نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الانتخابات المقرر عقدها في تايوان لاختيار الرئيس وأعضاء أعلى هيئة تشريعية في البلاد في 13 كانون الثاني/ يناير المقبل.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مستقبل الجزيرة وإمكانية استمرارها في مقاومة إعادة التوحيد مع البر الرئيسي أو التحرك نحو التقارب مع الصين يعتمد على الإنتخابات. وقبل شهر من الانتخابات، فجّرت محكمة تايوانية قنبلة دعائية مفادها أن المخابرات الصينية عرضت على طيار تايواني 15 مليون دولار مقابل خطف مروحية أمريكية الصنع والهبوط بها على حاملة طائرات صينية. ويُزعم أن الصين وعدت بإجراء تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة لمنع الطائرات المقاتلة من اعتراض الطيار.
اظهار أخبار متعلقة
في الأثناء، أورد تقرير نشرته جريدة جنوب الصين الصباحية، خبر تلقي الطيار، وهو مقدم في القوات الجوية التايوانية ولقبه شيه، عرضًا لاختطاف طائرة هليكوبتر من طراز شينوك من ضابط تايواني متقاعد تم تجنيده من قبل جهاز المخابرات الصيني.
وقد ورد في لائحة الاتهام التي كشفت عنها المحكمة أنه طُلب من الطيار التحليق على ارتفاع منخفض إلى حاملة طائرات كان من المقرر أن تجري تدريبًا على بعد 44 كيلومترًا من الجزيرة. ولهذا السبب، وُعد الطيار بتلقي مبلغ 6355 دولارًا شهريًا، بالإضافة إلى المساعدة في نقل عائلته إلى تايلاند في حالة نشوب صراع عسكري.
اظهار أخبار متعلقة
وأفادت الصحيفة بأن الطيار رفض العرض في البداية بسبب المخاطر العالية، لكنه قبله في وقت لاحق بعد رفع الوكلاء الأجر إلى 15 مليون دولار، وكان عليهم إيداع مليون دولار بعد موافقة الطيار. من جانبه، اقترح الطيار على البحرية الصينية إجراء مناورات بالقرب من مدينة كاوشيونغ في جنوب غرب الجزيرة، مما يجنب المروحية عبء عبور الخط الأوسط في مضيق تايوان بين الجزيرة والبر الرئيسي ويصعب على المقاتلات التايوانية مهمة اعتراض المروحية. وتزعم لائحة الاتهام أن الطيار عقد في تموز/ يوليو مؤتمرا عبر الهاتف مع عملاء من البر الرئيسي لمناقشة تفاصيل الهروب وكيفية مساعدة أسرته على الهجرة إلى تايلاند.
وذكرت الصحيفة أن السلطات التايوانية أحيطت علما بالمخطط وقبضت على الطيار. وفي حديثه إلى المشرعين كشف وزير الدفاع في تايوان تشيو كو تشينغ عن وجود بعض أوجه القصور في العمل وإجراء تحقيق داخل الوزارة نفسها.
وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، وجّه مكتب المدعي العام اتهامات بالتجسس لصالح الصين ضد مجموعة من ضباط الجيش التايوانيين العاملين والمتقاعدين، شملت العقيد المتقاعد ليو شنغ شو الذي صدر ضده حكم بالسجن 20 عاما.
اظهار أخبار متعلقة
من جانبها، أشارت صحيفة "تايبيه تايمز" إلى أنه على مدى السنوات العشر الماضية، أدين ما لا يقل عن 21 من أفراد الجيش التايواني أو الضباط المتقاعدين بالتجسس لصالح الصين. وفي الواقع، إن التجسس مرتبط بالانتخابات المقبلة. وقد أعرب غرانت نيوشام، وهو باحث في منتدى اليابان للدراسات الاستراتيجية وكولونيل سابق في البحرية الأمريكية عن أسفه لأن التدابير التي اتخذتها أجهزة مكافحة التجسس التايوانية جزئية.
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت الصحيفة عن فاسيلي كاشين وهو كبير الباحثين في المدرسة العليا للاقتصاد: "من حيث المبدأ، جرت هذه الوقائع مع الطيارين المنشقين أيضًا خلال الحرب الباردة. في بعض الأحيان، كان الطيارون يحلّقون بالطائرات إلى تايوان من الصين ومن تايوان في الاتجاه المعاكس".
وأضاف كاشين أنه "في سنة 1981، وقع حادث كبير عندما طار طيار تايواني، جندته الصين على ما يبدو، إلى البر الرئيسي على متن الطائرة المقاتلة الأكثر تقدمًا في تايوان من طراز "إف-5 إف" مقابل حصوله على عدة مئات الآلاف من الدولارات في البر الرئيسي. وعليه، بات واضحا أن بكين بدأت في الوقت الراهن البحث مرة أخرى عن ضباط تايوانيين مناسبين".
ويرجع كاشين طلب الطيار نقل أقاربه إلى تايلاند في حالة الحرب إلى إمكانية حدوث اشتباك عسكري خلال السنوات القليلة المقبلة. وخلص كاشين إلى أن التجسس يتم من قبل الجانبين. ففي عشرينيات القرن الحالي، قامت المخابرات التايوانية بعدد من الاستفزازات في الصين وفي دول شرق آسيا الأخرى. وبسبب هذا، تم اعتقال حوالي 70 مسؤولا وعسكريا في الصين. وهذه الفضيحة أثرت بشكل غير مباشر على الولايات المتحدة، باعتبارها المورد الرئيسي للأسلحة إلى تايوان.