في ظل عدوان وحشي متواصل على قطاع
غزة لليوم الـ27 على التوالي، تحل ذكرى "
وعد بلفور" الذي أسس لقيام دولة
الاحتلال الإسرائيلي على أراضي
فلسطين التاريخية في النصف الأول من القرن الماضي.
وفيما يشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة، يحيي الفلسطينيون الذكرى السنوية الـ106 لصدور "وعد بلفور المشؤوم"، مشيرين إلى "استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بدعم غربي منذ ذلك الحين".
"الوعد المشؤوم"
في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917، بعث وزير خارجية
بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور رسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، وعده فيها بإقامة وطن لليهود في فلسطين، وكانت عاملا رئيسيا في إقامة "دولة إسرائيل" على أرض فلسطين المحتلة عام 1948.
وجاء في نص الرسالة: "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".
وزعم بلفور في رسالته أن "بريطانيا ستحافظ على حقوق القوميات الأخرى المقيمة في فلسطين"، وهو ما لم تلتزم به.
اظهار أخبار متعلقة
يشار إلى أن الوعد البريطاني تزامن مع احتلال بريطانيا لكامل أراضي فلسطين التاريخية خلال الحرب العالمية الأولى ما بين عامي 1914 و1918.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف، في بيان أشار فيه إلى تزامن العدوان الجاري مع ذكرى وعد بلفور، إن "الغرب الداعم لإسرائيل يتحمل مسؤولية الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة منذ 27 يوما".
وأضاف أن "ذكرى وعد بلفور المشؤوم تتزامن مع وقائع محرقة الاحتلال النازي ضد شعبنا في يومها السابع والعشرين، لتؤكد أن المشهد ما زال على حاله منذ أن بدأت المؤامرة الدولية بتغييب حقوق شعبنا وإنكار وجوده على أرضه".
وشدد على أن "القوى التي خططت وسهلت وساندت الاحتلال في مراحل النكبة الأولى، بقيت على موقفها المتجرد من الإنسانية والمخالف للأخلاق وقواعد القانون الدولي، وحافظت على حماية ظهر هذا المحتل النازي رغم كل الجرائم التي يرتكبها".
الجريمة مستمرة
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصف أبو يوسف، إن "وعد بلفور أسس لاقتلاع الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر بكل أنواعها لفرض وقائع على الأرض، الأمر الذي أسفر عن تشريد وقتل نصف الشعب الفلسطيني".
وأشار خلال حديثه إلى وكالة الأناضول، إلى أن "الوعد الذي أعطته بريطانيا للحركة الصهيونية متوافق عليه من قبل الدول الاستعمارية التي أرادت تأمين مصالحها".
اظهار أخبار متعلقة
وشدد على أن دولة الاحتلال "لا تزال ترتكب الجرائم بدعم تلك الدول الاستعمارية.. الجريمة لا تزال مستمرة مع توفير الدعم والغطاء للقتل الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني"، بحسب الأناضول.
غطاء استعماري
من جانبه، وصف مدير مركز يبوس للدراسات، سليمان بشارات، ذكرى بلفور بأنها "الأكثر إيلاما في حياة الشعب الفلسطيني التي يعيشها في تفاصيل حياته اليومية، وانعكاساته تمر في كافة تفاصيل الحياة الفلسطينية".
وأكد أن "كافة الممارسات التي ينتهجها الاحتلال على الأرض هي نتاج الوعد، سواء من قتل أو تدمير أو مصادرة الأراضي"، مشيرا إلى أن "الوعد يتجلى اليوم بالحجم الكبير من القتل والتدمير في قطاع غزة وباقي أماكن تواجد الشعب الفلسطيني"، بحسب وكالة الأناضول.
ولليوم السابع والعشرين على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.
وأسفر القصف الإسرائيلي العنيف عن ارتقاء نحو 9 آلاف شهيد جلهم من الأطفال والنساء، وإصابة نحو 21 ألفا آخرين بجروح مختلفة، وفق أرقام وزارة الصحة في قطاع غزة.