جرت على أرضها وقائع كثيرة، ووقعت في
نواحيها معارك دموية، بوصفها باب غزة الشمالي.
كانت مدينة
بيت حانون قرية قديمة أسسها
الملك حانون، وكانت بيتا لعبادة الآلهة والأصنام، وكانت تعدّ البيت الصيفي له،
جرت بينه وبين الملك اليافي حروب طويلة، حتى أهلكا بعضهما، فأنشئ له تمثال وضع في
بيت العبادة، فاشتهرت القرية باسم "بيت حانون".
وورد في
تاريخ بئر السبع أنه عام 720 ق.م مشى سرجون مؤسس
الإمبراطورية الأكدية وأول أباطرتها بجيوشه إلى جنوب
فلسطين، فأخضع أهلها لحكمه.
صور ملتقطة بالأقمار الصناعية تظهر مدينة بيت حانون قبل القصف الإسرائيلي وبعده
ودخل أهلها الإسلام منذ الفتح
الإسلامي، وكانت ساحة حرب بين الفرنجة والمسلمين، وهزم فيها الفرنجة، كما تذكر
البلاطة المثبتة فوق مسجد القرية، الذي بني خصيصا لذكرى هذه الموقعة، وسمي مسجد
النصر إحياء لذكرى هذه الوقعة.
تقع مدينة بيت حانون في شمال قطاع غزة، وترتفع 50 مترا عن سطح البحر، ويحدها من الشرق والشمال الحدود الفاصلة بين القطاع
والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ويحدها من الغرب والجنوب أراضي مدينة بيت
لاهيا. وعلى بعد نحو 6 كيلومترات عن مستوطنة "سديروت" الواقعة داخل أراضي
48.
ويعدّ موقع بيت حانون موقعا متميزا؛ لوجود أكبر معبر برى يربط قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948
"معبر بيت حانون". أو معبر "إيرز" وفق التسمية المعتمدة لدى
سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وتتحكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالحاجز بشكل كامل،
وتمتلك مطلق الحرية في السماح بسفر المواطنين من وإلى القطاع أو منعهم.
تعدّ مدينة بيت حانون من المدن عالية
الكثافة السكانية، حيث بلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، في مساحة لا تتجاوز ربع مساحة
المدينة 3040 دونما من أصل 12.500 دونم.
تعد مدينة بيت حانون مدينة زراعية، يعتمد معظم سكانها على الزراعة وفلاحة الأرض لكسب قوتهم. وأشهر ما كانت تمتاز به
المدينة زراعة الحمضيات والخضراوات، التي تمد المدينة والمناطق المجاورة لها
بالخضراوات التي تحتاجها.
وتشكل المساحة المخصصة للزراعة نسبة
45% من إجمالي مساحة المدينة، إلا أنه في الواقع الحالي أصبحت المدينة جرداء نتيجة
العدوان المستمر الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي.
وتعاني مدينة بيت حانون كغيرها من مدن
فلسطين من البطالة، ويعتمد الكثير من أهلها على العمل داخل الخط الأخضر، حيث
يعتبرون من فئة العمال المهرة والكفاءات المدربة، ما يشكل مصدرا أساسيا لدخل السكان.
ويوجد في المدينة منطقة صناعية على
مساحة 261 دونما، وأهم الصناعات في هذه المنطقة؛ صناعة الخرسانة، والبلاط، والأقمشة، والبلاستيك، والأدوية، ومستحضرات التجميل.
كذلك يقع في المدينة العديد من ورش
الحدادة والنجارة الخاصة، وهي ورش بسيطة تقوم بأعمال يومية، ولا يتعدى نشاطها
المدينة.
ويشكل التعليم سمة أساسية من سمات
المدينة، ويلقى اهتماما كبيرا من كافة السكان. حيث يوجد في المدينة العديد من
المدارس التي تشرف عليها وكالة الغوث (الأونروا) ووزارة التربية والتعليم، وتوجد
بها كلية الزراعة التابعة لجامعة الأزهر.
وتفتقر المدينة للمؤسسات التعليمية
الأكاديمية، مثل الكليات والمعاهد ومراكز التعليم المستمر.
وتنفرد مدينة بيت حانون بمقومات سياحية
تجعلها مركز جذب سياحي، وذلك لموقعها الجغرافي المتميز، فهي تقع على الثغر الشمالي
لقطاع غزة، ولمناخها المعتدل، وما تتمتع به من مناظر طبيعية جذابة، ومواقع أثرية
تشهد على الحضارات المتعاقبة، وتدل على تطور في فن العمارة خلال الحقب التاريخية
المتعاقبة.
وقد تعرضت بيت حانون لقدر كبير من
التدمير على يد الجيش الإسرائيلي خلال سنوات الانتفاضة الثانية، وما تبعها من حروب
على قطاع غزة، حيث قام الجيش الإسرائيلي باجتياح البلدة مرات كثيرة، فضلا عن
تجريفه لمساحات كبيرة من أراضيها الزراعية، وقصفه المتكرر للمنطقة.
آليات الاحتلال تجرف الأراضي الزراعية شرق بيت حانون.
وتعرضت المدينة لهجوم عنيف من قبل
جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اجتاح المدينة ودمر الآلاف من منازلها، بعد أن اضطر
سكانها للجلاء عنها قسرا وتحت قذائف الدبابات والطائرات.
وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية
حال مدينة بيت حانون شمال شرق قطاع غزة قبل الغارات الإسرائيلية وبعدها، حيث نسفت
مربعات سكنية بالكامل. ومثل باقي مدن قطاع غزة، تشهد بيت حنون حرب إبادة ضد شعبها
وتدمير كل ما شيدته أيدي أبنائها من أبينة وبنية تحتية وخدماتية ومرافق عامة
ومستشفيات ومدارس وغيرها.
المصادر:
ـ بيت حانون، مركز المعلومات الوطني
الفلسطيني.
ـ بيت حانون، وكالة الرأي الفلسطينية
للإعلام، 12/12/2015.
ـ معبر بين حانون / إيريز، قناة "تي
أر تي" التركية، 1/11/2023.
ـ مصطفى مراد الدباغ، موسوعة بلادنا
فلسطين (غزة) ص 281 .
ـ معابر غزة.. شرايين إنسانية أغلقتها
"إسرائيل"، الجزيرة نت، 20/10/2023.
ـ الأقمار الصناعية ترصد حجم الدمار في
بيت حانون شمال شرق غزة، قناة العالم، 26/10/2023.