أعادت
الحرب التي تشنها "إسرائيل" على قطاع
غزة منذ أكثر من أسبوعين الجدل في
بريطانيا حول سبل التعاطي مع تداعيات الحروب لا
سيما في بعدها الإنساني، وما إذا كان على المملكة المتحدة الاضطلاع بدور إنساني في
استضافة اللاجئين.
وقد أثارت عدد من المؤسسات البريطانية
العاملة في الشأن الخيري مثل مجلس اللاجئين، ومنظمة الممر الآمن الدولية، وأطباء
العالم، ومؤسسة هيلين بامبر، ومدينة سانكتشواري، مخاوف بشأن الصراع في الأراضي
الفلسطينية والذي قالت إن من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين.
وحثت هذه المنظمات حكومة المملكة المتحدة
على تقديم خطة طارئة للتعاطي مع ملف اللاجئين الفلسطينيين من مدخل لم شمل الأسر
على غرار المبادرة المخصصة للأوكرانيين وتنفيذ عملية إجلاء طبي للأشخاص الذين
يحتاجون إلى رعاية متخصصة.
وتشمل الإجراءات الأخرى المطلوبة، وفق تقرير
لصحيفة "الغارديان" البريطانية إعطاء الأولوية لحالات الفلسطينيين
والإسرائيليين الموجودين بالفعل في نظام اللجوء في المملكة المتحدة، إلى جانب
تسهيل السفر لمواطني المملكة المتحدة وأولئك الذين لديهم الحق في دخول المملكة
المتحدة.
ونقلت "الغارديان" عن أنور
سولومون، الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين، قوله: "إن المملكة المتحدة يجب أن
تكون مستعدة للعب دور في أزمة اللاجئين".
وأضاف: "مع تفاقم الصراع، فإن عدد
الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين النازحين وأولئك الذين يواجهون خطرا جسيما
سوف يتزايد.. الأشخاص الذين لا يتمتعون بالأمن والأمان في منازلهم يحتاجون إلى
الوصول إلى الأمان، ويجب على المملكة المتحدة أن تكون مستعدة للعب دور من خلال تنفيذ
حزمة من تدابير الطوارئ في وقت قصير".
ووفق "الغارديان" فإنه "سيتم السعي
لعقد اجتماعات مع حكومة المملكة المتحدة حول المقترحات، التي قالت بأنه قد تم
تحديدها في ورقة موجزة من قبل مجلس اللاجئين وبدعم من المنظمات الأخرى. وهي تعتمد
على النهج الذي اتخذته الحكومة البريطانية ردا على الصراع في أفغانستان والغزو
الروسي لأوكرانيا، والذي أدى إلى لجوء الآلاف إلى بريطانيا في إطار خطط إعادة
التوطين".
وأشارت الصحيفة، إلى أن أصحاب الخطة يرددون
دعوة أطلقها الأسبوع الماضي زميل حزب العمال المخضرم، ألف دوبس، من أجل خطة دائمة
يمكن للمملكة المتحدة أن تلجأ إليها عند ظهور حالات الطوارئ.
وأكد سولومون، أن "الاستجابات للصراعات
الكبرى الأخيرة أدت إلى وجود خطط مختلفة لجنسيات مختلفة، ولكل منها معايير أهلية
منفصلة ومعقدة في كثير من الأحيان وأنظمة تمويل غير واضحة. وبدلاً من هذا النهج
المخصص وغير المتسق، فإنه ينبغي تفعيل مجموعة قياسية من التدابير لتوفير ممر آمن لأولئك
الذين يحتاجون إليها عندما تستدعي الأزمة مثل هذه الاستجابة".
ولفت الانتباه إلى أن المقترحات تؤكد على أن
حزمة تدابير الطوارئ يجب أن تعمل أيضًا جنبًا إلى جنب مع نظام اللجوء الذي يعالج
طلبات الأشخاص بطريقة عادلة وفعالة، وطرق آمنة إلى المملكة المتحدة.
ويضيف: "يجب أن تتضمن هذه الطرق الآمنة
التزامًا جريئًا وطموحًا بإعادة التوطين لعدة سنوات، ومسارات أوسع للم شمل الأسرة،
وتجريب تأشيرة اللاجئين التي تسمح للأشخاص بالسفر بأمان من أجل التقدم بطلب اللجوء
في المملكة المتحدة".
وقد صدرت دعوات في البرلمان من أجل خطة
لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في المملكة المتحدة من قبل زعيم وستمنستر للحزب
الوطني الأسكتلندي، ستيفن فلين، الذي وجه نداء مباشرا إلى ريشي سوناك خلال أسئلة
رئيس الوزراء.
ولم يتطرق سوناك إلى الدعوات المطالبة بخطة
إعادة التوطين، لكنه قال إن المملكة المتحدة "واحدة من أهم المساهمين في جهود
الأمم المتحدة لدعم اللاجئين الفلسطينيين".
وتجاهل روبرت جينريك، وزير الهجرة، الدعوات
لوضع خطة محددة للفلسطينيين عندما سئل عن الفكرة في برنامج "صنداي
مورنينغ" على قناة سكاي نيوز، قائلاً إن الأولوية هي إخراج المواطنين
البريطانيين من غزة.
وقال: "لدينا بالفعل مخطط عالمي، تديره
الأمم المتحدة نيابة عنا ويختارون الأفراد". "إن فكرة الحد الأقصى هي
أننا نتشاور مع السلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد، ونفهم بشكل أفضل ما هي
القدرات الموجودة، وإذا كانت هناك قدرة إضافية، فسنفكر في زيادة مخطط كهذا حتى
يتمكن المزيد من الأشخاص من القدوم".
وعندما سئل عن ما إذا كان هناك مخطط
محدد للفلسطينيين، قال: "في الوقت الحالي، الأولوية هي ببساطة إخراج
المواطنين البريطانيين من غزة وضمان وجود قدر كبير من الإغاثة الإنسانية هناك. هذه
هي الخطوة الأولى".
وأضاف: "لا يزال أمامنا طريق طويل قبل
أن نصل إلى النقطة التي قد نتمكن فيها من رؤية المزيد من الأشخاص يغادرون غزة. في
الوقت الحالي، مصر، على سبيل المثال، ليست مستعدة لاستقبال اللاجئين، ونحن نتفهم
الأسباب وراء ذلك".
ويقدر عدد النازحين داخليا في جميع أنحاء
قطاع غزة بحوالي مليون شخص، وفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين في الشرق الأدنى، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تعمل مع اللاجئين
الفلسطينيين.
ولليوم السابع عشر يواصل الجيش الإسرائيلي
استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 4651 فلسطينيا، بينهم
1873 طفلا و1023 سيدة، وأصابت 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما أنه يوجد عدد
غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من
1400 إسرائيلي وأصابت 5431، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أنها أسرت ما يزيد على الـ200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف
أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون "إسرائيل".