خرجت صور تظهر على ما
يبدو القوات الإسرائيلية وهي تستعد لإغراق متاهة
الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس
تحت قطاع
غزة بمياه البحر.
وقالت صحيفة
ديلي ميل
البريطانية، إن إسرائيل أكملت تركيب ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد حوالي ميل من
شمال مخيم الشاطئ للاجئين، من أجل نقل مئات آلاف الأمتار المكعبة من المياه في
الساعة، وهو ما يعني أنها يمكن أن تغمر شبكة أنفاق بطول 300 ميل في غضون أسابيع.
ولفتت إلى أن الهدف هو محاولة دفع مقاتلي المقاومة، للخروج من الأنفاق، أو جعلها غير صالحة للعمل، عبر
إغراقها بمياه البحر.
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت إلى أن
الاحتلال، قام بتجميع نظام من المضخات الكبيرة، التي يمكن استخدامها لإغراق شبكة
الأنفاق بغزة، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وطرحت الصحيفة تساؤلات
حول لجوء الاحتلال لهذه الوسيلة، لإغراق الأنفاق، قبل إطلاق سراح كافة أسراه في
غزة أم لا، خاصة وأن عملية مثل هذه ستؤدي إلى غرقهم في حال نجحت.
تأكيد إسرائيلي
من جانبه كشف رئيس
أركان الاحتلال هرتسي هاليفي، أن فكرة إغراق الأنفاق "جيدة" وقال
إنها جزء من الهدف لتدمير هذه البنية التحتية.
وتابع: "لدينا طرق
مختلفة للتعامل مع الأنفاق، لن أتحدث عن التفاصيل، لكنها تشمل متفجرات للتدمير،
ووسائل أخرى لمنع نشطاء حماس من استخدام الأنفاق لإيذاء جنودنا.
ولذلك، فإن أي وسيلة
تمنحنا ميزة على العدو الذي يستخدم الأنفاق، وتحرمه من هذا الأصل، هي وسيلة نقوم
بتقييم استخدامها". وأضاف هاليفي: "هذه فكرة جيدة، لكنني لن أعلق على
تفاصيلها".
وقالت الصحيفة إن الاحتلال،
أبلغ الولايات المتحدة لأول مرة بهذا الخيار الشهر الماضي، وذكرت أن المسؤولين لا
يعرفون مدى قرب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تنفيذ الخطة.
تشكيك بالنجاح
وشكك مسؤول مطلع على
خطط الاحتلال، في حديث لصحيفة
وول ستريت جورنال، بنجاح الفكرة، وقال: "لا أحد يعرف
تفاصيل الأنفاق والأرض المحيطة بها، ومن المستحيل معرفة ما إذا كان ذلك سيكون
الطريقة الفعالة، لأننا لا نعرف كيف سيتم تصريف مياه البحر في أنفاق لم يسبق لأحد
دخولها، ومعرفة تفاصيلها".
ونقلت الصحيفة عن نائب
رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بجامعة واشنطن، جون ألترمان قوله:
"من الصعب إجراء تقييم كامل لتأثير ضخ مياه البحر، لأنه من غير المعروف كيف
ستتسرب المياه إلى التربة، وما التأثير الذي ستحدثه على الأنفاق أو الكمية التي
ستدخل إليها بالأساس".
ولفت إلى مخاطر بشأن
البنية التحتية الحالية للصرف الصحي، والمياه الجوفية بباطن الأرض في غزة، ومدى
التأثير السلبي عليها وتلويثها في حال جرت خطوة كهذه، إضافة إلى مخاوف بشأن
استقرار المباني المجاورة لمناطق ضخ المياه في باطن الأرض.
فكرة قديمة للسيسي
من جانبه قال اللواء نصر سالم، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليات والاستراتيجية في مصر، إن فكرة ضخ المياه في الأنفاق واردة، لكن المقاومة قامت بتدابير من أجل ذلك.
وأوضح سالم، إن المقاومة اتخذت إجراءات من أجل، منع تسرب المياه إلى الأنفاق في حال أقدمت إسرائيل على ذلك، عبر تصريفها إلى اتجاهات أخرى.
وأشار إلى أن عملية ضخ المياه بالأنفاق جرت قبل ذلك، وثبت فشلها، دون أن يقدم إيضاحا، متى جرى ذلك.
يذكر أن فكرة ضخ مياه البحر في الأنفاق، جرت للمرة الأولى في عهد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، ضد الأنفاق التي كانت منتشرة في مدينة رفح المصرية الملاصقة للحدود الفلسطينية بقطاع غزة.
وتسببت عمليات الضخ، في إتلاف المزارع، بعد ضخ مياه مالحة في التربة، والتأثير على المياه الجوفية الشحيحة في قطاع غزة وتلويثها.
كارثة إنسانية
بدورها حذرت سلطة
المياه التابعة للسلطة الفلسطينية، من المخاطر المترتبة على تنفيذ الاحتلال خططا
لإغراق الأنفاق بغزة بواسطة مياه البحر، وقالت إن ذلك سيحدث كارثة مائية وبيئية
خطيرة يصعب تداركها مستقبلا.
وقالت السلطة إن خطط الاحتلال سيكون لها آثار مدمرة
على الخزان الجوفي الساحلي في قطاع غزة، من حيث ارتفاع معدلات ملوحة المياه
الجوفية بشكل غير مسبوق، بسبب ملوحة مياه البحر والتي تقدر بحوالي 30 ألف ملغم/
لتر، ما سيؤدي إلى تدمير الخزان الجوفي، وبالتالي القضاء على أي أمل مستقبلا في
إعادة تأهيله.
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت إلى أن ذلك سينسف الجهود الكبيرة
والمضنية التي بذلت خلال السنوات السابقة لمعالجة وضع الحزان الجوفي وتجاوز
الكارثة البيئية التي كانت محدقة بالقطاع في العام 2020، وتهدد باستحالة استمرار
الحياة فيه.
وذكرت أن ضخ مياه البحر أسفل القطاع في طبقات
رملية سيؤدي إلى خلخلة وتمييع التربة الرملية، وبالتالي حدوث هبوط في سطح الأرض في
العديد من مناطق القطاع، وهو ما ينذر بانهيار ما تبقى من منازل ومبان وبنية
تحتية، عدا عن انعكاس ذلك على زيادة نسبة الملوحة في التربة، ما سيجعلها غير قابلة
للزراعة.
وحذرت سلطة المياه في بيانها من غياب تدخل
المجتمع الدولي وعدم تحمله لمسؤولياته في حماية أبناء شعبنا في القطاع، مؤكدة أن
المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته، بما يضمن أيضا كبح جماح الاحتلال
الإسرائيلي بوقف عملية تدمير الخزان الجوفي الساحلي من خلال ضخ مياه البحر للخزان.
يشار إلى أن الخزان الجوفي الساحلي، هو المصدر
المائي الرئيسي في قطاع غزة، ويعتمد عليه الفلسطينيون لتلبية احتياجاتهم المائية حيث
يمتد على كامل مساحة قطاع غزة، ويصل سمك طبقاته الحاملة للمياه، إلى نحو 150 مترا.
وتتكون الطبقات الحاملة للمياه في هذا الخزان
أساسا من ترسيبات رملية وحصى وحجر رملي، أما الجزء غير المشبع بالمياه والذي يعلو
الطبقات المائية المنتجة فيتكون أيضا من رمل وحصى وطين وحجر رملي وتصل سماكتها إلى
حوالي 80 مترا.