أمر الرئيس
الجزائري عبد المجيد تبون، وزارة
الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، وجميع السفارات والبعثات والقنصليات
العامة الجزائرية بالخارج، بإلغاء كل التحضيرات المتعلقة بالإحتفالات المخلّدة
لذكرى أول نوفمبــر المجيدة لهذه السنة وكل مظاهر الاحتفال المرتبطة بهذه الذكرى.
وجاء في بيان للخارجية الجزائرية اليوم، أنّ
إلغاء كل مظاهر الاحتفال أتى بقرار من رئيس الجمهورية، تعبيراً عن
تضامن الشعب
الجزائري والدولة الجزائرية مع أهلنا وأشقائنا الفلسطنيين في قطاع عزة المحاصرين
الذين يواجهون عدواناً غاصباً ووابلاً من الجرائم والمجازر المرتكبة بحقّهم من قبل
الاحتلال الصهيوني.
وبالتوازي مع ذلك تظاهر الجزائريون عبر كافة
ربوع الوطن لتوحيد الموقف الرسمي والشعبي تجاه القضية
الفلسطينية، وتعبيرا عن
استنكار مختلف مكونات الشعب الجزائري للإبادة والهمجية الصهيونية التي تطال أبناء
قطاع غزة لليوم الثالث عشر على التوالي.
ومنحت السلطات الضوء الأخضر للهبة الشعبية
التي ستجوب شوارع المدن الكبرى والدوائر والبلديات، تعييرا عن الرفض الشعبي العارم
للعدوان
الحربي الذي يطال الفلسطينيين بتواطؤ دولي مفضوح، وتنسجم هذه الهبة مع
مختلف المواقف الرسمية التي أعلنتها الجزائر نصرة للقضية الفلسطينية بكل الوسائل
وعبر مختلف المنابر الإقليمية والدولية.
وتلبي مسيرات اليوم نداءات أطلقتها أحزاب
سياسية ومنظمات مدنية، وتتجاوب أيضا مع دعوات رسمية صدرت أمس تدعو إلى مشاركة أكبر
في هذه الهبة، حيث صدرت دعوات من رئيس مجلس الأمة صالح ڤوجيل ومن وزير الاتصال محمد
لعقاب إلى الخروج للشارع نصرة لأبناء غزة المحاصرين، والمنكل بهم من قادة الاحتلال
الصهيوني.
وكشفت صحيفة "الخبر" الجزائرية
اليوم النقاب عن لقاء تشاوري جرى أمس الأربعاء جمع قادة عدة أحزاب سياسية، أفضى
إلى توجيه دعوات إلى الجماهير للخروج في مسيرات منددة بالعدوان الوحشي الذي يطال
قطاع غزة المحاصر لليوم الحادي عشر على التوالي، ولدعم القضية الفلسطينية، وإعلان
الرفض الشعبي والرسمي لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وجرت طيلة اليومين الماضيين تحضيرات
ومشاورات مكثفة لضمان مشاركة أكبر وأوسع لمنظمات المجتمع المدني والتنظيمات
الطلابية في المظاهرات الشعبية المناصرة للقضية الفلسطينية، تجاوبا مع معركة
التحرير للمقاومة الفلسطينية "طوفان الأقصى"، وبغرض مناقشة الأدوار
والواجبات التي تضطلع بها الطبقة السياسية في الجزائر لمناصرة ودعم الشعب الفلسطيني
في ثورته الباسلة التي غيرت قواعد الصراع وعدلت ميزان القوى لصالح الحرية
والاستقلال.
المسيرات التي انطلقت من ساحة أول ماي
بالجزائر العاصمة ومن كبرى المدن الغربية والشرقية والجنوب الكبير، في حدود الساعة
الحادية عشر صباحا، تتناغم مع "نداء من أجل نصرة فلسطين" الذي وقّعت
عليه تشكيلات سياسية ممثلة في: جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي،
حركة مجتمع السلم، جبهة المستقبل، حركة البناء الوطني، جبهة القوى الاشتراكية، صوت
الشعب، الجبهة الوطنية الجزائرية، وأيضا تنظيمات مدنية كبرى والأسرة الثورية، وفي
مقدمتها: المنظمة الوطنية للمجاهدين، المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، المجلس
الأعلى للشباب، المرصد الوطني للمجتمع المدني، الكشافة الإسلامية الجزائرية،
الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات.
وتضمّن النداء من أجل نصرة فلسطين تشديداً على
أنّ الدعوة للتظاهر تأتي دعماً ومناصرةً للشعب الفلسطيني في مقاومته، ودفاعاً عن
المقدسات، ورفضاً لحرب الإبادة الجماعية والتهجير والمجازر العشوائية التي يرتكبها
الكيان الصهيوني الغاشم، وتعزيزاً للمواقف الثابتة للجزائر دولةً وشعباً حول
القضية الفلسطينية، ورفضاً لمشاريع تصفيتها.
وكانت قوات الأمن الجزائرية قد منعت حركة
مجتمع السلم الجزائرية "حمس"، من التظاهر، واعتقلت رئيسها السابق عبد
الرزاق مقّري، الذي كان قد قاد مظاهرة في ساحة الشهداء منعتها السلطات الأمنية.
وقد نشر أمس مقّري على صفحته توضيحا مفصلا
عن الموقف المطلوب من الجزائريين إزاء فلسطين في ظل هذه الحرب الظالمة التي يخوضها
الاحتلال ضدهم، ودعا السياسيين الجزائريين إلى فتح المجال للشعب الجزائري ليتظاهر
مثله مثل غيره من الشعوب العربية نصرة لفلسطين.
وأشار إلى أن السياسيين اختاروا الخميس موعدا للتظاهر بدل الجمعة، ورأى أن ذلك قرار سياسي يجب معه تحمل المسؤولية في تعبئة الشارع الجزائري للتضامن مع غزة.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر تشن إسرائيل غارات مكثفة على غزة مخلفة آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة.