سياسة عربية

السلطات المغربية تمنع المرزوقي من زيارة أهله في مراكش إلا بهذه الشروط (شاهد)

المرزوقي عاش جزءا من حياة الشباب في طنجة وحصل على شهادة البكالوريا بمدارسها.. أما والد المرزوقي فقد عاش ربما أكثر من 30 سنة هنا بالمغرب.. (فيسبوك)
المرزوقي عاش جزءا من حياة الشباب في طنجة وحصل على شهادة البكالوريا بمدارسها.. أما والد المرزوقي فقد عاش ربما أكثر من 30 سنة هنا بالمغرب.. (فيسبوك)
كشفت مصادر مغربية مطلعة النقاب عن أن السلطات المغربية رفضت بشكل ناعم زيارة الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى عائلته بمدينة مراكش عقب الزلزال الذي أصاب إقليم الحوز قبل عدة أشهر، واشترطت عليه إذا أراد أن يزور أقاربه بالمغرب، هو ألا يتحرك وألا يصرح لأحد وألا يتحدث إلى أحد وألا يزور أحدًا أو يزوره أحد..

وأورد الكاتب والإعلامي المغربي مصطفى الفن في تدوينة نشرها اليوم على صفحته على منصة "فيسبوك"، أن "شخصية ما أو جهة ما لا علاقة لها ربما بالدبلوماسية منعت المغربي المنصف المرزوقي من الدخول إلى المغرب لزيارة بعض أقاربه هنا بوطنه الثاني أو بالأحرى بوطنه الأول أيضا".

وحول سبب هذا المنع الذي اتخذ شكلا ناعما، قال الفن: "لقد اشترطوا على صديق كبير للمغرب، إذا أراد أن يزور أقاربه بالمغرب، هو ألا يتحرك وألا يصرح لأحد وألا يتحدث إلى أحد وألا يزور أحدًا أو يزوره أحد..وظني أن هؤلاء الذين اشترطوا، مثل الشروط المجحفة في حق مناضل يساري سبق أن توسط له نيلسون مانديلا للإفراج عنه من سجون بن علي، أساؤوا كثيرا إلى وطنهم".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف: "مثل هذه الشروط التعجيزية لا يمكن أن تخطر ربما حتى على بال مسؤولي كوريا الشمالية..أما منصف المرزوقي فهو يعيش حاليا حالة إحباط حقيقي بعد هذا المنع الذي لم يكن في الحسبان.. وقد اشتكى المرزوقي لبعض المغاربة وحال لسانه يكاد ربما يقول أيضا: "نعم أنا جد محبط خاصة أن مصدر هذا الألم هو بلد عظيم اسمه المغرب.. وربما كان ممكنا ألا أشعر بأي ذرة من إحباط لو أن الجزائر أو أي بلد آخر هو مصدر ألمي".

وقدم الفن في تدوينته التي أرفقها بصورة للعاهل المغربي الملك محمد السادس وهو يقلد الرئيس المرزوقي وساما ملكيا، تذكيرا موجزا لعلاقة المرزوقي بالمغرب، وقال: "هذا ليس فقط رئيسا سابقا لتونس الشقيقة في زمن الربيع العربي..منصف المرزوقي هو أيضا عاشق للمغرب.. وقريب من المغرب..وداعم لقضايا المغرب حتى لا أقول إن الرجل مع المغرب مهما كانت أحوال الطقس..وربما يمكن القول أيضا إن منصف المرزوقي، هو بلا شك، مغربي الهوى والروح والقلب".

وأضاف: "بالفعل، فكل شيء على الأرض يؤكد هذه الحقائق الميدانية..ويكفي أن نذكر في هذا المنحى أن المرزوقي عاش جزءا من حياة الشباب في طنجة وحصل على شهادة البكالوريا بمدارسها.. أما والد المرزوقي فقد عاش ربما أكثر من 30 سنة هنا بالمغرب".

وتابع: "حتى عندما غادر المرزوقي رئاسة تونس وحل ضيفا على شبيبة فاعل سياسي بالمغرب، فإن مسؤولي البرتوكول الملكي هم الذين "تسلموا" المرزوقي من المطار:"عفاكم سيروا افحالكم لأن السي المرزوقي راه ضيف ديال سيدنا.. هكذا قيل لمسؤولي هذه الشبيبة الحزبية الذين كانوا ينتظرون وصول المرزوقي للمشاركة في أحد ملتقياتهم الوطنية بمراكش".

اظهار أخبار متعلقة




وأعرب الفن عن أسفه لأن "ثمة أناس لا يجدون ربما أي حرج في أن ينسفوا، بجرة قلم، كل ما بناه رأس الديبلوماسية ورأس الدولة في المغرب".

وقال: "رجاء، رحمة بهذا الوطن العزيز لأن خسران القضايا العادلة تبدأ دائما بالخسران "المجاني" للحلفاء وللأصدقاء خاصة إذا كانوا بعلاقات ممتدة في كل اتجاه"، وفق تعبيره.



يذكر أن قبر محمد المرزوقي والد الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي موجود في مقبرة باب دكالة بمراكش، وله أشقاء من زوجة والده المغربية يعيشون في مراكش.

وفي 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر عدة مدن مغربية، منها العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس (شمال) ومراكش وأغادير وتارودانت (وسط).

وأسفر الزلزال، وهو "الأعنف منذ قرن"، عن مصرع 2946 شخصا وإصابة 6125 آخرين، بالإضافة إلى دمار مادي كبير، بحسب أحدث بيانات لوزارة الداخلية.

اظهار أخبار متعلقة



وكان الرئيس التونسي الأسبق "منصف المرزوقي" قد انتقد اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل، معتبرا أنها "خطوة خاطئة" ولن تحل الخلاف القائم مع الجزائر.

وفي حوار مع شبكة "حوارات التنوير والتغيير" المغربية قال المرزوقي: "السياسة الخاطئة للجزائريين لا يجب أن تُواجه بسياسة خاطئة للمغاربة. إدخال الإسرائيليين في هذه اللعبة خطير جدا، لأنهم وراء كل المآسي الموجودة في الشرق (المشرق العربي)، الشرق انفجر منذ 70 سنة بسبب وجود الإسرائيليين".

وتابع: "إدخال الإسرائيليين إلى المنطقة المغاربية سيكون له أثر كارثي وسيزيد الغضب الشعبي، يجب أن تبقى القضية (الخلاف الجزائري المغربي) مغاربية ولا يجب أن نُقحم فيها أي طرف، خاصة إسرائيل".


التعليقات (6)