أعلنت السلطات الأوكرانية عن إسقاطها، الخميس، 34 طائرة مسيرة من طراز "شاهد" أطلقتها
روسيا خلال الليل على مناطق في إقليم أوديسا جنوب البلاد.
وقال الجيش الأوكراني في بيان عبر تطبيق "تليغرام" إن "وحدات من الطائرات المقاتلة والصواريخ المضادة للطائرات ومجموعات قتالية متنقلة شاركت في صد الهجوم".
وأضاف: "تم اعتراض طائرات من دون طيار فوق مناطق ساحلية على البحر الأسود وكذلك في مناطق داخلية، حيث أُسقط منها 34 مسيرة من إجمالي 44".
بدوره، كشف حاكم منطقة أوديسا، أوليه كيبر، أن الهجوم الروسي استهدف بشكل رئيسي المنطقة، مشيرا إلى أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا أو وقوع خسائر مادية.
وتابع: "لم ينشب سوى عدد قليل من الحرائق في عشب جاف فحسب جراء تناثر حطام طائرة مسيرة من طراز شاهد".
يأتي الإعلان الأوكراني بعد أيام من إعلان مماثل ذكرت خلاله كييف أن 34 ضابطا روسيا بينهم قائد أسطول البحر الأسود، لقوا حتفهم جراء ضربة صاروخية نفذتها على مقر قيادة الأسطول في مدينة سيفاستوبول الساحلية بشبه جزيرة القرم.
والأربعاء، علقت السلطات الروسية حركة المرور على جسر القرم الاستراتيجي قبل أن تعلن استئنافها لاحقا، على خلفية تعرض شبه الجزيرة إلى هجمات واسعة من قبل الجانب الأوكراني في الآونة الأخيرة.
وتعتبر شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، لاعبا أساسيا في الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، من ناحية تأمين الإمدادات جنوب البلاد، وفي تنفيذ ضربات صاروخية.
دبابات "أبرامز" الأمريكية في أوكرانيا
وبعد أيام من إعلان وصول أول دفعة من دبابات "أبرامز" الأمريكية إلى أوكرانيا، كشفت السلطات العسكرية في كييف عن وجود عائق قد يحول دون استخدام هذا النوع من الدبابات المتطورة.
وقال المتحدث باسم مجموعة القوات الشرقية للجيش الأوكراني، إيليا إيفلاش، إن تدهور الأحوال الجوية قد يؤثر على استخدام دبابات "أبرامز" التي نقلتها واشنطن إلى كييف.
وأضاف أن الظروف الجوية الصعبة والأمطار ستؤثر على مسار الأعمال القتالية، وبالتالي على استخدام الدبابات الجديدة في ساحة المعركة"، مشيرا إلى أن قوات بلاده ستخطط للعملية وفقا "للظروف الحالية".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن الاثنين الماضي عن وصول أول دفعة من الدبابات الأمريكية إلى كييف، دون أن يتطرق إلى عددها أو موعد وصول الدفعات الأخرى.
اظهار أخبار متعلقة
وقبل ذلك كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع اشترطا عدم ذكر اسمهما، أن "أول دفعة من دبابات أبرامز أمريكية الصنع تم تسليمها إلى أوكرانيا بعد شحنها السبت الماضي".
وأوضحا أن "المزيد من دبابات أبرامز التي وعدت إدارة بايدن بإرسالها ستصل إلى كييف في الأشهر المقبلة"، وفق الصحيفة.
وكان بايدن تعهد بإرسال 31 دبابة من نوع أبرامز إلى أوكرانيا لتعزيز قدراتها العسكرية، ما شكل تحولا في الموقف الأمريكي، إذ كان مسؤولون عسكريون أمريكيون قد أشاروا مرارا إلى أنها سلاح معقد لا يناسب القوات الأوكرانية.
ورغم تطور هذا النوع من الدبابات، فقد اعتبر رئيس مديرية المخابرات العامة بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف، أن "أبرامز" الأمريكية التي انتظرتها كييف بلهفة لن تتمكن من الصمود طويلا في جبهات القتال.
وعلل المسؤول الأوكراني تنبؤه بأن "هذا النوع من الدبابات يجب أن يستخدم في عمليات متخصصة للغاية ومعدة جيدا، لأنه إذا تم استخدامها على الخطوط الأمامية وضمن المعارك التقليدية المعتادة، فلن تصمد لفترة طويلة في ساحة المعركة".
استياء أوكراني
ينشط مدربون عسكريون من حلف شمال الأطلسي الناتو في دول أوروبية عديدة لتدريب القوات الأوكرانية على التعامل مع الآليات المتطورة التي تحصل عليها أوكرانيا لتوظيفها بشكل فال في الجبهات، في وقت تتواصل فيه الإمدادات العسكرية الغربية إلى كييف.
في هذا الإطار، كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن استياء أوكراني واسع جراء ضعف التدريبات التي يقدمها مدربو الناتو، مشيرة إلى أن العسكريين في القوات الأوكرانية يشعرون بخيبة أمل إزاء ذلك.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت الصحيفة إنه كان على مدربي "الناتو" في بعض الأحيان العثور على المعلومات الضرورية بأنفسهم في مقاطع فيديو عبر موقع "يوتيوب"، مضيفة أن الجيش الأوكراني مستاء أيضا لأن برنامج الاستطلاع الجوي باستخدام الطائرات المسيرة ليس مدرجا في برنامج تدريب "الناتو".
ومن جهتها، أوردت صحيفة "تليغراف" البريطانية في وقت سابق، أن المزاج العام في أوكرانيا يزداد سوءا بسبب الخسائر الكبيرة في "الهجوم المضاد" واحتمالات حرب طويلة الأمد.
يذكر أن روسيا أطلقت حربها المستمرة ضد جارتها الأوكرانية في شهر شباط/ فبراير 2022، فيما بدأت الأخيرة هجومها المضاد في حزيران/ يونيو الماضي بهدف استعادة المناطق التي فقدتها لصالح القوات الروسية.