هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية الضوء
على خريطة الغزو في غزة والتطوّرات
الحديثة في المنطقة. اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على مدى
الأيام الأربعة المقبلة على الأقل سيتوقف إطلاق الصواريخ في قطاع غزة. لكن لا أحد
يعتقد أن هذه الهدنة ستنهي الصراع أو تقلل العنف أو مقتل مدنيين.
في الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة، عبرت المجموعة الأولى من المحتجزين الذين أسرتهم حماس معبر رفح، جنوب القطاع، بقيادة فرق من اللجنة الدولية للصليب
الأحمر. حيث تم إطلاق سراح 11 مواطنا تايلانديا و13 إسرائيليا، أي 24 أسيرا إجمالا.
وفي المقابل، سيتم إطلاق سراح 39 أسيرا فلسطينيا في إسرائيل.
سيكون هذا أول تبادل
للأسرى في الأيام التالية بفضل الاتفاق الذي أعلنته وزارة الخارجية القطرية التي
توسطت في المفاوضات بين الحكومتين. إجمالاً، سيتم إطلاق سراح 50 أسيرا إسرائيليا مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيا.
ونقلت الصحيفة عن وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت أنه بمجرد
انتهاء الهدنة المؤقتة "القصيرة" مع حركة حماس، سيستأنف الجيش القتال
"بكثافة" لمدة شهرين آخرين على الأقل.
وحسب قوات وحدة شايطيت 13 التابعة
للبحرية فإن "المطلوب منكم في هذه المهلة هو التنظيم والإعداد والتحقيق
وإعادة إمداد الأسلحة والاستعداد للاستمرار".
وأضاف أنه "سيكون هناك
استمرار لأننا بحاجة إلى استكمال النصر وخلق الزخم للمجموعات التالية من الرهائن
الذين لن يعودوا إلا بفضل الضغوط".
وإلى أن يقع الإعلان عن عودة صواريخ سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي إلى
القتال وتستمر المركبات المدرعة في التقدم عبر قلب غزة، فإن الهجوم البري لقوات جيش
الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصاره على غزة.
وأضافت الصحيفة أن أكبر عمليات التقدم التي حققتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في هذه المراحل الأخيرة من الغزو تمثّلت في الاستيلاء على مستشفى
الشفاء، الذي يعد حسب تصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلي، من النقاط التي تركزت فيها
قاعدة كبيرة لحماس، رغم أنه بعد عدة أيام تحت قيادة الجيش الإسرائيلي لم يتم تقديم
أي دليل حتى الآن يثبت ذلك.
علاوة على ذلك، أشارت شبكة "سي إن إن" في
مقطع فيديو إلى أنه كان من الممكن أن يقوم الجيش الإسرائيلي بإعادة تنظيم الأسلحة
في المستشفى قبل زيارات الفريق الإخباري، الذي ضمّ شبكة "سي إن إن"
الأمريكية.
وأشار فريق الباحثين من معهد دراسة الحرب إلى أن "إسرائيل قامت بتدمير
مقر لواء الشمال التابع لحركة حماس في حي الشيخ زايد خلال عمليات التطهير العرقي
التي شنتها. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه من المتوقع أن يكثف جيش الاحتلال
الإسرائيلي عملياته القتالية في قطاع غزة مع التركيز على تدمير معاقل المسلحين في
شرق قطاع غزة قبل أن يهدأ القتال".
دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، من الجهة الشمالية، المستشفى الإندونيسي
بالقرب من مخيم جباليا للاجئين. وكل هذه العمليات تأتي في إطار تقدم دون تعقيدات
كبيرة من جانب المفارز الموجودة في الأراضي الفلسطينية. وعلى الجانب الآخر، لا
يزال الرد العسكري متوقعا من كتائب عز الدين القسام وحركة الجهاد الإسلامي
الفلسطينية، التي لم تظهر إلا بتبادل بعض الومضات مع قوات الاحتلال وتدمير بعض
الآليات المدرعة بشكل مفاجئ عبر أنفاق مترو غزة، الشبكة التي تمر عبر باطن الأرض
لمسافة تزيد عن 400 كيلومتر.
وحسب ما قاله ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، فإن
الأمل في أن يؤدي هذا "الزخم" في الاتفاق إلى "إنهاء هذا
العنف"، بعيد كل البعد عن واقع كلام الوزير غالانت، الذي يتماشى مع المهمة
التي حددها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لنفسه أيضا وهي تدمير القدرات العسكرية
لحماس وإنهاء حكمها المستمر منذ 16 سنة في القطاع.
سلام مستحيل
بعد مرور شهرين تقريبا على بدء العدوان، فإن هذه الهدنة - التي تشمل أيضًا
العمل الإنساني ودخول الإمدادات عبر معبر رفح - هي المؤشر الأول على أنه قد يكون
هناك ما يشبه السلام في المنطقة. وعلى حد تعبير محلل مركز برشلونة للشؤون الدولية
في الشرق الأوسط موسى بوركبة، لا يبدو أن "أيا من الطرفين يفكر في إنهاء
الحرب بعد هذه الهدنة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه من أكثر المسائل التي تكررت في الأسابيع الأخيرة
حسب المفاوضات أن اتفاق تبادل الرهائن الإسرائيلي يعني هدنة، وليس وقف إطلاق
النار. وعلى ضوء ذلك، أكّد كاتب العمود في مجلة "فورين بوليسي" أنشال
فوهرا أن "الحكومة الإسرائيلية قلقة من أن تقوم حماس بإطالة أمد المفاوضات من
أجل إطلاق سراحهم في المستقبل لسنوات، كما فعلت في الحالات السابقة، مستغلة بشكل
فعال حياة الرهائن حتى تتمكن حماس من النّجاة والانتصار في الصراع".
حسب موسى بوركبة: "إذا نظرنا
إلى الأمر بطريقة أكثر استراتيجية، فإن هذه الهدنة تسمح لنا أيضا بالتوقف للتفكير
على المستوى الاستراتيجي حول ما نجح وما لم ينجح من جانب الإسرائيليين والجماعات
المسلحة الأخرى التابعة لحماس". وأوضح بوركبة أنه "منذ بدء التوغل
البري، هذه المرة الأولى التي يمكن فيها تقييم نقاط القوة والضعف في العملية
الجارية".
فيما يتعلق بالأسرى، أوضح الباحث أنهم "وسيلة مباشرة للتمكن من
التفاوض مع الإسرائيليين" وذكّر بأن 'إطلاق سراح جلعاد شاليط (جندي إسرائيلي)
سنة 2011، بعد أن تم احتجازه على مدى خمس سنوات في قطاع غزة، تم في إطار مبادلة
1027 أسيرا فلسطينيا. وبالتالي، فهي وسيلة تفاوض فعلية، ولا شك أن الرهائن هم
وسيلة لحماس".
ومن بين أمور أخرى، كان الرهائن بمثابة عنصر ضغط على حكومة الطوارئ التي
شكلها الاحتلال في اللحظات الأولى للصراع. ويختتم موسى بوركبة حديثه قائلا:
"إن إعادتهم أحد الأهداف الرسمية للحكومة، وقد أصبحوا أيضا عامل
ضغط على الحكومة الإسرائيلية. ورأينا ذلك من خلال حشد مختلف الأقارب المتضررين.
وبالتالي، من المريح الاعتقاد بأن احتجاز الأسرى، جنودا ومدنيين، يمكن أن يخدم
هدفا كبيرا لحركة حماس في الصراع".