كتاب عربي 21

السيسي يحارب أحد المواطنين

أسامة جاويش
يتعرض الطنطاوي ومؤيدوه لحملة من السيسي وأجهزته- صفحته على فيسبوك
يتعرض الطنطاوي ومؤيدوه لحملة من السيسي وأجهزته- صفحته على فيسبوك
"أحد المواطنين" بات هذا هو العنوان العريض للأيام القليلة الماضية، النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي قرر شن حرب ضروس ضد المرشح الرئاسي أحمد الطنطاوي، في محاولة لإرهابه وإيقاف ما يقوم به من مضايقة علنية للسيسي ونظامه.

السيسي يحارب الطنطاوي بكل ما أوتي من قوة، يذهب الرجل إلى السيدة زينب فيرسلون له أحد مخبريهم ليفتعل معه مشكلة، يحاول حضور مباراة مصر وإثيوبيا فيمنع من دخول الاستاد، يتضامن معه ضابط شرطة فيعتقلونه، يسانده محام فيحبسونه، يدعمه ناشط فيطاردونه، يؤيده سياسي على مواقع التواصل فيسبونه.

بدأ النظام بشن حملة أمنية لاعتقال مؤيدي الطنطاوي، حدث هذا مع ضابط الشرطة الذي كتب له تعليقا على صفحته الرسمية يعلن فيه تأييده كمرشح رئاسي ويطلب منه التعاون معه لو أصبح رئيسا للبلاد.

تواجد الطنطاوي القوي والمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي وارتفاع شعبيته بين أوساط النخب والشباب أثار حفيظة النظام بقيادة السيسي فوجه لجانه الإلكترونية للهجوم عليه وإهانته، بل والتحريض ضده وضد أنصاره من خلال حملة إلكترونية تستهدف اغتيال الرجل معنويا وبث الرعب وسط أنصاره عبر السباب والتهديد والاتهامات بالعمالة والانتماء للإخوان المسلمين

انتفضت قوات الأمن سريعا وتم اعتقال الضابط على الفور والتحقيق معه وحبسه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات؛ بتهم تتعلق بانضمامه لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

تكرر الأمر مع اثنين من المحامين الداعمين لأحمد الطنطاوي، تم اعتقالهما على الفور أيضا وتوجيه اتهامات مشابهة، ما دفع الطنطاوي لإصدار بيان رسمي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي اشتكى فيها من القبضة الأمنية التي تستهدف أنصاره ومؤيديه، داعيا أجهزة الدولة إلى التوقف عن محاولات تخويفه وإرهاب مؤيديه بهذه الأساليب الأمنية.

وزارة الداخلية المصرية ردت سريعا على بيان الطنطاوي واصفة إياه بأحد المواطنين الذي لديه حملة انتخابية ووصفت ادعاءاته بالكاذبة.

النظام لم يكتف بالحملة الأمنية وحسب، بل امتد الأمر إلى مدينة الإنتاج الإعلامي والتي شارك فيها عدد كبير من المذيعين والإعلاميين المقربين من السيسي للهجوم على طنطاوي ومنع ظهوره الإعلامي، وتوجيه الاتهامات المستمرة له بعلاقاته مع الإخوان المسلمين تارة وبعمالته للخارج تارة أخرى.

تواجد الطنطاوي القوي والمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي وارتفاع شعبيته بين أوساط النخب والشباب أثار حفيظة النظام بقيادة السيسي فوجه لجانه الإلكترونية للهجوم عليه وإهانته، بل والتحريض ضده وضد أنصاره من خلال حملة إلكترونية تستهدف اغتيال الرجل معنويا وبث الرعب وسط أنصاره عبر السباب والتهديد والاتهامات بالعمالة والانتماء للإخوان المسلمين.

الغريب في الأمر أن النظام الذي يمتلك القوة وأجهزة الدولة والإعلام أيضا حاول اختراق هاتف أحمد الطنطاوي والتجسس عليه من خلال تقنية المفترس، وهي تقنية إسرائيلية تمتلكها الحكومة المصرية منذ سنوات.

موقع مدى مصر نشر معلومات هامة نقلا عن تحقيق أجراه معمل سيتيزن لاب في جامعة تورنتو، وهو معمل مختص بتحليل ورصد محاولات القرصنة واختراق الهواتف الشخصية.

أشار تحقيق سيتيزن لاب إلى أن هاتف الطنطاوي قد تم اختراقه بالفعل وكانت المرة الأولى في سبتمبر 2021، ولكن المعمل لم يتهم أي جهة حتى الآن بتنفيذ محاولات الاختراق تلك.

من خلال تقنية "Predator" تستطيع الأجهزة الأمنية في مصر مراقبة تحركات الطنطاوي بشكل كامل والتعرف على كلمات المرور السرية الخاصة بجميع التطبيقات الموجودة على هاتفه، كما يمكنها أيضا قراءة الرسائل المشفرة في تطبيقات التواصل السرية وتسجيل المكالمات الواردة والصادرة عبر هاتفه المحمول.

أعلن السيسي الحرب على الطنطاوي وكل من اقترب منه ولو بكلمة، يظن الجنرال أنه يخيف الناس ويخيف الطنطاوي ويخيف الجميع.. يريد السيسي مشهدا عبثيا لا منافسة فيه ولا معارضة ولا انتقاد، فهو الرئيس وهو المرشح وهو المخلّص وهو الأمل والمستقبل

هكذا إذا، أعلن السيسي الحرب على الطنطاوي وكل من اقترب منه ولو بكلمة، يظن الجنرال أنه يخيف الناس ويخيف الطنطاوي ويخيف الجميع.. يريد السيسي مشهدا عبثيا لا منافسة فيه ولا معارضة ولا انتقاد، فهو الرئيس وهو المرشح وهو المخلّص وهو الأمل والمستقبل.

أحد المواطنين، هذا هو الاسم الجديد والوصف العبقري الذي أطلقه السيسي وأجهزته على أحمد الطنطاوي، ذكروها مرتين، مرة في بيان شركة تذكرتي المخابراتية تعليقا على منعه من دخول الاستاد، ومرة ثانية في بيان وزارة الداخلية المصرية تعليقا على اتهامات الطنطاوي للأجهزة الأمنية باستهدافه وأنصاره.

ظنوا بذلك أنهم أهانوه وحطوا من قدره ولكنهم خدموه من حيث لم يعلموا، فشرف المصري هو الانتماء لوطنه، وبرنامج المرشح الرئاسي هو الإحساس بأبناء وطنه، أحمد الطنطاوي هو "أحد المواطنين" الذي تحدى السيسي وقرر منافسته في انتخابات رئاسية، وكرر انتقاده في مناسبات مختلفة وطالبه بالرحيل على الهواء مباشرة.

السيسي لا يحارب أحمد الطنطاوي فقط ولا يحارب أحد المواطنين فقط، الجنرال على مدار عشر سنوات يحارب كل المواطنين في مصر.

twitter.com/osgaweesh
التعليقات (5)
التجنيد مرفوض طول ما ابن مليكة موجود
السبت، 16-09-2023 07:50 م
التجنيد خدمة لمصر مش خدمة لخاين عرص
لا لسيسي
السبت، 16-09-2023 06:41 م
السيسي غير مؤهل للحكم و فاشل
أبو جلمبو
السبت، 16-09-2023 04:12 م
لو كنت مكانه لاعلنت شعار الحملة ( أحد المواطنين ..منكم وبكم ) . دبة قتلت صاحبها ! والغباء وراثة للجهات إياها .
واحد من الناس
الجمعة، 15-09-2023 05:19 م
الغريب ان الإعلاميين المعارضين بالخارج مثلك ا.اسامة جاويش حتى لو كانوا يعملون لدى قناة فضائية معارضة الا انه لا توجد لديهم استراتيجية او قيادة توحدهم فكل منكم يعمل لحسابه و يتصور انه هو وحده من سينقذ البلاد و العباد و انه وحده من يتنبأ بكل شيئ و بدقة متناهية و انه يملك التسريبات الخطيرة .... فعلكم كله اجتهادي بدون اي خطة ...... و قد تقاطعني و تقول انك كأعلامي واجبك ان تبحث عن الحقيقة و تكشفها للجميع كما ترى انت و ان الاعلامي الحر لا يعمل تحت أي..... الخ .... و لكني ارد عليك بأن ذلك قد ينطبق على الإعلاميين في الظروف العادية و لكن في مثل ظروفنا كمعارضين نستعد لثورة ضد الظلم فيجب ان يتعدى دوركم مجرد إظهار الحقائق إلى كيفية توظيف هذه الحقائق و التنسيق فيما بينكم لتحليل هذه الحقائق و دراسة استخدامها لنسف هذا النظام و ليس لمجرد نشرها و انتظار ردة فعل كلاب اعلام السيسي و تفنيد كلامهم ...... فمن المفترض أن دوركم كاعلاميين معارضين لظلم العسكر ان يتعدى دوركم الإعلاميين في الأوضاع العادية.... صحيح انه لا توجد قيادة لاشكال ثورة و لكن يجب أن تكون لكم قيادة تجهز و تشعل نيران الثورة .......
كفاكم استخفافاً بنا، بطرح موضوع مسرحية انتخابات السيسي وأحد المواطنين
الجمعة، 15-09-2023 04:40 م
*** المقدام : - لا نصادر حق أي مواطن في اهتماماته أو اختياراته أو آرائه أو آماله، ولكن هل السادة المهتمين بمسرحية انتخابات السيسي الهزلية، جادون حقاً في اقتناعهم، بأنها باب ممكن للتغيير وإلإصلاح السياسي تحت بيادات الانقلابيين!!.. أم أنهم يهزلون في موطن الجد؟ أم أنهم يهزأون ويستخفون بجماهير الشعب المصري؟ وهل أحد المواطنين المدعو "احمد طنطاوي" الغير قادر على حضور مباراة في كرة القدم، هو مرشح جاد واعد لمنصب رئيس "جمهورية السيسي الجديدة"؟ أم هو "كومبارس" يلعب دوره كسنيد للبطل السيسي بإتقان من أجل إنجاح مسرحية انتخابات السيسي البطل الأوحد الخالد "المهدي المنتظر" القادم لإنقاذ شعب مصر من العوز والفاقة؟ وهل أحد المواطنين المدعو "احمد طنطاوي" هو الذي قام بكتابة دوره الذي يؤديه في مسرحية الانتخابات، التي قام السيسي بتأليفها وكتابة حوارها وإخراجها وإسناد أدوارها إلى الكومبارس السنيدة له بنفسه؟ أم أن أحد المواطنين مع باقي زملائه الكومبارس يقرأون نص مكرر ممل معد سلفاً ومكتوباً خصيصاً لهم، ومملى عليهم من "الكوشة"؟ لكي ينفرد بطلها الأوحد السيسي المبعوث من العناية الإلهية إلى المصريين في نهاية عرضها بتصفيق الحضور من المشاهدين، إعجاباً ببطل المسرحية النحرير الهمام القابع على كرسي حكم مصر من عشر سنوات، ولكي يقتنع المشاهدين الجالسين كالطراطير على الكراسي والدكك في الترسو، بالانتظار عشر سنوات أخرى ليتمكن الجنرال المنقلب السيسي المسخ دجال العصر من إكمال دوره المقدس الذي جاء خصيصاً للقيام به، بدعم وتأييد من جهابذة "جبهة الإنقاذ" من العلمانيين الساعين إلى تهميش الدين من حياة المصريين، واستئصال التيار الإسلامي المصري الأصيل عن بكرة أبيه، المعبر عن حقيقة هوية غالبية المصريين؟ واستبداله بوطنية متطرفة وقومية عنصرية بغيضة وعلمانية ملحدة ورأسمالية متوحشة وماركسية شيوعية شمولية، تستهين بحقوق الإنسان وكرامة المواطن الفرد؟ إن غداً لناظره قريب، وسيفضح العملاء الفشلة الفسدة الخونة، والله أعلم بعباده.