كشف تحليل لمجريات مجزرة مستشفى المعمداني في قطاع
غزة، فبركة
الاحتلال الإسرائيلي الأحداث لإلصاق التهمة بصواريخ المقاومة، وذلك خلافا لما أظهرته مقاطع البث الحي وكاميرات المراقبة والصور التي وثقت الواقعة.
وأظهرت المقاطع المصورة التي وثقت الحادثة بالكامل وقوع
حادثين في ذات اللحظة وهو ما استغلته الصفحات الإسرائيلية لخلط الأوراق والتنصل من
الجريمة.
وبحسب منصة "إيكاد" فإن الحدث الأول هو انطلاق صاروخ من أراضي الاحتلال محاولا اعتراض رشقة صواريخ انطلقت من قطاع غزة، والثاني وهو
الأهم كان الصاروخ الذي قصف واستهدف المستشفى.
ومن خلال تحليل الحدث الأول وتتبع مسار الرشقة الصاروخية يمكن ملاحظة
أن الرشقة جاءت من داخل قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف، وأنه لم يسقط منها ولا
صاروخ على المستشفى كما زعمت المصادر الإسرائيلية.
وقابل الرشقة الصاروخية للمقاومة صاروخ الاعتراض الواضح في مقطع
الفيديو ومن خلال تحليل مساره، يمكن معرفة أن هذا الصاروخ قد انطلق من مستوطنات
الغلاف، باتجاه قطاع غزة، وتحديدًا باتجاه الرشقة.
تحليل مسار الصاروخ الإسرائيلي الجغرافي بين أنه قادم من مستوطنات
الغلاف، حيث إنه وبتحليل المسافة بين مستشفى المعمداني وغلاف غزة، تبين أنها نحو
3.5 كلم، وهي مسافة منطقية بشكل كبير للمسافة الظاهرة بين المستشفى ومصدر إطلاق
الصاروخ في مقطع الفيديو.
وبتتبع الصاروخ يلاحظ أنه تمكن من التصدي لصاروخ تابع للمقاومة بالفعل
في نقطة خلف مستشفى المعمداني، وقد ظهر حينها شظايا متفجرة، وهي ما يثبت الاعتراض
الصاروخي.
وأكدت منصة "إيكاد" أن سقوط شظايا صاروخ الاعتراض ظهر
واضحًا في المقطع المصور، لكنه لم يسقط على المستشفى، ولا يمكن أصلًا بأي شكل أن
تُحدث الشظايا انفجارًا مهولًا كما حدث في قصف المستشفى.
اعتمدت المصادر الإسرائيلية على هذا المقطع مدعية أنه لسقوط أحد
صواريخ المقاومة، غير مدركة أن المقاطع المصورة تظهر أنه انطلق من مستوطنات الغلاف
باتجاه غزة، ما يعني أنه لا علاقة للمقاومة به.
ما يعزز هذه الرواية بتبرئة صواريخ المقاومة من استهداف المستشفى هو
مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة في مستوطنة Netiv HaAsara شمال القطاع، يكشف حزمة صواريخ المقاومة التي خرجت قبل استهداف المعمداني.
الفيديو لم يُظهر فشل أي من صواريخ المقاومة والتفافها نحو المستشفى،
بل خرجت جميعها خروجًا ناجحًا للأعلى.
ولا يوحي شكل الانفجار في مستشفى المعمداني أبدًا أنه نتج عن اعتراض رشقات صواريخ
المقاومة، إذ من خلال تحليل مقطع فيديو آخر صور لحظة القصف من مسافة قريبة، وتحليل
الصوت الناتج عن ذلك القصف يمكن ملاحظة صوت سقوط قذيفة قبل الانفجار، ومن ثم ظهور
صوت صفير قبل الانفجار.
وبمقارنة صوت الصاروخ في مقطع قصف المعمداني مع أصوات صواريخ المقاومة
نجدها مختلفة تمامًا.
وبالبحث المعمق يظهر أن الأصوات في مقطع قصف مستشفى المعمداني متشابهة
تمامًا مع صوت قنابل MK-84 المعروفة والمزودة بحزمة (JDAM) للتوجيه، وهي ذات القنابل التي تستخدمها تل أبيب في قصف قطاع غزة.
ومن خلال مقارنة مقطع يوثق استخدام هذه القنابل في أفغانستان مع مقطع استهداف
المعمداني، يمكنك ملاحظة الطنين العالي ومن ثم الصفير الناتج عن اقتراب الصاروخ
السريع قبل انفجاره.
إضافة إلى أن شكل السحابة الدخانية التي سببها اصطدام الصاروخ
بالمستشفى في غزة تتشابه مع الشكل الظاهر في مقطع إلقاء القنابل المزودة بحزمة JDAM في
أفغانستان.
وبمراجعة مشاهد أخرى للانفجار، يمكن ملاحظة أنه كان كرويًا وأن الوهج كان متناسقًا من الأسفل للأعلى ومتساويًا بشكل عرضي، ما يؤكد أنه نتج عن سقوط عامودي من السماء لصاروخ لديه قوة تدميرية كبيرة.
ولا تملك المقاومة الفلسطينية قنابل الـ MK-84 المزودة بذخائر JDAM، وقد ظهرت في مقاطع الجيش الإسرائيلي الرسمية يوم 12 أكتوبر في
أحد المقاطع الدعائية للحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وهي ذخائر
أمريكية يمكن إطلاقها من مقاتلات F-15 وF-16 التي تستخدمها إسرائيل في دك غزة يوميًا.
ما عزز نتائج التحقيق، كان مقطعًا شاركته الحسابات الإسرائيلية
لكاميرا مراقبة أكدت أنه لإطلاق رشقات من غزة تبعه انفجار، بتمام الساعة 19:59 -
أي بعد ساعة من تدمير مستشفى المعمداني.
لاحظنا من خلال تحليل المقطع، ظهور قنابل مضيئة سبقت قصفًا بالقطاع
ظهر مشابهًا بالشكل وحجم الدمار الذي رصدناه في مقاطع قصف مستشفى المعمداني الذي
حدث بتوقيت 18:59، وهو ما يؤكد على متابعة المقاتلات التابعة لجيش الاحتلال
باستخدام ذات الذخائر فوق غزة بعد تدمير المستشفى بساعة كاملة.
وتطلق المقاتلات عادة القنابل المضيئة أثناء أو قبل القصف كإجراء مضاد
ضد الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، سواء أرض-جو أو جو-جو، والتي قد تستهدفها
أثناء أو قبل الغارة الجوية.