اضطرت الشرطة البريطانية
للتدخل لإخراج وزير بريطاني من بين جموع مؤيدة لفلسطين في محطة للقطارات وسط لندن،
عقب مظاهرة ضخمة السبت.
وكان وزير المجتمعات البريطاني
مايكل غوف، قد دخل المحطة بعد وقت قصير من انتهاء المظاهرة المؤيدة لفلسطين، ليواجه
جموعا تحمل الأعلام
الفلسطينية وتهتف في وجهه "عار عليك.. عار عليك".
وتدخلت الشرطة التي كانت
تتواجد بأعداد كبيرة في المحطة، ضمن عملية أمنية ضخمة أعلنتها شرطة لندن السبت،
حيث نشرت نحو ألفي شرطي بالتزامن مع المظاهرة التي شارك فيها بحسب منظميها ما بين
800 ألف ومليون شخص؛ ونقلت صحف
بريطانيا عن المنظمين أنها ربما تكون واحدة من
أضخم
المظاهرات في تاريخ بريطانيا، في ظل دعوات اليمين المتطرف للتجمع في ذلك
اليوم أيضا في محيط النصب التذكاري لضحايا الحرب في منطقة وايتهول.
وأظهرت تسجيلات فيديو مايكل غوف وهو في حالة توتر
وانزعاج، بينما يلوح مؤيدو فلسطين بالأعلام الفلسطينية ويصدرون صيحات الاستهجان تجاهه،
في حين أحاط عناصر الشرطة به وهم يحاولون الدفع بالمحتجين بعيدا عن غوف،
ويصيحون بهم: "ابتعدوا إلى الخلف".
اظهار أخبار متعلقة
وتعرض غوف للملاحقة من قبل مؤيدي فلسطين قبل وقت قصير
أيضا، حيث تظهره مقاطع أخرى وهو يسير في الشارع، قبل دخوله إلى المحطة على ما يبدو.
وتظهر المقاطع مجموعة تحمل الأعلام الفلسطينية، وأحدهم كان يلوح بالعلم في وجه غوف،
فيما كان المحتجون يهتفون: "عار عليك"، و"فلسطين حرة". ولم
يظهر وجود للشرطة في المكان بحسب المقاطع المنشورة، فيما تابع غوف مسيره دون أن
يتعرض لأي اعتداء بدني.
ويشار إلى أن غوف تولى وضع العديد من الخطط للتضييق على المنظمات الإسلامية ووضعها في قائمة التطرف.
من جهتها، انتقدت وزيرة الثقافة البريطانية السابقة
نادين دوريس، وهي من حزب المحافظين، دخول غوف إلى المحطة في ذلك الوقت بينما كانت
تمتلئ بالمتظاهرين الذين كانوا يتوجهون إلى منازلهم في أعقاب المظاهرة.
وتساءلت دوريس في حديث لـ"بي بي سي" الأحد: "لا
أستطيع فهم ما الذي كان يفعله مايكل غوف وسط محطة فيكتوريا بينما كل السياسيين
الذين يشعرون بالمسؤولية لا يريدون جعل مهمة الشرطة أكثر صعوبة؟ هل كان ثملا؟ ما
الذي كان يفعله هناك؟ ما هو التقدير الذي جعله يتواجد في محطة فيكتوريا؟".
وقد ظهرت صور غوف في المحطة على صدر الصفحات الأولى لصحف
بريطانية للهجوم على مظاهرة مؤيدي فلسطين.
وتأتي هذه الحادثة التي اجتذبت تعليقات من سياسيين
بارزين في بريطانيا يدينون ما جرى؛ بينما شهدت لندن صباح السبت صدامات بين الشرطة
ومتظاهرين من اليمين المتطرف قرب النصب التذكاري لضحايا الحرب (سينتاف) بحجة
حمايته من مؤيدي فلسطين، في أعقاب تصريحات ومواقف اعتبرت تحريضية من قبل وزيرة
الداخلية سويلا برافرمان.
وكررت برافرمان هجومها على مظاهرات مؤيدي فلسطين ووصفتها
بأنها "مظاهرات كراهية"، وألمحت إلى أن المتظاهرين ربما يقومون بتشويه النُصب
التذكاري في يوم الهدنة. بل إن برافرمان ذهبت بعيدا بالهجوم على الشرطة واتهامها
بالتحيز إلى جانب مؤيدي فلسطين والتشدد مع اليمين.
اظهار أخبار متعلقة
وواجهت برافرمان انتقادات واسعة حتى من داخل حزب المحافظين،
مع تصاعد المطالبات بإقالتها لاتهامها بتأجيج الانقسام في المجتمع والإضرار
باستقلال جهاز الشرطة.
ومع نهاية مظاهرة السبت، فقد أعلنت الشرطة أنها واجهت أشخاصا من مؤيدي فلسطين كانوا من ضمن مجموعة تضم نحو 150 شخصا بعضهم كان ملثما؛ رفضوا
إخلاء المكان وأطلقوا الألعاب النارية باتجاه عناصر الشرطة.
لكن الشرطة قالت في بيان إن قلقها الأساسي هو من أنصار
اليمين المتطرف الذين اعتدوا على عناصر الشرطة بدنيا، واحتاج عدد منهم للنقل إلى
المستشفى، وذلك حينما حاولت الشرطة منعهم من الوصول إلى مكان الاحتفال الرسمي
بذكرى الهدنة ولاحقا عندما حاول العشرات منهم الوصول إلى التظاهرة لمؤيدي فلسطين.
واعتقلت الشرطة نحو 90 من أنصار اليمين المتطرف. وفي المجمل فقد أعلنت الشرطة أنها اعتقلت 126 شخصا من المظاهرتين.
اظهار أخبار متعلقة
وأجرت الشرطة مساء عمليات تفتيش بين مجموعات اليمين
المتطرف وقالت إنها عثرت على سكين وأدوات حادة
أخرى وهراوات ومخدرات.
وأوضحت الشرطة أنها لم تستطع نشر أعداد إضافية لتأمين
مظاهرة مؤيدي فلسطين وضبط المخالفات خلالها بسبب اضطرارها لتخصيص جزء من قوتها
للتعامل مع تجمعات اليمين المتطرف التي اتسمت بالعنف.