دعا قياديون في المؤتمر القومي العربي
إلى الاستمرار في رص الصفوف للضغط من أجل ضمان فتح معبر رفح على الحدود المصرية ـ
الفلسطينية بما يمكن من نجدة الفلسطينيين الذين يتعرضون إلى حرب إبادة منذ نحو
شهرين.
وطالب معن بشور الأمين العام السابق
للمؤتمر القومي العربي ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن السلطات
المصرية بفتح معبر رفح بشكل دائم لنجدة الفلسطينيين، وتسهيل عبور المساعدات
الإنسانية الدولية إلى داخل القطاع.
وأكد بشور في تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، أن القوميين العرب جزء أصيل من كل التحركات الشعبية التي
تعرفها المنطقة العربية تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وأنهم يعملون من أجل إقناع
السلطات المصرية بالسماح للمصريين أولا بالتظاهر نصرة لفلسطين، وأيضا بفتح معبر
رفح وتسهيل وصول الوفود العربية والدولية الراغبة في نجدة الفلسطينيين في
غزة.
وذكر بشور أن القوميين العرب يعملون في
مختلف الساحات العربية والدولية، من أجل الوصول أولا إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار،
وثانيا لرفع الحصار عن قطاع غزة، وضمان فتح دائم لمعبر رفح.. كما أنهم يعملون مع
باقي مكونات الأمة والعالم المتضامن مع القضية الفلسطينية من أجل تيسير تشكيل
ووصول الوفود الشعبية والرسمية العربية والدولية المتضامنة مع فلسطين عبر معبر
رفح.
على صعيد آخر كشف بشور النقاب عن أن
قيادات قومية تعمل بالتوازي مع ذلك من أجل ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ليتكامل العمل
الديبلوماسي والسياسي مع الجهد المقاوم الأسطوري على الأرض.
وأشار إلى وجود مسعى لعقد ملتقى دولي
لدعم المقاومة، التي قال بأنها استبسلت في الدفاع عن شعبها وأسقطت أسطورة الجيش
الذي لا يقهر.
وفي القاهرة أكد الأمين العام للمؤتمر
القومي العربي مجدي المعصراوي في حديث مع "عربي21"، أن الموقف المصري
الرسمي من حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة لا يرقى إلى
المستوى المطلوب.
وأوضح المعصراوي، أن السلطات المصرية
أخبرتهم أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، لكن المسافة الفاصلة بين الجانب
المصري والفلسطيني تخضع لرقابة إسرائيلية أمريكية، وهو ما يعني أن أي تحرك باتجاه
غزة يتطلب ضمانات أمريكية وإسرائيلية أولا.
وأضاف: "التضامن الشعبي المصري مع
الفلسطينيين كبير جدا، وقد جهزنا قافلة مساعدات شاملة ونعتزم السير بها إلى غزة،
لكننا نريد أولا ضمان وصولها، وتأمين ذلك مع الجهات الأمنية المصرية، حتى لا تذهب
المساعدات هباء".
وحول غياب مظاهر الإسناد المصري
لفلسطين من قبيل المظاهرات الشعبية الكبرى التي اعتاد الشعب المصري عليها كلما
تعرضت فلسطين للعدوان، قال المعصراوي: "للأسف الشديد، باستثناء الموقف المصري
الرافض لفكرة التهجير فإن الموقف من المظاهرات ومن معبر رفح سلبي للغاية بل هو
أقرب لوصمة العار".
وأضاف: "للأسف الشديد باستثناء
اليمن والمغرب وربما الأردن، فإن المظاهرات في باقي الدول العربية المؤيدة لفلسطين
هي ممنوعة تقريبا، وهذه أيضا وصمة عار في جبين النظام العربي الرسمي"، على حد
تعبيره.
وكانت الخارجية المصرية، قد أعلنت في
وقت سابق، أن معبر رفح الحدودي مع غزة مفتوح متهمة إسرائيل بـ"رفض دخول
المساعدات إلى القطاع".
وتتهم مصر، إسرائيل بعرقلة دخول
المساعدات إلى غزة عبر قصفهم الجانب الفلسطيني من معبر رفح، قبل أن يتوصل الرئيسان
المصري عبد الفتاح السيسي، والأمريكي، جو بايدن، لاتفاق بتمرير المساعدات.
ومنذ 7 أكتوبر/
تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 15 ألفا و523
شهيدا فلسطينيا، و41 ألفا و316 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية
و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.