أصدر القضاء التركي حكما بالسجن ست سنوات قابلا للطعن على كل من الصحفي علاء فرحات، مدير قناة "
أورينت" السورية، والمذيع أحمد الريحاوي مقدم برنامج "تفاصيل"، بحسب ما أفادت به وكالة الصحافة السورية.
وجاء الحكم القضائي عقب اتهام الصحفيين السوريين بـ "الإساءة للجمهورية التركية" على خلفية بث القناة حلقة ضمن برنامج "تفاصيل" تناولت انتهاكات "
الجندرما التركية" بحق اللاجئين السوريين على الحدود مع
سوريا.
وبثت القناة التي أغلقت أبوابها قبل أسابيع بسبب تعرضها لضغوطات، عددا من التقارير الصحفية التي أشارت إلى عنف "الجندرما" في التعامل مع اللاجئين السوريين، خصوصا بعد مقتل شاب سوري في أيار /مايو الماضي على إثر تعرضه للضرب المبرح من قبل القوات التركية عقب محاولته العبور إلى الجانب التركي.
وقال رئيس تجمع المحامين السوريين في
تركيا، المحامي غزوان قرنفل، إن الحكم الصادر على الصحفيين السوريين "لم يكن منسجما مع أحكام القانون"، مشددا على أنه "مجافٍ للأحكام الدستورية التي تحترم الحريات العامة وحرية وسائل الإعلام والصحفيين في مناقشة مختلف القضايا".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "القضية التي تمت مناقشتها في البرنامج، وهي موضوع النزاع القضائي، لم تكن سرا من أسرار الدولة"، مشيرا إلى أن "الحكومة التركية أقرت بوقوع بعض الجرائم والانتهاكات التي أثارتها الحلقة التلفزيونية بل وشكلت لجنة للتحقيق بها واتخذت إجراءات زجرية بهذا الشأن بحق بعض المرتكبين".
ولفت إلى أن "هذه الانتهاكات نفسها وردت في غير تقرير حقوقي ومنها تقارير لمنظمات حقوقية تركية ولم يثر الأمر مشكلة"، وأوضح أنه يرى بناء على ما سبق أن الحكم ابتداء في غير محله القانوني، مرجحا أن "يتم نقضه أمام المرجع القضائي الأعلى".
وكانت انتهاكات "الجندرما التركية" بحق اللاجئين السوريين الذين يحاولون العبور إلى الأراضي التركية عبر الحدود أو يقطنون بالقرب من الجدار الفاصل الذي أنشأته تركيا لمواجهة موجات اللجوء، قد تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال النصف الأول من العام الجاري.
ووثق تقرير أصدرته منظمة "مظلومدير" التركية، عددا من الانتهاكات بحق اللاجئين السوريين من قبل قوات الجندرما التركية، مشيرة إلى أن الأطفال كانوا بعض ضحاياها أحيانا.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، ذكر أن أكثر 500 مواطن سوري لقي حتفه على الحدود التركية برصاص "الجندرما" في فترات عديدة.
وفي السياق ذاته، سلطت قناة "أورينت" آنذاك الضوء على الانتهاكات بحق اللاجئين السوريين في حلقة من برنامج "تفاصيل"، أثارت ضجة واسعة بسبب مشادة حادة بين المذيع أحمد ريحاوي والمحلل التركي أوكتاي يلماز، والتي انتهت بطرد الضيف على الهواء مباشرة.
اظهار أخبار متعلقة
على إثرها، اعتقلت السلطات التركية مدير القناة السورية ومقدم البرنامج المذكور بعد شكوى قدمها يلماز، الذي اعترض على تناول القناة لقضية الانتهاكات.
يشار إلى أن قناة "أورينت" أعلنت في بيان إغلاق مكتبها بمدينة إسطنبول في تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، بسبب ما وصفته بالضغوطات القاسية التي تمر بها واستنزافها كافة الخيارات اللائقة للمضي في عملها.
وذكر البيان أن "القناة واجهت ظرفا لم يعد يتعلق بمقارعة الإعلام بالإعلام، بل بات يتعلق باستحالة استمرارها جملة وتفصيلاً، ما دفعها لإغلاق منصاتها والاعتذار من صحفييها".
الجدير بالذكر أن قناة "أورينت" التي أغلقت أبوابها وهي على مشارف الذكرى الخامسة عشرة لانطلاقتها في الثاني من شباط /فبراير القادم، رافقت كافة مراحل الثورة السورية التي انطلقت بتظاهرات سلمية عمت كافة المدن السورية عام 2011 ضد نظام الأسد قبل أن تتحول إلى حرب أهلية مدمرة بفعل القمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام.
وتعد القناة إحدى أبرز المؤسسات الإعلامية التي ناصرت ثورة السوريين رغم العديد من الانتقادات التي طالتها خلال ذلك، في وقت أصبحت فيه المنصات الداعمة للثورة بعد 13 عاما على انطلاقتها معدودة على الأصابع، لا سيما مع اتخاذ العديد من الدول العربية نهج تطبيع العلاقات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.