هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ملفات وتقارير
سكان غزة الناجون من القصف.. مهددون بالموت من العطش
لندن- عربي21
08-Nov-23
09:46 AM
0
شارك
في ظل العدوان
الإسرائيلي الوحشي على القطاع المحاصر، يتعرض سكان غزة لأكبر مأساة إنسانية جراء حملة القصف
الممنهجة التي يشنها الاحتلال. وبينما يجتمع عليهم الفقر والجوع فإن أزمة مياه الشرب تضاف إلى
معاناتهم اليومية.
" يقول الأول: هل هذه مياه حلوة؟
يجيب الثاني: نعم.
الأول: اسقني الله يخليك، والله اشتقت لطعمها، سأموت من العطش ".
هذا الحوار دار بين شاب فلسطيني يقف على قارعة الطريق أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وآخر يحمل غالونا من الماء المحلى، وقد نقلته وكالة الأناضول.
لم يبخل حامل الماء على طالبه ومنحه زجاجة ماء، وبدا في عيني الأخير المنهكتين من الجوع والعطش أنه حصل على كنز لا يقدر بثمن.
وباتت أزمة المياه تتعمق بشكل متسارع منذ بداية حرب غير مسبوقة على غزة، قطعت خلالها "إسرائيل" كافة الإمدادات من كهرباء وماء وعلاج ووقود، وباتت الأوضاع الإنسانية فيها مأسوية.
تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان لها، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة "كارثي ويزداد سوءا كل لحظة"، وإن "المدنيين في القطاع يتحملون التكلفة الإنسانية الباهظة خاصة النساء والأطفال".
وفي وصفها لما يجري تضيف اللجنة: "ما نراه في غزة لم نشهده منذ تواجدنا الدائم منذ 1967، فالتدمير طال البنى التحتية للمياه والمياه العادمة، حيث خرج معظمها عن الخدمة ما ينبئ بكارثة بيئية".
وأشارت إلى أن "الحصول على نقطة ماء نظيفة للشرب، أو رغيف خبز في غزة، رحلة محفوفة بالمخاطر وتستمر لساعات".
وذكرت اللجنة أنها عملت على تقديم المساعدة في تركيب مضخات على خزانات المياه لتوزيع المياه على السكان ونشرت في حسابها على موقع إكس أنها تبذل قصارى جهدها لنجدة المتضررين.
وتضيف: "خلال الأيام الماضية، قمنا بالدعم في تركيب مضخات على خزانات المياه، لمساعدة البلدية في توزيع المياه، ودعمنا أيضا ماليا مباشرة مصلحة مياه بلديات الساحل، لإصلاح خط أنابيب المياه المتضرر".
ويتعمد الاحتلال فرض أزمة المياه على القطاع منذ بداية الحرب وتستخدمها كسلاح أقوى من النار ضد سكان القطاع.
وتشير عمليات القصف الممنهجة التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية ضد مركبات توزع مياه وخزانات فوق أسطح بنايات ومؤسسات صحية، كان آخرها مستشفى الرنتيسي للأطفال وسط مدينة غزة، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير البنية التحية للضغط على السكان من أجل النزوح وترك مدنهم.
متحدث وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، يقول في تصريح للأناضول، إن دولة الاحتلال "تعمّدت استهداف خزانات المياه والطاقة الشمسية في مستشفى الرنتيسي، وتتعرّض حياة نحو 7 آلاف مريض وطاقم طبي ونازحين داخل المستشفى للموت عطشا".
من جانبها، حذرت حركة حماس، من "شح المياه في قطاع غزة، وسياسة الاحتلال الذي يستخدم العقاب الجماعي وقطع إمدادات المياه للضغط على المدنيين لتهجيرهم من منازلهم وأماكن سكناهم".
وأضافت في بيان أن "الاحتلال قطع كل إمدادات المياه عن القطاع، وخصوصا عن مدينة غزة وشمالها، ما دفع المواطنين إلى شرب مياه غير صالحة بعد أن قام جيشه بقصف ما تبقى من خزانات مياه بصواريخ وطائرات أمريكية".
ودعت الحركة "الأمم المتحدة والأطراف الدولية ذات العلاقة إلى وقف هذه الجريمة ضد الإنسانية التي تُفضي إلى إبادة جماعية، والعمل بشكل فوري على إعادة إمدادات المياه".
كيف يتعايش الفلسطينيون مع هذه الأزمة؟
تدفع أزمة شح المياه الفلسطينيين إلى شرب مياه ملوثة يتم استخراجها من آبار قريبة من البحر ومصارف مياه الصرف الصحي.
ويقول نائب مدير الرعاية الصحية الفلسطينية رامي العبادلة، في تصريح للأناضول: "إن سكان القطاع يشربون مياها ملوثة، فالمياه مقطوعة بشكل تام والجيش الإسرائيلي قطع ثلاثة خطوط مياه عن قطاع غزة".
ويضيف: "يتم رصد حوالي 1000 حالة يوميا ما بين الإسهال والجدري والتهابات الجهاز التنفسي والتسمم بسبب المياه الملوثة، فيما تم تسجيل 1000 حالة خلال ستة أشهر سابقا"، وفق العبادلة.
ويتم استخراج هذه المياه من الآبار عبر مولدات كهرباء صغيرة تم تحويلها من العمل على البنزين إلى غاز الطهي، فلا توجد أي كميات وقود حاليا في القطاع، لكن الغاز موجود بكميات محدودة جدا ستنفد خلال أيام قليلة.
ولا تتوفر هذه المياه إلا في مناطق محدودة؛ لذلك يتوجه آلاف الفلسطينيين يوميا إلى محطات بعيدة عن مناطق سكنهم أو نزوحهم ويقفون في طوابير طويلة جدا لتعبئة غالونات في عملية تستمر عدة ساعات.
ولا يمكن لفلسطيني واحد أن يحصل على المياه والخبز في يوم واحد فكل طابور يستغرق ما لا يقل عن 6- 8 ساعات، لذلك فإن أفراد الأسرة الواحدة يتوزعون للحصول على احتياجاتهم.
وتصف إحدى سيدات غزة الوضع بالمأسوي نتيجة شح المياه وعدم توفر الخبر وقصف كميات المساعدات التي تصل إلى القطاع.
لكنّ هذا الحل لا يتوفر للجميع؛ فهناك بعض المناطق يصعب الخروج منها للحصول على المياه بسبب الخشية من التعرض للقصف.
هؤلاء بدأوا مؤخرا يعتمدون على العصائر والمياه الغازية المتبقية في بعض المتاجر، كبديل لمياه الشرب، لكنّ هذه المشروبات لا تتوفر إلا بكميات قليلة.
قبل أسابيع دمرت الطائرات الإسرائيلية في حي الشجاعية شرق غزة منزل الشاب الذي يتوق لشرب الماء، فلجأ برفقة عائلته إلى المستشفى من أجل المأوى وليرووا عطشهم فيها.
يعكس هذا المشهد أزمة مياه يواجهها الفلسطينيون بعد أن قطع الاحتلال خطوط المياه الرئيسية المغذية للقطاع منذ أن أطلق حربه المدمرة على الفلسطينيين في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
كل هذه المؤشرات تشير إلى أن العطش سيكون كابوسا على الفلسطينيين في غزة خلال أيام قليلة فقط، خاصة في مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع التي لم تصلها أي كميات من المساعدات الإنسانية التي دخلت عبر معبر رفح البري على الحدود مع مصر.
" يقول الأول: هل هذه مياه حلوة؟
يجيب الثاني: نعم.
الأول: اسقني الله يخليك، والله اشتقت لطعمها، سأموت من العطش ".
هذا الحوار دار بين شاب فلسطيني يقف على قارعة الطريق أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وآخر يحمل غالونا من الماء المحلى، وقد نقلته وكالة الأناضول.
لم يبخل حامل الماء على طالبه ومنحه زجاجة ماء، وبدا في عيني الأخير المنهكتين من الجوع والعطش أنه حصل على كنز لا يقدر بثمن.
وباتت أزمة المياه تتعمق بشكل متسارع منذ بداية حرب غير مسبوقة على غزة، قطعت خلالها "إسرائيل" كافة الإمدادات من كهرباء وماء وعلاج ووقود، وباتت الأوضاع الإنسانية فيها مأسوية.
اظهار أخبار متعلقة
تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان لها، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة "كارثي ويزداد سوءا كل لحظة"، وإن "المدنيين في القطاع يتحملون التكلفة الإنسانية الباهظة خاصة النساء والأطفال".
مشهد مبكي.. طفلة تموت من العطش في غزة pic.twitter.com/dnAsVFuI0s— Al Hadeel News (@news_hadeel) November 7, 2023
وفي وصفها لما يجري تضيف اللجنة: "ما نراه في غزة لم نشهده منذ تواجدنا الدائم منذ 1967، فالتدمير طال البنى التحتية للمياه والمياه العادمة، حيث خرج معظمها عن الخدمة ما ينبئ بكارثة بيئية".
وأشارت إلى أن "الحصول على نقطة ماء نظيفة للشرب، أو رغيف خبز في غزة، رحلة محفوفة بالمخاطر وتستمر لساعات".
وذكرت اللجنة أنها عملت على تقديم المساعدة في تركيب مضخات على خزانات المياه لتوزيع المياه على السكان ونشرت في حسابها على موقع إكس أنها تبذل قصارى جهدها لنجدة المتضررين.
وتضيف: "خلال الأيام الماضية، قمنا بالدعم في تركيب مضخات على خزانات المياه، لمساعدة البلدية في توزيع المياه، ودعمنا أيضا ماليا مباشرة مصلحة مياه بلديات الساحل، لإصلاح خط أنابيب المياه المتضرر".
رُغم أن المُتطلبات هائلة في #غزة حاليًا، ولكننا نبذل قصارى جُهدنا لنجدة المتضررين..— اللجنة الدولية (@ICRC_ar) October 22, 2023
خلال الأيام الماضية، قُمنا بالدعم في تركيب مضخات على خزانات المياه، لمساعدة البلدية في توزيع المياه، ودعمنا أيضًا ماليًا مباشرة مصلحة مياه بلديات الساحل، لإصلاح خط أنابيب المياه المُتضرر. pic.twitter.com/uFU1OLZxdk
ويتعمد الاحتلال فرض أزمة المياه على القطاع منذ بداية الحرب وتستخدمها كسلاح أقوى من النار ضد سكان القطاع.
وتشير عمليات القصف الممنهجة التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية ضد مركبات توزع مياه وخزانات فوق أسطح بنايات ومؤسسات صحية، كان آخرها مستشفى الرنتيسي للأطفال وسط مدينة غزة، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير البنية التحية للضغط على السكان من أجل النزوح وترك مدنهم.
متحدث وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، يقول في تصريح للأناضول، إن دولة الاحتلال "تعمّدت استهداف خزانات المياه والطاقة الشمسية في مستشفى الرنتيسي، وتتعرّض حياة نحو 7 آلاف مريض وطاقم طبي ونازحين داخل المستشفى للموت عطشا".
اظهار أخبار متعلقة
من جانبها، حذرت حركة حماس، من "شح المياه في قطاع غزة، وسياسة الاحتلال الذي يستخدم العقاب الجماعي وقطع إمدادات المياه للضغط على المدنيين لتهجيرهم من منازلهم وأماكن سكناهم".
وأضافت في بيان أن "الاحتلال قطع كل إمدادات المياه عن القطاع، وخصوصا عن مدينة غزة وشمالها، ما دفع المواطنين إلى شرب مياه غير صالحة بعد أن قام جيشه بقصف ما تبقى من خزانات مياه بصواريخ وطائرات أمريكية".
ودعت الحركة "الأمم المتحدة والأطراف الدولية ذات العلاقة إلى وقف هذه الجريمة ضد الإنسانية التي تُفضي إلى إبادة جماعية، والعمل بشكل فوري على إعادة إمدادات المياه".
كيف يتعايش الفلسطينيون مع هذه الأزمة؟
تدفع أزمة شح المياه الفلسطينيين إلى شرب مياه ملوثة يتم استخراجها من آبار قريبة من البحر ومصارف مياه الصرف الصحي.
ويقول نائب مدير الرعاية الصحية الفلسطينية رامي العبادلة، في تصريح للأناضول: "إن سكان القطاع يشربون مياها ملوثة، فالمياه مقطوعة بشكل تام والجيش الإسرائيلي قطع ثلاثة خطوط مياه عن قطاع غزة".
ويضيف: "يتم رصد حوالي 1000 حالة يوميا ما بين الإسهال والجدري والتهابات الجهاز التنفسي والتسمم بسبب المياه الملوثة، فيما تم تسجيل 1000 حالة خلال ستة أشهر سابقا"، وفق العبادلة.
ويتم استخراج هذه المياه من الآبار عبر مولدات كهرباء صغيرة تم تحويلها من العمل على البنزين إلى غاز الطهي، فلا توجد أي كميات وقود حاليا في القطاع، لكن الغاز موجود بكميات محدودة جدا ستنفد خلال أيام قليلة.
اظهار أخبار متعلقة
ولا تتوفر هذه المياه إلا في مناطق محدودة؛ لذلك يتوجه آلاف الفلسطينيين يوميا إلى محطات بعيدة عن مناطق سكنهم أو نزوحهم ويقفون في طوابير طويلة جدا لتعبئة غالونات في عملية تستمر عدة ساعات.
ولا يمكن لفلسطيني واحد أن يحصل على المياه والخبز في يوم واحد فكل طابور يستغرق ما لا يقل عن 6- 8 ساعات، لذلك فإن أفراد الأسرة الواحدة يتوزعون للحصول على احتياجاتهم.
وتصف إحدى سيدات غزة الوضع بالمأسوي نتيجة شح المياه وعدم توفر الخبر وقصف كميات المساعدات التي تصل إلى القطاع.
"مرح الوديعة من سكان غزة تصف الوضع الإنساني الصعب في غزة"— الشؤون العسكرية (@mjrdzayr337191) November 1, 2023
إبادة جماعية فاهل غزة يموتون من العطش والجوع قبل ان يستشهدو من القصف الصهيوني المكثف. #غزة_تنتصر#ابو_عبيدة #غزه_مقبرة_الغزاة#مجزرة_جباليا #GazaGenoside #Gaza #Israel #موسم_الرياض_2023 pic.twitter.com/NZuVvVjli5
لكنّ هذا الحل لا يتوفر للجميع؛ فهناك بعض المناطق يصعب الخروج منها للحصول على المياه بسبب الخشية من التعرض للقصف.
هؤلاء بدأوا مؤخرا يعتمدون على العصائر والمياه الغازية المتبقية في بعض المتاجر، كبديل لمياه الشرب، لكنّ هذه المشروبات لا تتوفر إلا بكميات قليلة.
قبل أسابيع دمرت الطائرات الإسرائيلية في حي الشجاعية شرق غزة منزل الشاب الذي يتوق لشرب الماء، فلجأ برفقة عائلته إلى المستشفى من أجل المأوى وليرووا عطشهم فيها.
اظهار أخبار متعلقة
يعكس هذا المشهد أزمة مياه يواجهها الفلسطينيون بعد أن قطع الاحتلال خطوط المياه الرئيسية المغذية للقطاع منذ أن أطلق حربه المدمرة على الفلسطينيين في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
كل هذه المؤشرات تشير إلى أن العطش سيكون كابوسا على الفلسطينيين في غزة خلال أيام قليلة فقط، خاصة في مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع التي لم تصلها أي كميات من المساعدات الإنسانية التي دخلت عبر معبر رفح البري على الحدود مع مصر.
0