نظم المركز الدولي للعدالة من أجل
الفلسطينيين (ICJP)
مساء الإثنين حلقة نقاش حول الحرب على
غزة، لمناقشة "الخطوة التالية بالنسبة
لفلسطين".
وفي قلب مدينة وستمنستر، على بعد خطوات
من مقري البرلمان والحكومة البريطانيين وبدل أن يناقش المشاركون في الندوة فلسطين
بعد مرور 30 عامًا على توقيع اتفاقيات أوسلو في عام 1993، كما كان مقررا لهذه
الندوة في الأصل، تم تغيير الموضوع ليعكس التصعيد الأخير. حيث أن تقييم إخفاقات
عملية السلام أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، وفق المنظمين.
اظهار أخبار متعلقة
انطلق المؤتمر بكلمتين تقديميتين من
أعضاء في المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين، قدمت الأولى دانية أبو الحاج رحبت
فيها بالمشاركين في الندوة وأوضحت فيها أن التطورات الجارية على الأراضي
الفلسطينية أجبرتهم على تغيير موضوع النقاش الذي كان في الأصل عن حصاد عملية السلام
بعد 30 عاما على توقيع اتفاقية أوسلو.. ليناقش اتجاهات الوضع الفلسطيني في ظل
الحرب الدائرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة.
أما كلمة المدير التنفيذي في المركز طيب
علي فقدم تعريفا موجزا عن المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين، وعن علاقته بالملف الفلسطيني، وأكد أن دفاعهم
عن فلسطين هو في الأصل دفاع عن العدالة.
أما الكلمة الرئيسية فألقاها
البروفيسور آفي شلايم، الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية في جامعة أكسفورد، أوضح
فيها دقة المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بسبب تصاعد الصراع بين الإسرائيليين
والفلسطينيين، وقدم فيها قراءة مفصلة لتاريخ
الاحتلال الإسرائيلي لغزة ولفلسطين
عامة، وصولا إلى الحرب الأخيرة مرورا بانسحاب إسرائيل من غزة ثم الانتخابات
الفلسطينية والانقسام الداخلي الذي قسم الفلسطينيين إلى جزأين ثم تم حصار قطاع غزة
لسنوات طويلة جرت خلالها جولات من الحروب بين حماس وإسرائيل وتوسطت فيها مصر
للتوصل إلى التهدئة، وكانت إسرائيل تتذرع دوما بالدفاع عن النفس وهو مبرر غير صحيح،
بحسب شلايم.
وذكر شلايم تقرير غولدستون الذي تحدث
عن ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب ضد الفلسطينيين.
وأكد أن إسرائيل تتعامل مع مختلف القضايا
السياسية بطريقة عسكرية، وبالعمل على فرض الأمر الواقع بالقوة، لا سيما في ظل
الحكومة اليمينية المتطرفة التي يقودها نتنياهو.
كما تحدث عن سياسة التمييز التي
تنتهجها إسرائيل في السماح للمسلمين بالدخول إلى المسجد الأقصى.
ولفت شلايم الانتباه إلى أن الجديد في
الحرب الأخيرة التي تشنها إسرائيل ضد غزة هو نيتها استئصال حركة المقاومة
الإسلامية "حماس".
ولفت إلى أن إسرائيل تريد أن تحقق
سلاما مع العرب من دون أن تعطي للفلسطينيين شيئا وقد استطاعت فعل ذلك مع الإمارات
والبحرين والمغرب والسودان.
أما الآن بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر
فإن الأمر تغير، وعندما تنتهي الحرب سيعود الإسرائيليون لمحاسبة نتنياهو وعزله، على
الرغم من كل القوة التي يبديها الآن، بحسب تعبيره.
اظهار أخبار متعلقة
وانتقد شلايم الموقفين الأمريكي
والبريطاني وقال بأنهما لم يدعماها سياسيا فقط وإنما أيضا أمداها بالسلاح الذي
تمارس به جرائم ضد الإنسانية.
بعد ذلك انطلقت حلقة نقاشية أدارها المركز
الدولي للعدالة من أجل فلسطين وشارك فيها كل من دانييل ليفي، وهو أحد المشاركين
بشكل مباشر في فريق التفاوض الإسرائيلي لاتفاقات أوسلو، ووضاح خنفر، رئيس منتدى
الشرق والمدير العام السابق لقناة الجزيرة، وياسمين أحمد، مديرة منظمة هيومن رايتس
ووتش في المملكة المتحدة.
وشهدت الندوة، مشاركة وجوه إعلامية
وأكاديمية، وفرت بما لها من الخبرة نظرة أكثر شمولية للحرب في غزة وقدمت مجموعة من
وجهات النظر سلطت الضوء على أسباب تعثر عملية السلام وانهيارها.
ومنذ 24 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي
غارات مكثفة على الأحياء السكنية بغزة، قتل فيها أكثر من 8306 بينهم 3457 طفلا،
وتسبب بإصابة 21048 شخصا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.