيئا سوى إطلاق الأحكام على الناس".
وأشارت أكشنار إلى الاتهامات التي وجهت لها ولحزبها، على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب انسحابها من الطاولة السداسية قبل عودتها مجددا، موضحة أن الجهة ذاتها التي هاجمتها حاولت إلقاء اللوم عليها بسبب نتيجة الانتخابات.
وقالت: "لن أنسى ما حدث في 3 أذار/ مارس، والشتائم والإهانات والاتهامات التي قيلت بحقنا، سنتذكر ما جرى دائما لتعلم الدروس".
وفي إشارة إلى إمام أوغلو ويافاش، قالت أكشنار، إنها فعلت كل ما في وسعها لتمهيد الطريق للشخصين اللذين كان لديهما فرصة لهزيمة أردوغان، مضيفة: "لم أستطع منع أولئك الذين سدوا طريقهم.. أعتذر لكم"، في إشارة إلى كليتشدار أوغلو.
وتابعت: "ما زلنا مستعدين لتقديم التضحيات من أجل أمتنا، ولن نسمح بضياع إرادة الشعب مرة أخرى، أقسم على ذلك".
وكان اللافت أن أكشنار انتقدت نظام التحالفات في تركيا، مشيرة إلى أنه يضر بشكل أساسي بديناميات السياسة التركية، ويضعف بشكل تدريجي المجالات السياسية للأحزاب نفسها، مشددة على أنها تؤثر سلبا على المجتمع وتزيد من حدة الاحتقان والانقسام.
اظهار أخبار متعلقة
أكشنار تتحدى الأحزاب السياسية.. ما هي اللاءات التي طرحتها؟
وأعلنت أكشنار، أن حزبها سيخوض الانتخابات المحلية بكوادره الخاصة، داعية كافة الأحزاب، إلى خلق بيئة تنافسية يعكس فيها المواطنون التفضيلات السياسية والمحلية، من خلال دخول الانتخابات بعيدا عن التحالفات.
لكن أكشنار، لم تغلق الأبواب على إمكانية التحالف مع الآخرين، ووضعت شروطا أبرزها تتعلق بمواد الدستور الأربع الأولى.
أما لاءات أكشنار فتتمثل في كلماتها: "لن نتعاون مع أي شخص لديه أجندات سرية، ويعطي أولوية لمصلحته الخاصة على مصلحة الجميع، ويقترب من الهياكل الهامشية المثيرة للجدل"، في إشارة إلى كليتشدار أوغلو الذي أحضر أحزابا صغيرة إلى "تحالف الأمة" لدعم ترشحه لمنافسة أردوغان.
وأوضحت: "بابنا ليس مفتوحا على الجميع، نقول لا لأولئك الذين يعادون أتاتورك، نقول لا لأولئك الذين يتجاهلون قيم الجمهورية، نقول لا لمن لديه مشكلة مع ديمقراطيتنا، نقول لا لأولئك الذين يخشون أن يقولوا نحن ترك، ولمن لديه معضلة مع المواد الأربع في الدستور التركي".
وتابعت: "نقول لا لأولئك الذين لديهم علاقة بالإرهاب، نقول لا لأولئك الذين يريدون التعاون مع ظل الإرهاب (في إشارة إلى التعاون مع الحزب الكردي)، نقول لا لأولئك الذين يفسدون أخلاقنا ويسيئون استخدام ديننا".
وعقب الخطاب، ردت أكشنار على تساؤل للصحفيين بشأن التحالف في الانتخابات المحلية لا سيما في إسطنبول وأنقرة، مشيرة إلى أنها تقدمت بدعوة إلى كافة الأحزاب بشأن دخول الانتخابات بشكل منفصل، وأنها ستعمل بناء على ذلك.
نظام التحالفات يقود إلى الهاوية
وأكدت مجددا أن نظام التحالفات يقود تركيا إلى الهاوية، وأن المطلوب من كافة الأحزاب أن تبذل جهدا لتحويل الانتخابات المحلية المقبلة إلى انتخابات حقيقية.
واستدركت أنه يمكن في بعض المناطق التوافق، في إشارة إلى أنه من الممكن الدخول في الانتخابات البلدية وفق صيغة جديدة بعيدا عن التحالف الكامل.
وردا على ترشيح مرشحين مقابل إمام أوغلو ومنصور يافاش، قالت أكشنار: "سيتم دراسة الموقف عندما يحين وقته".
اظهار أخبار متعلقة
هل أغلقت أكشنار الأبواب في إسطنبول وأنقرة؟
القيادي البارز في حزب الجيد، أوميت أوزلالي والذي تتحدث الكواليس أنه مرشح حزبه لرئاسة بلدية إزمير (قلعة حزب
الشعب الجمهوري)، قال في لقاء على قناة "HALK TV": "لقد اقترحنا إمام أوغلو ويافاش كمرشحين للرئاسة، لكنهما ردا أنهما يدعمان زعيم حزبهما".
وأضاف أوزلالي: "بالنسبة لنا، أصبح إمام أوغلو ويافاش الآن، رئيسي بلديتين تابعتين لحزب الشعب الجمهوري فقط. إذا لم ندعمهما في الانتخابات المحلية المقبلة، فهذا لا يعتبر تناقضا بالنسبة لنا".
الكاتب التركي أورهان أوغور أوغلو، في مقال على صحيفة "
يني شاغ" الموالية لحزب الجيد، أكد أن أكشنار تركت الباب مفتوحا، عندما تحدثت عن إمكانية التعاون وفقا لطبيعة المنطقة في الانتخابات المحلية.
وتابع بأن هناك 30 بلدية حضرية أبرزها إسطنبول وأنقرة، لكن التساؤل الأهم: "هل سيدخل كليتشدار أوغلو الذي تعرض لانتقادات حادة أو حزب الشعب الجمهوري في هذا الباب الذي فتحته أكشنار في الانتخابات المحلية؟".
ونوه إلى أن أكشنار في خطابها أظهرت تصميم حزب الجيد على إغلاق الأبواب أمام حزبي "الحركة القومية" و"العدالة والتنمية".
الكاتب تونجا بنغين، في مقال على صحيفة "
ملييت"، أشار إلى أن هناك رأيا مفاده أن الإشارات المتبادلة بين حزبي "الجيد" و"الشعب الجمهوري"، والتصريحات الحادة قد تتسبب في أضرار جسيمة بشأن أي تحالف يمكن تأسيسه في المستقبل.
ويقول مؤيدو هذا الرأي، إن هناك بالفعل انعدام ثقة واستياء وغضبا عميقا بين الطرفين بسبب الانتخابات الرئاسية، وهذا ينطبق على ناخبي الحزبين.
وأشار بنغين، إلى أنه بينما رفع أردوغان السقف بشأن الانتخابات البلدية وخاصة إسطنبول وأنقرة، فإن المعارضة منشغلة في السجالات الداخلية، وسط انقسام وتوتر بين الشركاء في الطاولة السداسية.
وأضاف أن الجميع يعطي إشارات إلى أنهم لن يجلسوا مع بعضهم البعض على الطاولة ذاتها مرة أخرى، ولكن في المستقبل يعتقدون أنهم بحاجة إلى التعاون، مع احتمالية قيام كل طرف بتقديم تنازلات.