تعرضت العملات المشفرة لصدمة كبيرة خلال عام 2022، بسبب ارتفاع
أسعار الفائدة، إلا أنها عادت للحياة بعد عدة أشهر، مما جعل الخبراء يطرحون أسئلة حول سبب استمرار هذه الصناعة التي يبدو أنها "غير قابلة للتدمير"، وفق مجلة "
إيكونوميست".
وبالرغم من أن مؤسسي أكبر وثاني بورصتين للعملات المشفرة في العالم، تشانغبينغ تشاو، وسام بانكمان فريد، ينتظران حكم القضاء، بعد إقرار الأول بالذنب، وإدانة الثاني من هيئة محلفين الشهر الماضي، بتهمة ارتكاب جرائم مالية، إلا أن ذلك لم يمنع العملات المشفرة من الازدهار والبقاء رغم كل شيء.
وعانت عملة بيتكوين من انخفاض سعرها إلى 16600 دولار فقط مع بداية العام الحالي، وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ عامين عند 45 ألف دولار في 11 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
اظهار أخبار متعلقة
آفة العملات الرقمية
ترى مجلة "إيكونوميست" أن
العملات الرقيمة "آفة"، تتنوع مجالات استخدامها، إذ يستخدمها المجرمون لغسل الأموال، كما يستخدمها الإرهابيون لتسديد المدفوعات، ويطالب القراصنة بفدية بعملة البيتكوين، ويتم إنشاء العديد من العملات المشفرة ببساطة، حتى يتمكن صانعوها من سرقة الأموال.
وتقول المجلة نفسها، إن عدم القدرة على سحق العملاق المشفرة تبدو بمثابة خاصية "مدمجة في تقنياتها، فالبيتكوين والإيثر والعملات المشفرة الأخرى ليست شركات، لذا لا يمكن أن تتعرض للإفلاس أو أن يتم إغلاقها".
واعتبرت الصحيفة القضاء على العملات المشفرة مسألة صعبة وأقرب إلى محاولات قتل الصراصير، ووصفتها بـ"
نظرية الصرصور".
وتقول في التقرير إن "تلك الحشرة غير المرحب بها، يمكن أن تبقى على قيد الحياة حتى بعد قطع رأسها، كما أن ضربها لا يضمن القضاء عليها، إذ تستطيع تحمل ما يصل إلى 900 ضعف وزنها، وحتى التخلص منها بالمرحاض ليس حلا مضمونا فبعض السلالات تستطيع أن تحبس أنفاسها لأكثر من نصف ساعة".
رهان على المستقبل
وأشارت إلى أن الاحتفاط بالعملات المشفرة يمثل رهانا على المستقبل، في ظل انتشار استخدام التكنولوجيا على نطاق واسع في العالم.
وأضافت: "حتى المستثمرون العقلاء، يفكرون في الاحتفاظ بجانب من صناديق معاشاتهم التقاعدية أو محافظهم الاستثمارية في العملات المشفرة من أجل التنويع".
وفضلا عن استخدامها من قبل مستثمرين، فإن هناك سوقا أكبر لها بالفعل في نظم استبدادية تحاول الاحتفاظ بالعملات المشفرة سواء كاحتياطي بدلا من الدولار أو لتسديد المدفوعات في بعض الأحيان.
اظهار أخبار متعلقة
وخلال فترات الازدهار، جمعت صناعة العملات المشفرة الكثير من الأموال ووظفت الكثير من المطورين.
وتشير كافة هذه
المؤشرات، إلى أن العملات الرقمية تفرض نفسها يوما بعد يوم، بعد أن قضت محكمة أمريكية في آب/ أغسطس الماضي، بأن هيئة الأوراق المالية والبورصات، المنظمة للأسواق الأمريكية، كانت "تعسفية" عندما رفضت محاولة من شركة إدارة الأصول المالية "غراي سكيل"، لتحويل صندوق ائتمان بقيمة 17 مليار دولار مستثمَر بالكامل في عملة البيتكوين إلى صندوق متداول في البورصة للتداول الفوري (إي تي أف)، وهو ما قد يحفز مستثمرين عاديين للاستثمار في العملة المشفرة.