تزداد المخاوف الفلسطينية على مصير
الأسرى الفلسطينيين الذين زاد عددهم بعد عملية "طوفان الأقصى"، حيث وسع الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على كل ما هو فلسطيني في الأراضي المحتلة كافة وداخل السجون.
وعقب بدء كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى صباح السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023؛ ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، قامت سلطات الاحتلال بشن حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وصدر بحق الكثير منهم أوامر اعتقال إداري؛ نظرا لعدم وجود تهم ضدهم.
إظهار أخبار متعلقة
جنون إسرائيلي
وعن زيادة حملات الاعتقال وأوضاع الأسرى داخل
سجون الاحتلال، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، أن "هناك عملية انتقام تقوم بها إسرائيل ضد الأسرى داخل السجون، وهي لا تتراجع عن ذلك".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "توقعنا أن تتصرف إسرائيل بهذا الشكل في الأيام الأولى للعدوان عقب الصدمة التي تلقتها (مع بداية عملية "طوفان الأقصى")، ولكن من الواضح أن ما تقوم به سياسية ممنهجة، وقد أطلقوا يد قواتهم لقمع الأسرى والاعتداء عليهم، حتى عندما لا يكون هناك أهداف يرغبون في تحقيقها".
وأوضح فارس، أن "ما تقوم به إسرائيل تجاه الأسرى داخل السجون، هو أحد تعبيرات الاضطراب والجنون، فدولة فقدت توازنها، وأصبحت تتصرف على غير هدى، حتى وهي تنتهك بشكل صارخ كل المواثيق والأعراف الدولية".
وقال: "إسرائيل في مسيرة انتقامها، نحن لا نستبعد قيامها بأي شيء تجاه الأسرى، خاصة في في حال كانت هناك أي تطورات في الحرب مع
غزة فيها نكسة جديدة لها، فهي تمارس الانتقام من أي أحد".
ونوه رئيس هيئة شؤون الأسرى، إلى أن "إسرائيل قرأت الدعم الدولي الذي حظيت به من قبل قوى الطغيان والاستعمار في العالم، باعتبار أنه ضوء أخضر لتنكل كيفما شاءت وتخترق القوانين كيفما تريد، وهذه أحد المآخذ على هذا المجتمع الدولي الكاذب الذي اتضح على حقيقته بعد هذه الحرب".
وأفاد أن "عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ارتفع بعد
العدوان على غزة، ليصل لأكثر من 7 آلاف أسير، هؤلاء لدينا قوائم بهم، وهناك أعداد كبيرة من المعتقلين لا نعلم أين هم ولا مصيرهم (من غزة)".
إظهار أخبار متعلقة
تنكيل مستمر
وبحسب المعلومات التي وصلت إلى "عربي21" من داخل السجون، فإن أوضاع الأسرى صعبة للغاية، حيث تقوم سلطات الاحتلال بحملة تنقلات مستمرة للأسرى بين مختلف السجون، إضافة إلى سحب الامتيازات كافة الخاصة بالأسرى.
وقامت قوات الاحتلال بسحب الأدوات الكهربائية كافة وأدوات صنع الطعام وسخان المياه والشاي والسكر تمت مصادرته، وتم قطع المياه الساخنة وقطع الكهرباء لساعات طويلة، حتى الأدوات الرياضية تم سحبها، كما يتم تزويد الأسرى بوجبات رديئة الجودة، وعمل جولة تفتيش وعد كل ساعتين.
وبالتزامن مع خوض المقاومة عملية "طوفان الأقصى" لوقف العدوان الإسرائيلي الشرس والمتواصل ضد 2.3 مليون فلسطيني في القطاع، تواصل طائرات الاحتلال ارتكاب المجازر البشعة يوميا بحق العائلات الفلسطينية، حيث عملت على إبادة وقتل الأطفال والنساء والرجال، ومسح مناطق عن الوجود بأكملها، وتغيير معالمها في مختلف محافظات القطاع الخمس.
إظهار أخبار متعلقة
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 9061 شهيدا في اليوم 28 للعدوان؛ بينهم 3760 طفلا و2326 سيدة، والجرحى لأكثر من 23 ألف إصابة بجروح مختلفة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، حيث ارتكب 965 مجزرة بحق العائلات.
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربعا، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع، عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني، والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع، بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.