يشهد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير
المناخ (
كوب28) المنعقد في دبي، مواقف متباعدة، بين المفاوضين بشأن دور الوقود الأحفوري في المستقبل، مع دخول المحادثات مرحلتها النهائية.
وكانت المسألة المتعلقة بما إذا كان ينبغي على العالم الاتفاق للمرة الأولى على الإطلاق على احتمال إنهاء عصر النفط، نقطة محورية في المؤتمر الدولي، إذ تسعى قرابة الـ200 دولة إلى التوصل لحل لأزمة تغير المناخ.
ويسعى تحالف يضم أكثر من 80 دولة بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول جزرية صغيرة، إلى التوصل لاتفاق يتضمن صيغة "للتخلص التدريجي" من استخدام النفط والغاز والفحم، لكنه يواجه معارضة شديدة تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (
أوبك) وحلفاؤها.
وبعثت "أوبك" رسالة إلى أعضائها ومؤيديها في السادس من ديسمبر/ كانون الأول، تطلب منهم معارضة أي صيغة تستهدف الوقود الأحفوري في اتفاق كوب28، وقال مفاوضون لـ"رويترز"إن "تلك الوفود تستجيب للدعوة على ما يبدو".
وقال نائب وزير المناخ البولندي الذي يرأس وفد بلاده في مؤتمر المناخ، آدم غيبرغ تشيتفرتيسكي: "أعتقد أنه لا تزال هناك مواقف راسخة للغاية... نقترب من النهاية في ما يتعلق بالوقت المخصص للمفاوضات. لكننا لم نصل بعد إلى النتيجة النهائية".
وقالت السعودية، أكبر منتج في "أوبك" وقائدها الفعلي، وكذلك روسيا ودول أخرى إن تركيز مؤتمر كوب28: "يجب أن ينصب على خفض الانبعاثات وليس استهداف مصادر الوقود التي تسببها".
بدوره قال كبير مبعوثي الصين لشؤون المناخ، شيه تشن هوا، السبت، إنه "لا يمكن اعتبار أي اتفاق يتوصل إليه كوب28 ناجحاً إلا إذا تضمن اتفاقا بشأن الوقود الأحفوري، رغم أنه لم يذكر ما إذا كانت بكين ستدعم اتفاقا بشأن "التخلص التدريجي" منه أم لا"، معتبراً أن "كوب28 هو مؤتمر المناخ الأصعب في مسيرته المهنية".
توافقات وانقسامات
وتظهر النسخة الأخيرة من النص التفاوضي الذي صدر الجمعة الماضي، أن الدول لا تزال تدرس مجموعة من الخيارات، تتراوح بين الموافقة على "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بما يتماشى مع أفضل ما يتيحه العلم"، إلى التخلص التدريجي من "الوقود الأحفوري الذي يُنتج ويُستخدم من دون الاستعانة بتقنيات تقلص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وصولا إلى عدم الإشارة للأمر على الإطلاق".
ويعني الحد من الوقود الأحفوري، عادة، تقليل تأثيره على المناخ إما عن طريق التقاط وتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أو استخدام وسائل معادَلة أخرى. ويعد التقاط الكربون مسألة مُكلفة ولم يتم تجريبه على نطاق واسع بعد.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت ثلاثة مصادر لوكالة "رويترز" إن "رئاسة كوب28 لا تعتزم إصدار مسودة أخرى حتى غد الاثنين، وهو الأمر الذي سيترك للمفاوضين يوما كاملا فقط للتغلب على الخلافات قبل انتهاء المؤتمر المقرر قبل ظهر يوم الثلاثاء".
وقالت مديرة السياسات في اتحاد العلماء المهتمين، ريتشيل كليتوس، إن "المؤتمر يقترب من نهايته لذا فإنه يجب أن يتوصل النص الجديد إلى نقاط التقارب التي تتجاوز بكثير ما نحن عليه الآن".
وأسفر المؤتمر عن عدد كبير من الالتزامات من البلدان المشاركة لتحقيق عدد من الأهداف مثل: مضاعفة استخدام الطاقة المتجددة والنووية إلى ثلاثة أمثالها وخفض استخدام الفحم والحد من انبعاثات غاز الميثان الشديدة المسببة للاحتباس الحراري.
وقالت وكالة الطاقة الدولية اليوم إنه "إذا أوفى الجميع بهذه التعهدات فإن ذلك سيؤدي إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، المرتبطة بالطاقة العالمية، بمقدار أربعة مليارات طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2030".
وأضافت وكالة الطاقة، أنه "رغم أن الكمية كبيرة، فإنها لا تمثل سوى حوالي ثلث فجوة الانبعاثات الواجب سدها خلال السنوات الست المقبلة، للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 1.5 درجة مئوية على النحو المتفق عليه في اتفاق باريس عام 2015".
اظهار أخبار متعلقة
وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال منتدى الدوحة للقادة المشاركين في مؤتمر كوب28، على الاتفاق، لخفض كبير للانبعاثات ووقف ارتفاع درجة الحرارة بما يتجاوز الـ1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وقال غوتيريش، إن "الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وصلت إلى مستوى قياسي والوقود الأحفوري هو السبب الرئيسي، رغم التعهدات".
وأضاف: "أحث القادة في مؤتمر الأمم المتحدة، المعني بتغير المناخ (كوب28) في دبي على الاتفاق على خفض كبير للانبعاثات بما يتماشى مع مستوى الـ1.5 درجة مئوية".